المطرب إدريس الفني لـ "المساء":

الفن روح يسمو بصاحبه إلى المجد

الفن روح يسمو بصاحبه إلى المجد
  • القراءات: 3045
بوجمعة ذيب بوجمعة ذيب

يُعد المطرب المتألق بلعابد إدريس المعروف في الوسط الفني بـ "إدريس الفني"، صوتا شبابيا متميزا جدا بتواضعه وأخلاقه وطيبة قلبه، همه الوحيد هو تأدية الأغنية الجزائرية الأصيلة التي تطرب الأذن لسماعها. "المساء" التقته بقصر الثقافة والفنون لمدينة سكيكدة وأجرت معه هذه الدردشة.

❊ المساء: من هو بلعابد إدريس؟

❊❊ إدريس الفني: فنان سكيكدي من مواليد سطورة عام 1978، سكنني الفن منذ نعومة أظافري، عشقت حد الجنون الطرب العربي الأصيل من أمثال عبد الحليم حافظ.

❊ كيف كانت بدايتك الفنية؟

❊❊ بدايتي كانت في التسعينات، عندما كنت تلميذا بمدرسة الشهيد بوحويتة بسطورة. أؤدي الأناشيد الوطنية والدينية بطريقة جيدة، كانت تنال إعجاب كل من كان يستمع إليها، ليستمر نفس الاهتمام في التعليم المتوسط؛ فالتعليم الثانوي الذي فيه بدأت فعلا موهبتي تبرز أكثر فأكثر، وهي المرحلة التي فتحت لي آفاق ولوج عالم الغناء، وفعلا كان لي ذلك بعد أن أصبحت أكثر نضجا فنيا، وهذا ما دفعني للمشاركة في حصة "ألحان وشباب" سنة 1995، وأعدت الكرّة في سنة 2007؛ حيث ترشحت للنهائيات في العاصمة إلا أن ظروفا خاصة وقاهرة منعتني من إكمال المشوار.

❊ ما هي نظرتك إلى واقع الفن اليوم؟

❊❊ الفن اليوم بصراحة طغى عليه نوع من الماديات؛ فلم تعد قوّة الصوت وحسن الأداء هي التي تصنع الفنان، بل هناك اعتبارات أخرى كالعلاقات وخاصة المال؛ إذ أصبحت تتحكم في صناعة الفنان، وهذا ما سمح وبكل أسف لبعض الأصوات، بالبروز على السّاحة الفنية بالرغم من أنها لا تملك صوتا ولا أداء، وأكثر من ذلك لا تربطها بالفن أي علاقة.

❊ و ماذا يعني الفن بالنسبة لك؟

❊❊ هو عبارة عن روح تغطي صاحبها لتسمو به إلى قمّة المجد، كما أنّه إحساس ومشاعر تربط الفنان الحقيقي بجمهوره. والفن الحقيقي ثلاثي ذهبي، فيه صوت وفيه كلمة وفيه لحن، وهذه الثلاثيات في زمننا هذا من الصعب تحقيقها.

❊ ما هو النوع الغنائي الذي تؤديه؟

❊❊ أؤدي المالوف والحوزي والعاصمي وقليلا من الراي الذي لا أميل إليه بخلاف ما ذكرته آنفا، وهي الأنواع الثلاثة التي تربطني بها علاقة حميمية قوية.

❊ كم في رصيدك من الألبومات؟

❊❊ لدي 03 ألبومات، الأول أنجزته في سنة 2008  بعنوان "سلام"، وهو رياضي، يتغني بفريق شبيبة سكيكدة، والثاني أنجزته سنة 2010 بعنوان "صغيرة ومسرارة"، وألبومي الثالث سيرى النّور قريبا.

❊ ماذا ربحت من الفنّ؟

❊❊ بصراحة ربحت الجمهور الذي أعتبره عملة غالية ونادرة يصعب الحصول عليها، وإذا تحصّل عليها الإنسان فقد تحصّل على كلّ شيء، فالفنان بدون جمهور لا يساوي أي شيء حتى وإن كان يملك كنوز الدّنيا، وفي هذا المقام أقول لكم إنه من الصعب التوغل في قلب الجمهور، الذي أعتبره أصل نجاح أي فنان.

❊ في رأيك كيف تتحقق النّجومية؟

❊❊ النجومية في رأيي حالة نسبية، فهناك من يراها شهرة، وهناك من يراها مجرّد اسم لامع برّاق، وصنف آخر يرى النجومية مادّة، وهناك من جمع بين كل الأصناف التي ذكرتها سابقا.

❊ ما رأيك في كلمات بعض الأغاني السوقية؟

❊❊ اِسمح لي أن أقول بأنّ بعض الفنانين من خلال تلك الكلمات السوقية، قد أدخلوا إلى بيوتنا الملاهي، وهنا أضع علامة استفهام كبيرة. وكفنان أتمنى من أعماق قلبي أن تكون هناك رقابة صارمة، ومن أعلى مستوى، وأن لا يُسمح لهذا النوع من الغناء بأن يدخل إلى البيوت عن طريق الإذاعة والتلفزة مع احترامي لمن يؤدي ذلك النوع الغنائي، الذي يجب أن يكون في مكانه الضيق الخاص به؛ لأن الفن مهما يكن، رسالة وليست وسيلة؛ فأنا شخصيا غير مقتنع بأن الغاية تبرر الوسيلة.

❊ هل من كلمة أخيرة؟

❊❊ أشكر يومية "المساء" على هذه الفرصة التي أعتز بها كل اعتزاز.