اشتهر بأدائه للغناء في طابع القصبة في السبعينات وبداية الثمانينات، من بين أغانيه "قولو لماما". ورغم مرور أكثر من 3 عقود على أغانيه، إلا أنه لا يزال مطلوبا ومحبوبا لدى جمهوره، والدليل على ذلك؛ التفاعل الذي لمسناه على هامش مشاركته رفقة القافلة الثقافية لولاية سعيدة، في الأسبوع الثقافي، في إطار "قسنطينة عاصمة الثقافة العربية" مؤخرا. "المساء" حاورته ونقلت لكم هذه الدردشة. 

❊ للجيل الذي لا يعرف المطرب بوطيبة السعيد؛ كيف تقدم نفسك؟

❊❊ أنا مطرب، مؤلف وملحن، من مواليد 15 نوفمبر 1947 بسعيدة، مشواري الفني موهبة من الله عز وجل. ففي سنة 1965 تخصصت في الطابع البدوي، كنت حينها أحتك بالشيوخ، خاصة الشيخ النمس رحمه الله، وكنت أؤدي الحفلات والأعراس، ثم صدرت لي أول أسطوانة سنة 1967 من طرف دار النشر بوهران "أحلام اليوم"، وفي سنة 1977 سافرت إلى فرنسا وتخصصت  في الغناء. 

❊ من هم الشيوخ الذين تأثرت بهم في ذلك الوقت؟

❊❊ صراحة، كنت أحب كثيرا الشيخ حمادة والمطرب المغربي عبد الهادي بلخياط، وكنت مدمنا على سماع أغانيهما. 

❊ كيف كانت مسيرتك الفنية في فرنسا؟

❊❊ كانت لدي جولات خاصة في بلجيكا، هولندا وفرنسا، حيث كنت مطلوبا كثيرا لأداء حفلات الأعراس للجزائريين المهاجرين، بعد ذلك أمضيت عقدا مع دار النشر "كليوباترا" في باريس لإصدار الأسطوانات، صدر لي العديد منها في طابع القصبة. 

❊ ولماذا تخصصت في طابع القصبة بالذات؟

❊❊ القصبة في ذلك الوقت كانت مطلوبة كثيرا، مثل الراي حاليا، الذي قضى بدوره على طابع القصبة، والدليل على ذلك أن العديد من الأغاني التي أديتها في طابع القصبة أعيدت في طابع الراي وأخذت شهرة كبيرة، أذكر أغنية "سكنت مرساي" التي أعادتها المطربة فضيلة، و"كون جيتي بالنية" التي أعادها الشاب مامي، وأغاني أخرى.

❊ كيف كانت ردة فعلك؟

❊❊ الخطأ صدر مني وليس منهم، لأنني لم أسجّل وأصرّح بالأغاني في الديوان الوطني لحقوق المؤلف، ثم ـ كما يقال في بلادنا ـ؛ "الخيمة الكبيرة يخرجوا منها الخيام" (يضحك). 

❊ وهل تظن أن طابع القصبة سيبرز من جديد؟

❊❊ لا أظن أن تبرز القصبة من جديد، لأن الجيل الحالي لا يماثل القديم، هذا الجيل يفضل طابع الراي على القصبة رغم وجود مطرب مطلوب كثيرا، اشتهر في طابع القصبة، وهو كمال القالمي. 

❊ كيف تقيّم الأغنية الجزائرية الحالية؟

❊❊ بصفة عامة، الأغنية الجزائرية الحالية مشهورة عالميا، فأثناء العشرية السوداء، شهد الفن في بلادنا تناقصا، وبعد استقرار البلاد، انطلق من جديد في جميع الطبوع، لكن عندي ملاحظة؛ فقديما الأغنية بعد إصدارها ولو بعشرين عاما تبقى  متداولة ومطلوبة ومنسوبة إلى صاحبها، لكن في الوقت الحالي الأغنية يتداولها العديد من المطربين، وبعد مرور عام عليها تصبح في طي النسيان. 

❊ في رأيك، لماذا اختفت الأغنية الملتزمة؟

❊❊ الأغنية الملتزمة كلماتها نظيفة، مربّية وهادفة، والجيل الحالي عندما يستمع إلى الأغنية لا تهمه الكلمات بقدر ما يهمّه الإيقاع، وأذواق الجيل الحالي تختلف عن أذواق الجيل القديم. 

❊ هل من مشاريع؟

❊❊ نعم، أنا بصدد تحضير أغان جديدة سأتركها مفاجأة للجمهور. 

❊ ماهي أمنيتك؟

❊❊ أتمنى الخير لبلادنا الجزائر الحبيبة وشكرا لكم.