طباعة هذه الصفحة

الشاب عراس لـ "المساء":

الأغنية السطايفية حافظت على الكلمة النظيفة

الأغنية السطايفية حافظت على الكلمة النظيفة
  • القراءات: 5848
زبير. ز زبير. ز

يرى الشاب عراس أن نجاح أي فنان مرتبط بمدى تمسكه بالتراث المقدم من طرف الأجيال التي سبقته في هذا المجال، وأن الوصول إلى الشهرة غير صعب، وإنما الأصعب المحافظة عليها، مضيفا أن الأغنية السطايفية في حالة عدم استقرار في السنوات الأخيرة وأن الفنان مطالب بالحفاظ على الكلمة اللائقة والنقية بعيدا عن الموجة المنتشرة بين الشباب والتي لا تولي الكلمة أي جانب من الاهتمام، ونصح عراس في دردشة مع "المساء"، على هامش الأسبوع الثقافي لولاية سطيف في عاصمة الثقافة العربية قسنطينة، الشباب المهتم بالفن والغناء بالتمسك بطابع غنائي واحد والاجتهاد فيه بعيدا عن التجوال الفني. 

❊ هل من كلمة حول مشاركتك في فعاليات الأسبوع الثقافي لولاية سطيف ضمن تظاهرة "قسنطينة عاصمة الثقافة العربية 2015"؟

— حقيقة، تغمرني سعادة كبيرة عند المشاركة في مثل هذه التظاهرات الثقافية الكبرى التي تروج للثقافة المحلية الجزائرية، وعندما وجهت لي الدعوة، قررت المشاركة دون تردد، قسنطينة تستحق لقب عاصمة الثقافة العربية، وهي مدينة ضاربة في التاريخ ولا تحتاج إلى تعريف سواء في العالم العربي أو الغربي، فهي تشتهر بثقافتها وعلمائها، أظن أن هذه المناسبة ستسمح لضيوف الجزائر بالتعرف عن قرب على مدينة الصخر العتيق.

❊ كيف وجدت تجاوب جمهور قاعة أحمد باي؟

— لم أكن أتصور أن يكون الإقبال بهذا الشكل، خاصة أن الحفل برمج في الأمسية ونحن، كما يعلم الجميع، في فصل الشتاء والأجواء الباردة التي تميز قسنطينة، ورغم هذا فقد كان الإقبال محترما وتجاوب الجمهور كبيرا، جئنا لنعرف بالتراث الثقافي السطايفي المادي واللامادي، وهو تراث يتقاطع في كثير من الأحيان مع ما هو موجود في قسنطينة، بالنظر إلى قرب المسافة بين المدينتين والاحتكاك الدائم بين سكانهما.

❊ من يتابع أخبارك يسأل؛ أين هو الشاب عراس؟

—أنا متواجد حاليا في أرض الوطن، ودائما في الشغل، وعند عدم وجود انشغالات مهنية، أفضل البقاء في البيت، في الوقت الحالي شغلي منصب بين فرنسا والجزائر، بين الحفلات والأعراس التي تعرف رواجا كبيرا في عاصمة الجن والملائكة وتعرف طلبا كبيرا من طرف الجالية الجزائرية في المهجر.

❊ كيف تقيم الأشواط التي قطعتها الأغنية السطايفية في السنوات الأخيرة؟

— أظن أن الأغنية السطايفية لم تكن مستقرة، حيث شهدت ازدهارا خلال بعض السنوات، ثم غابت كلية عن الساحة الفنية،  وهذا الأمر ناتج عن غياب من يحافظ عليها ومن يعطيها ما تستحقه من اهتمام، حتى أن الشباب الذي برز في هذا الطابع لا يهتم كثيرا بمصير الأغنية السطايفية بقدر اهتمامه بمصالحه، على عكس الجيل السابق الذي قدم الكثير لهذا الطابع الغنائي المحافظ.

❊ نفهم من كلامك أن من أهم عوامل نجاح الفنان؛ تمسكه بمنهج الشيوخ والفنانين الذين سبقوه؟

— صحيح، هذا ما قصدته، ورسالتي للجيل الجديد، هي عدم الخجل من أداء اللون السطايفي مقارنة بالألوان الأخرى على غرار الراي، فقد لاحظت أن بعض الفنانين الشباب يخجلون من الصعود على الركح لأداء هذا الطابع، وهذا خطأ كبير. فعلى الفنان أن يكون مقتنعا بالطابع الذي يؤديه ويسعى إلى المحافظة عليه. كما أنصح الشباب بالتمسك بطابع غنائي واحد وعدم إكثار التجوال بين الطبوع بغية تحقيق النجاح، البروز والربح في وقت قصير، كما أنصح المغنين الذين لم يعودوا قادرين على العطاء بعدم الوقوف على الركح، وإنما التوجه إلى التأليف أو التلحين والعمل في الخفاء لحفظ ماء الوجه.   

❊ خارج الأغنية السطايفية، ما هو الطابع الذي يجد فيه عراس نفسه؟

— كنت أغني الراي بكلمات نظيفة وموسيقى واسعة الانتشار، لكنني عندما قررت تسجيل أول شريط سمعي سنة 1990، فضلت أن يكون بطابع السطايفي الذي يعكس تراث المنطقة التي ولدت وترعرعت فيها، وكنت على يقين من أن الحظ إذا حالفني ونجحت، فلن أنجح إلا في هذا الطابع، لأنني كنت متيقنا بأنني لن أنجح في طابع الراي الذي يبقى النجاح فيه بشكل كبير لأهله من سكان الغرب الجزائري.

