طباعة هذه الصفحة

الشابة سهيلة لـ ’’المساء":

الفن رسالة مقدسة يجب المحافظة عليها

الفن رسالة مقدسة يجب المحافظة عليها
  • القراءات: 3992
بوجمعة ذيب بوجمعة ذيب

تعد الشابة سهيلة واحدة من الأصوات الشبابية المتألقة في سماء الأغنية الرايوية الوهرانية، تؤمن إيمانا راسخا بأن الفن رسالة مقدسة، وأن الوصول إلى النجومية يتطلب بذل المزيد من الجهد، هي من المدافعات بقوة على ضرورة تطهير أغنية الراي من كل الشوائب التي علقت بها حتى تكون أغنية ملتزمة تسمع في كل مكان، "المساء" التقت بها وأجرت معها هذه الدردشة.

 ❊ من هي الشابة سهيلة؟

— مطربة جزائرية، اسمي سهيلة ازمران،  معروفة في الوسط الفني باسم الشابة سهيلة من مواليد عام 1977 بمدينة وهران الباهية.

❊ كيف كانت بداية مشوارك الفني؟

— موهبة الغناء عندي كانت كامنة بداخلي منذ طفولتي، إلا أنها تفجرت لما بلغت من العمر 20 سنة، حينها اكتشفني أحد الموسيقيين وشجعني على دخول عالم الفن،  خاصة أن صوتي يتناسب كلية مع الأغنية الرايوية الوهرانية، فأخذت برأيه وبذلك تحقق الحلم الذي سكنني منذ فترة طويلة،  بالخصوص أن أذني كانت تميل منذ نعومة أظافري إلى الغناء، خاصة الراي. 

❊ بمن تأثرت في حياتك؟

— كنت من أشد المعجبات بالشابة خيرة،  بحيث تأثرت كثيرا بغنائها وطريقة أدائها لأغنية الراي.

❊ لماذا اخترت الراي الوهراني؟

— أولا لأنه يتناسب مع صوتي، إضافة إلى أنني كما سبق وأن قلت لكم، منذ صغري وأنا أميل إلى الاستماع  للراي الوهراني، كما أنني من مواليد مدينة الباهية وعندما أقول لكم وهران، يعني الراي الذي ارتبط بهذه المدينة الجميلة والساحرة التي أنجبت خيرة نجوم الأغنية الجزائرية الذين ذاع صيتهم، حتى خارج التراب الوطني.

❊ ماذا في رصيدك الغنائي إلى حد اليوم؟

— في رصيدي ثلاثة ألبومات غنائية كلها من الراي الوهراني.

❊ مع من تتعاملين من حيث الكلمات والألحان؟

— من حيث الكلمات، أتعامل مع الشاعر هواري بابا، أما التلحين والتوزيع فأتعامل مع الأستاذ الموسيقي توفيق بوملاح.

  ❊ كيف تنظرين إلى واقع الأغنية الشبابية اليوم، خاصة الراي؟

— من وجهة نظري، أرى أن الأغنية الشبابية عامة والرايوية خاصة هي في أمس الحاجة إلى مقص الرقابة، خاصة من قبل الديوان الوطني لحقوق المؤلف، لأنه لا يمكن أن تترك الأمور تصل إلى هذا المنحنى الذي ساهم في إفراغ الفن عن محتواه الأصلي، ومنه جعله معول هدم للقيم والمبادئ، لأن الفنان بوجه عامة كائن متميز يساهم في إدخال الفرح والمرح والسرور في المجتمع، كما أنه يعالج مشاكل الشباب بكلمات معبرة، هادفة ونقية.

❊ من هذا المنطلق، هل ترون أن الراي خرج عن أصول ما يجب أن يكون عليه الغناء ككل؟

— أكيد أن هذا النوع من الغناء حاليا خرج عن أصول الأغنية الرايوية، لأنه أصبح غناء لا يمكن الاستماع له داخل العائلة، فأنا ضد الغناء الساقط مهما كان، لأن الغناء كما قلت آنفا رسالة مقدسة وما دام أنها كذلك فالفنان الحقيقي مطالب بالمحافظة على تلك القداسة، وأرجو من أعماق قلبي أن يتغير هذا الوضع، فتطوير أغنية الراي والعمل على ترقيتها لا يجب أن يكون على حساب الكلمات وقيم المجتمع.

❊ في رأيك، ما هي أحسن طريقة للحفاظ على أغنية الراي وتطهيرها من الشوائب؟

— في اعتقادي، لا يكون ذلك إلا إذا تعاون فنانو أغنية الراي، وخصوصا القدامى منهم على تنقيتها وتطهيرها مع ضبط قواعد تحميها من الكلمات السوقية، وبهذا، يمكن أن تكون الأغنية الرايوية نظيفة وتسمع في كل المكان داخل العائلة، وفي الأعراس ومختلف التظاهرات داخل الوطن وخارجه.

❊ وماذا عن مشاريعك الفنية المستقبلية؟

— أنا بصدد إصدار ألبوم جديد يضم مجموعة من أغاني الراي، يتطرق إلى مواضع اجتماعية تخص الشباب، خاصة من تلحين توفيق بوملاح وكلمات هواري بابا.

❊ ما هي أهم المشاكل التي تواجهك وتواجه الفنان الشاب بوجه خاص؟

— مشاكل كثيرة لا تعد ولا تحصى، و الفنان اليوم هو الذي أضحى ينفق من أمواله الخاصة من أجل إصدار ألبوم.

❊ صراحة، كيف ترين الفن في أيامنا؟ 

— الفن بالنسبة لي حاليا ليس في المستوى الذي ينبغي أن يكون عليه، والفنان الشاب المجتهد الذي يسعى من أجل إبراز مواهبه بحاجة إلى الدعم، وهذا للأسف غير موجود.

❊ هل من كلمة أخيرة؟

— في البداية، أشكر يومية "المساء" كل الشكر على الفرصة التي أتاحتها لي وستكون بالنسبة لي دعما كبيرا، كما أتمنى من وزارة الثقافة أن تمد يد العون للمطربين الشباب الموهوبين الذين يملكون طموحا كبيرا، لتمثيل الأغنية الجزائرية في جميع المحافل والارتقاء بها، وأشكر أيضا جميع محبي أغنية الراي ومعجبي الشابة سهيلة خاصة.