يؤكد العشرات من عشاق الفن والمبحرين على ضفافه والغائصين في أعماقه، أن جوهر النجاح في الفن والتألق فيه والوصول إلى بوابة الشهرة والنجومية، هو بكل بساطة "الحب"؛ نعم، فهذا الدافع القوي الإيجابي والمحفز الحيوي في آلية الوجود، يُعتبر وقودا فعالا للوصول إلى أعمق النقاط وأبعد الغايات، فمن تمتّع بحب الشيء نجح فيه وفاز؛ فبقوة الحب الفاعلة نتحمل المصاعب والمتاعب والمشقات؛ فتراه بقوّته الخفية الباطنية يمتص الحزن والآهات والألم، ليركنها جانبا، بل ويُدخلها في خانة "غير موجود"، بدليل أن عشاق النجاح دوما يكررون كلمة "الكل يهون في سبيل الوصول إلى الغاية".

والمتصفح لتاريخ الناجحين من الجنسين وفي مختلف الروافد الفنية، يلاحظ أن عدد العثرات كان كبيرا، ورغم تسجيل حالات سقوط متكررة إلا أن عاشق النجاح والتألق لا يعرف الفشل أو الاستسلام. ولنا في تاريخ كبار الفنانين أدلة قاطعة، منهم ممثل هوليوود الشهير الذي كان يعاقر الخمر ليل نهار، إلا أنه كان عاشقا للفن ينتظر الفرصة، ولما أتته سعى للنجاح وغيّر حياته، وكذا تغلّب العندليب الأسمر على كل المتاعب، وآخرها متاعبه الصحية، حيث ظل وفيا للّحن والكلمة والجمال، وهو الأمر ذاته بالنسبة للكثير من المطربين الجزائريين سواء الكبار منهم أو الشباب الذين يعدّون مشاكلهم وعقباتهم ملء الأصابع... إلا أن هؤلاء الناجحين لم يقفوا مكتوفي الأيدي أمام العثرات، بل نفضوا الغبار وتجاوزوها بقوة وأصبحوا على مر السنين قدوة.