المطرب محمد لخضر بوبكر:

"الفقيرات" بحاجة إلى مجموعات نسائية جادة

"الفقيرات" بحاجة إلى مجموعات نسائية جادة
  • القراءات: 2896
هبة أيوب هبة أيوب

أكد محمد لخضر بوبكر عضو فرقة أحباب حسان العنابي على ضرورة تطوير التراث الفني والغنائي بمدينة عنابة، مع التأسيس له من أجل تحويله إلى مرجع حقيقي تعتمد عليه الفرق الشبانية الجديدة. وحسب المتحدث، فإن هناك طبوعا غنائية مختلفة ساهمت في التعريف بالإرث الغنائي والثقافي لمدينة العناب، منها المالوف الذي حظي باهتمام القامة الفنية الكبيرة الراحل حسان العنابي الذي بفضله تمكنت الجمعية التي يترأسها لخضر بوبكر والتي تحمل اسمه، على تقديم مخطوطات خاصة بالمالوف وكل مكوناته ونوتاته، إلى جانب إقامة معرض خاص بالأسطوانات القديمة للفنانين المعروفين بعنابة، منهم الشيخ الفأر، حسان العنابي، الشيخ الكرد وآخرين، والبحث لا يزال جار لتجميع كل الأسطوانات التراثية، خاصة تلك المتعلقة بالفقيرات. 

وحسب الأستاذ لخضر بوبكر، فإن الفقيرات، هذا التراث الغنائي القديم، يبحث عمن يهتم به، بعد تهميش الفرق النسائية في عنابة، خاصة تلك المتواجدة بالمدينة القديمة بلاص دارم، وتتكون فرقة الفقيرات من مجموعات نسائيّة، عددهن قديـما (08) أفراد صنعتهن الغناء العفيف والمديح الديني، وكزا تزيين العروس في بعض الأحيان: (04) ناقرات على البندير و(04) على الدّف والطار، تجتمع كلمتهن حول واحدة منهن تعرف بـ« الرايسة » تمتاز بحسن الأداء، وعذوبة الصوت-قدر المستطاع-، والمـعرفة الجيدة لطقوس ومراسيم الحفلات والأعراس والولائم. وتلعب دور التنسيق بين مختلف أفراد الجوق من حيت الغناء الفردي والجماعي. ومقابل هذه المجموعات، توجد أجواق البنوتات التي اشتهرت بها قسنطينة، وهي عبارة عن مجموعة من الفقيرات المستعملات للآلات الإيقاعية والوترية معا. وأشهر جوق عرفته عنّابة مع بداية من القرن العشرين، فضلا عن جوق الرايسة فاطمة بنت العبَّاسي، وجوق ابنات العنّاب: جوق أولاد مخلُوف الذي كان يضم الرايسة عايشة بورفة، يمينة بورفة، وابنتها بنت تقيه التي ما تزال على قيد الحياة.

ويرتبط فن الغناء النسائي في عنّابة باصطلاحات وظائفية ضرورية لا يكتمل من دونها، وهي: الخلوة، الماشطة، المسّادنة، والمناوليّة. أما الخلوة، فهي حمام العروس قبيل التحاقها ببيتها الجديد. وأمّا الماشطة، فتهتم بمظهر العروس الداخلي والخارجي، ثم التصديرة. وأما المسّادنة، فهي التي تخرج من دار العريس أو العروسة للدعوة إلى حضور الفرح من الجانبين. تليها المناوليّة. وهي مجموعة من النساء اللّواتي يوكل لهن طهي الأطعمة وإعدادها للمدعوين. ويمتاز الرصيد الشعري المغنى عند فقيرات عنّابة بالتنوع، كما أنَّ لهّذه المجموعات النسوية الدور الكبير في الحفاظ على قطع شعرية نادرة يمكن من خلالها التأريخ للحركة الصوفية بعنابة... ويتم أداء هذا الرصيد عبر مختلف المناسبات ويتفرع إلى نوبات المديح، قطع من المالوف، بعض نصوص المحجوز، بعض العروبيات،  بعض نصوص الحوزي، الزندالي والطقطوقات المحلية، التصديرات والتعليلات المتنوعة.