المطرب الأدراري بلبل توات لـ "المساء":

أنا أسير حب الجمهور

أنا أسير حب الجمهور
  • القراءات: 3056
بوشريفي بلقاسم بوشريفي بلقاسم

بلبل توات أحد أعمدة الغناء والطرب في ولاية أدرار، تميز بخفة روحه وتواضعه، وهبه الله حنجرة ذهبية رنانة، طرق أبواب الفن منذ نعومة أظافره وهو بالمدرسة الابتدائية، ثم ساهم في نفض الغبار عن الفن الصحراوي، كونه يغني ويكتب ويلحن. قاسم سكان المنطقة أفراحهم وله عدة إنجازات فنية. "المساء" التقته ونقلت لكم هذا الحوار. 

❊ كيف كانت بدايتك الفنية وبمن تأثرت؟ 

— بدايتي الفنية كانت في المدرسة الابتدائية سنة 1974 بحي مسكني في قصر أولاد ونقال بمدينة أدرار، من خلال المشاركة في أنشطة المدرسة وأداء الأناشيد الوطنية والدينية، حيث قدمت أول أغنية وعمري لا يتجاوز 13 سنة تحت عنوان "باسم الله بديت" يومها غمرني إحساس قوي، وأدركت بأنني لن أتراجع عن الغناء، خاصة بعد التشجيع الذي سمعته، كما كنت أدندن بكلمات مستوحاة من الطبيعة الصحراوية وتأثرت بأول فنان مغربي وهو إسماعيل أحمد والفنان وارد بومدين الجزائري، كنت أستمع إليهما باستمرار وبعد سنة 1982 شرعت في العزف على آلة العود وبعد سنة نشطت عرسا محليا، وبعد التنسيق مع مختلف العازفين، كوننا فرقة موسيقية، أديت من خلالها أول أغنية من كلماتي وألحاني تحت عنوان "علاش خليتني نبغيك"، بإيقاع محلي.

❊ لمن غنى بلبل توات؟

— في الفترة الأولى من مشواري الفني، كانت جل الأغاني التي أديتها من كلماتي وألحاني حتى نهاية سنة 1983، بعدها غنيت للشاعر عبد الرحمان باعلي والمرحوم بشير مسعودي، بالإضافة إلى الشاعرة رباعية الأوتار، حيث قدموا لي كلمات نظيفة تتناسب وطبعي وقدمت عددا من الأغاني حول الوطن، الحب والمرأة، إلى جانب المدائح الدينية. كما غنيت في أوبيرا عيد الثورة الجزائرية، ونشطت عدة أعراس.  

❊ هل لديك مشاركات وطنية، وماذا أضافت لك؟

— نعم عندي عدة مشاركات في إطار الأسابيع الثقافية التي كانت تشرف عليها وزارة الثقافة في كل من ولاية تيز وزو، وهران، تندوف، تمنراست وغيرها، بالإضافة إلي المهرجانات المحلية  المنظمة بالمنطقة، كلها جعلتني أحتك بالفنانين، وأتبادل معهم الأفكار والخبرات الفنية المتعددة لأن المغني دوما بحاجة إلى تكوين لتحسين مستواه، باعتباره مسؤولية أمام الجمهور الذي يبحث دوما عن الأفضل والجديد، كما أنني ألحن لنفسي من أجل الوصول إلى هذا الهدف.

❊ كيف تري واقع الفن الصحراوي؟

— الفن الصحراوي فن راق، لكنه بحاجة إلى من يعرف به، وأقصد وسائل الإعلام لتشجيع الفنانين ونفض الغبار عن الكنوز التي يحتويها التراث الشعبي والشلالي الذي تتميز به جل مناطق الجنوب، لأن هناك أصوات غنائية شابة لها إمكانيات صوتية رائعة يجب الاهتمام بها، ونحن كفنانين قدماء نسعى دوما إلى تشجيع الشباب وإبعادهم عن ظاهرة التقليد، وأقول إن الأغنية الصحراوية بخير لأنها متجذرة في المجتمع، لكن يستوجب ترقيتها من حيث التكوين الموسيقي، وهنا أدعو المؤلفين إلى تقديم أعمال للمطربين، أساسها كلمات نظيفة وهادفة، كما نطالب بإنشاء معهد للموسيقي والفن من أجل خدمة الطبوع المتنوعة.  

❊ هل لديك إصدارات فنية ومشاريع مستقبلية؟ 

— صدرت لي 5 أشرطة غنائية متنوعة هي في السوق الوطنية، كلها من توزيع أستوديو "الأطلال" بورقلة وأستوديو "فرحات"،  كما سجلت أغان بالإذاعة الوطنية والتلفزيون الجزائري بمحطة بشار الجهوية. وحاليا أحضر لألبوم جديد يحتوي على عدد من الأغاني الدينية وأخرى تعالج ظواهر اجتماعية منها أغنية عن الأم، وشيوخ الزوايا الذين نشروا العلم والمحبة بين الناس، كما يوجد مشروع غنائي خاص بالطفولة.

❊ أمنية بلبل توات؟ 

— أن يتم إنشاء معهد موسيقي في ولاية أدرار لفتح مجال واسع أمام الشباب الذي اختار الفن، بغية التكوين في الموسيقي بغرض خلق جوق موسيقي كبير يرافق المطربين على الركح، وتعليم العزف أيضا للمواهب الشابة، مع تدوين التراث الشعبي الأصيل في كتب من أجل نقلها للأجيال، بالإضافة إلى اعتماد مهرجان وطني للأغنية الصحراوية يساهم في ترقية الفن الصحراوي.

❊ هل من كلمة أخيرة؟ 

— أشكر جريدة "المساء" التي منحتني فرصة تبليغ رسالتي الفنية، لأنها الأولى التي أعطتني الكلمة، كما أعطت نفس الفرصة  لمطربين آخرين من ولاية أدرار وغيرهم عبر الوطن، وأبلغ حبي الكبير لجمهوري الذي أعتبر نفسي أسير حبه وأسعى دوما إلى إدخال البهجة والفرحة على قلبه.