نور الهدى ريريواج:

الغناء يشعرني بالحرية

الغناء يشعرني بالحرية�
  • القراءات: 2448
 حاورها/  بوجمعة ذيب � حاورها/ بوجمعة ذيب

تعد الشابة المتألقة نور الهدى ريريواج واحدة من الأصوات الجادة في عالم الطرب الأندلسي الأصيل، لما تملكه من صوت متميز وإرادة وطموح كبيرين، ”المساء” التقتها بقصر الثقافة وأجرت معها هذه الدردشة.

هل لك أن تقدمي نفسك لقراء ”المساء”؟

اسمي نور الهدي ريريواج، أبلغ من العمر 20 سنة، طالبة جامعية بسكيكدة في السنة الثانية لغة إنجليزية، مختصة في أداء الطرب الأندلسي.

ما هي قصتك مع الغناء والطرب الأندلسي الأصيل؟

ولعت بالفن الأصيل والموسيقى منذ الصغر وما زادني اهتماما بالفن، انتمائي إلى عائلة فنية، فأبي كان عازفا معروفا في سكيكدة ينتمي إلى فرقة موسيقية كانت تنشط على مستوى المدرسة البلدية للفنون.. كل تلك الأجواء جعلتني أشعر بأنه يمكنني أن أكون فنانة، علاوة على عشقي للون الأندلسي من حوزي ومالوف وغيره، كما كنت معجبة أيضا بصوت فضيلة الجزائرية وراضية منال. وخلال السنة الدراسية 2012/2013 أتيحت لي فرصة الغناء في الثانوية في حفل نهاية السنة وكان أول ظهور لي أمام الجمهور، بعدها انخرطت في الفرقة الفنية التابعة لقصر الثقافة والفنون، معتبرة ذلك الانخراط بمثابة انطلاقة حقيقية لي مع الفن، لاسيما الطرب الأندلسي الأصيل.

ماذا يمثل الغناء بالنسبة إليك؟

إنه نوع من الانعتاق الذي يجعلني أشعر بهامش كبير من الحرية، كما أنه الوسيلة التي تدفعني إلى التعبير عن كل ما هو جميل في الحياة وبريء لأن الفنان كائن مرهف الحس ينظر دائما إلى الأشياء بمنظور مخالف عن الآخرين. فكل أغنية يؤديها يعيشها بكل جوارحه، واسمح لي أن أقول لكم بكل صراحة بأن الغناء قيم وأخلاق وتربية ومدرسة تقوم بفعلها الإيجابي في الإنسان كما في البيت تماما.

كيف تنظرين إلى الجمعيات والنوادي والمدارس الفنية؟

أكيد أن المدارس والنوادي الفنية هي الأماكن التي يستطيع الإنسان من خلالها أن يفجر ما في أعماقه من مواهب مكبوتة وطاقات فنية مخفية، كما تساهم في ترقية الفن والحفاظ على موروثنا الغنائي.

لماذا اخترت الطرب الأندلسي دون غيره من الفنون الغنائية الأخرى؟

ببساطة، لأن صوتي يتماشى مع هذا النوع من الغناء الراقي و النظيف، كما يسمح للشخص بإبراز قدراته الصوتية، خاصة في المقامات الموسيقية والطبقات الصوتية، زيادة على ذلك، فإنه من واجبنا كأجيال أن نعمل من أجل الحفاظ على الأغاني التراثية، كما أن كلمات الأندلسي جد محترمة وقصائده رائعة وفي كل قصيدة عن قصة جميلة تروى على مسمع الحضور المشكل من العائلات.

ما هو حلمك؟

بكل صراحة، أتمنى أن أؤدي رسالتي الفنية أمام الجمهور بكل إتقان واحترافية وأجعل المستمع يتذوق حقيقة الفن الأصيل النقي والصافي، كما أحلم أيضا بتشريف الأغنية السكيكدية الملتزمة تشريفا يليق بمقام سكيكدة.

هل وجدت صعوبة في التأقلم بين الدراسة الجامعية وعالم الفن والموسيقى؟

شخصيا لم أجد أي عائق في الدراسة، وإنما ساعدتني أكثر على التركيز والنظر إلى المستقبل بنظرة تفاؤلية، مما شجعني كي أجتهد في الدراسة الجامعية.

 

كيف تنظرين إلى الفنان المثقف الجامعي من حيث أداء رسالته الفنية؟

طبعا الفنان المثقف والجامعي يأخذ الفن من جوانبه الحقيقية فيتفهمه ويعرف كيف يوصله إلى السامع ويؤديه بطريقة علمية فنية، فهو عارف بأصول الفن وأركانه وقوانينه، ملما بفلسفته، بالتالي هذا الفنان يؤدي حقيقة رسالة الغناء والفن بوجه صحيح وليس الفن من أجل الجري وراء المادة أو البحث عن الشهرة من أجل الشهرة الشخصية، فهذه الأشياء ـ وهي طموح مشروع - تأتي فيما بعد.

كلمة أخيرة.

أشكر كل من ساعدني على إبراز موهبتي الفنية، وأذكر في المقام الأول أمي وكل أفراد عائلتي دون استثناء وأصدقائي من المعجبين والمعجبات بصوتي وأستاذي الفاضل السيد علاء الدين طقيق رئيس الفرقة الموسيقية لقصر الثقافة في سكيكدة، كما أشكر إدارة القصر وعلى رأسها المدير علي بوزوالغ الذي وفر لنا كل الإمكانات. ولا أنسى أن أشكر يومية ”المساء” التي أتاحت لي هذه الفرصة الثمينة التي أعتبرها تحفيزا لي لمواصلة مشواري الفني.