❊ بعد النجاح الكبير الذي حققته سنة 2000 بعدة أغان على غرار "كولي يا الدودة كولي"، "جيبولي الكحلة نرفدها" و"وي وي تعجبيني غير أنتي"، لم تبرز من جديد، لماذا؟

— أظن أن العديد من الأمور تغيرت خلال السنوات الأخيرة ومن بينها تغير تركيبة الجمهور، أظن أن الفنان الذي يؤدي الأغنية الهادفة ويختار الكلمات النظيفة والمعبرة، لا يلقى روجا بالشكل الذي يلقاه أصحاب الأغاني السريعة والكلمات الهابطة، وأظن أن المشكل هنا في جمهور الشباب الذي بات لا يهتم بانتقاء الكلمات، وأكثر من هذا، يشغلها في مذياع السيارة دون حياء أو خجل.

❊ طريق الشهرة عسير، فهل المحافظة عليها صعب؟ 

— أظن أن المحافظة على الشهرة أصعب من الوصل إليها، فالفنان الذي يمتاز بالإرادة والتفاني في العمل يصل إلى الشهرة دون أدنى شك، خاصة أنه ينطلق من اللاشيء بعيدا عن أية ضغوطات، لكن من خلال النجاح والشهرة يصبح تحت الأضواء وأية غلطة صغيرة يحاسب عليها ويدخل مجال المنافسة الشرسة، وتصبح قضية الحفاظ على اسمه في طليعة الساحة الفنية من الأمور الصعبة، خاصة إذا كان نجاحه سريعا وجاء من أغنية واحدة بكلمات غير مضبوطة ولا منتقاة، هنا يكون النزول سريعا. 

❊ هناك بعض الأصوات التي تشتكي من التهميش، فهل تؤمن بهذه الكلمة؟

— أتحدث عن نفسي شخصيا، لم أعان يوما من التهميش، أظن أن الفنان هو الذي يستطيع فرض نفسه بالعمل الذي يشجع على الانتشار، لا يجب أن يتكل على أي طرف لمساعدته خاصة في الوقت الحالي، حيث كثرت فيه الإمكانيات وتعددت الوسائل التكنولوجيا، كنا نعاني في وقت مضى من غياب الوسائل، حتى أنك لا تجد أحيانا مكبر صوت لتسجيل أغنية أو أدائها على الركح، أو لا تستطيع الحصول على مستحقاتك المالية إذا نشطت حفلات مع قطاعات عمومية، إلا إذا أدرجت اسم جمعية ثقافية في عملك الفني، أما اليوم وعلى عكس السنوات الفارطة، يحوز الفنان على بطاقة مهنية، وضمان اجتماعي، يمكث عند جولاته الفنية في فنادق أربع وخمس نجوم وإذا سألته، يقول؛ أنا أعاني من التهميش، هذا أمر محير. 

❊ إلى من يستمع عراس عندما ينوي الاستراحة؟

— عندما كنت صغيرا، كنت أعشق السطايفي، لكن بعدما أصبحت أؤدي هذا الطابع أصبحت أستمع للعديد من الفنانين الجزائريين في طبوع مختلفة، فمثلا في الراي أفضل أغاني خالد، مامي والمرحوم حسني، أحب أيضا سماع أغاني الشيخ رابح درياسة، كما أستمع للمالوف القسنطيني.

❊ خارج المجال الفني، ما هي هواية عراس؟

— كنت من عشاق الرسم، وتمنيت ولوج عالم الفن التشكلي في صغري، لكن الظروف لم تسمح لي بدخول معاهد الفن التشكيلي التي كانت بعيدة وغير موجودة بسطيف، وبعدها أصبحت لي هواية كتابة الكلمات وبدأت بالتأليف، ثم دخلت مجال الغناء.

❊ هل يمارس عراس الرياضة؟

— أعشق الرياضة ولا زلت أمارسها إلى اليوم، وأصارحكم قبل تنقلي إلى قسنطينة وتنشيط الحفل الفني، قمت ببعض التمارين الرياضية بسطيف، ثم استقلت السيارة. 

❊ هل عراس من عشاق كرة القدم؟

— أحب ممارسة رياضة الجري، كما أحب لعب كرة القدم دون مشاهدتها، فأنا أبتعد كل البعد عن أجواء الملاعب سواء هنا أو في أوروبا، فقد أهداني أصدقائي تذكرة للقاء كروي جمع بين ريال مدريد الإسباني وليون الفرنسي، لكني فضلت عدم الذهاب رغم المتعة والفرجة التي تصنعها الملاعب الأوروبية، على عكس ملاعبنا التي ينتشر فيها الكلام الفاحش والعراك وأشياء أخرى، كما أن الأداء فوق المستطيل الأخضر هو الأخير لا يشجع على دخول الملعب.

❊ في الأخير، نود معرفة جديدك؟

— طرح الألبومات في الوقت الحالي غير مناسب بتاتا، فالصيف أحسن وقت لاحتضان الجديد وأستعد في الوقت الراهن لأداء أغنية مع مطرب من أمريكا الجنوبية، وسيتم تصوير الفيديو كليب بفرنسا.