الموسيقي قويدر بركان لـ "المساء":

أشباه الفنانين أصبحوا يتحدثون باسم الفن

أشباه الفنانين أصبحوا يتحدثون باسم الفن
  • القراءات: 4688
خ. نافع خ. نافع
وجه الموسيقار الكبير قويدر بركان نداءه إلى وزير الثقافة، عز الدين ميهوبي ووالي وهران السيد عبد الغني زعلان من أجل التدخل العاجل لإنقاذ الأغنية الوهرانية من حالة الركود التي تعيشها وهيمنة أغنية الراي التجارية مع ما تحمله من مضمون هابط، على حساب الأغنية النظيفة، مؤكدا عن توفر إرادة قوية لديه وأمثاله من أبناء مدينة وهران من الفنانين الغيورين على هذا الطابع الغنائي الأصيل الذي يعود تاريخه إلى عقود من الزمن، والتي حال انعدام الإمكانيات المادية والهياكل الفنية دونها ـ كما يقول قويدر بركان ـ بالرغم من الوعود التي تلقاها من قبل وزيرتي الثقافة السابقتين بهذا الخصوص، حول  هذا المشكل وأمور أخرى تحدث قويدر بركان بصراحته المعهودة خلال هذا الحوار الذي أجريناه معه عند زيارته لمكتب المساء مؤخرا.
❊❊ المساء: سمعنا أنك رفضت المشاركة في الحفل المجاني الذي نظم مؤخرا بوهران في إطار مساندة ترشح عاصمة الغرب الجزائري لاحتضان ألعاب البحر الأبيض المتوسط 2021؟.
❊❊ قويدر بركان: أنا لا أرفض نداء وطني ولا المدينة التي ولدت وترعرعت في أحضانها، ومستعد لأدعم وهران بكل قوتى، لكن مسألة رفضي للمشاركة في الحفل أنني وقعت في موقف محرج، فالمفروض أن الحفل مجاني لكنني عرفت أن بعض الفنانين المشاركين، إلى جانب  فرقة موسيقية قد تقاضوا أجرا، لذلك رفضت المشاركة ليس من أجلى ولكن من أجل أعضاء فرقتي الموسيقية التي يعيش أعضاؤها أوضاعا مادية صعبة، كما أن الجهة المنظمة للحفل حسب الأخبار التي وصلتني قد تلقت دعما ماليا من قبل الولاية يقدر بملياري سنتيم وبلدية وهران بمليار ونصف، إلى جانب الدعم المالي لمديرية الشباب والرياضة.
فأعضاء فرقتى الموسيقية يعيشون أوضاعا صعبة بسبب انعدام فرص العمل، فالفرص قليلة منها المواعيد الفنية المناسباتية مثل مهرجان الأغنية الوهرانية وبعض السهرات التي أسعى لقيادة جوقها الموسيقي، وقد كانت الفرقة الموسيقية هاته تابعة قبل سنة 1988 لمحطة وهران للإذاعة والتلفزيون بقيادة الفنان الكبير بلاوي الهواري تم توقيفها عن العمل خلال العشرية السوداء التي مرت بها بلادنا وتفرق أعضاؤها منهم من هاجر مثلي أنا ورحال الزبير وشريقي عبد القادر، ومنهم من غيّر المهنة. وعند عودتى إلى وهران، أعدت جمع ما تبقى من أعضاء الفرقة الموسيقية التي أعتبرها تركة للفنان بلاوى الهواري وأمانة لم أفرط في أعضائها من الموسيقيين الذين يحملون تجربة طويلة، غير أن أغلبهم مع الأسف يعاني من العوز وغير قادرين على إعالة أسرهم ومنهم من يقطن خارج ولاية وهران ومع ذلك عندما تتاح لي فرصة عمل أتصل بهم فيلبون النداء فورا.
❊❊ ما هو المطلوب لمساعدة فرقتك الموسيقية؟
❊❊  أنا لا أطلب أكثر من منحنا فرصة العمل على طول شهور السنة وليس في المناسبات فقط، فالفنان هو كذلك مواطن له حقوق وواجبات يحتاج إلى مصاريف عائلية شهريا.. أنا أذكر أنه في عهد  الوالي السابق السيد عبد القادر زوخ، وفر لنا مقرا للتدريبات الموسيقية، كما كنا نعمل بطلب منه مع مديرية الشباب والرياضة عن طريق العقود، لكن بعد مغادرته الولاية توقف كل شيء، لا ندري لماذا والمشكل أن هناك أشباه الفنانين  الذين أصبحوا يتكلمون باسم الفن  مع الأسف، بينما يوجد بوهران أسماء فنية حقيقية مهمشة منهم رحال الزبير وعبد القادر شريقي وغيرهم.
❊❊ ما هو تقييمك لمهرجان الأغنية الوهرانية بعد 8 سنوات من تأسيسه؟.
❊❊ مهرجان واحد للأغنية الوهرانية غير كاف، ومع ذلك يعرف المهرجان تحسنا كل سنة عن الطبعة التي قبله وهذا أمر طبيعي، فالخبرة تلعب دورا، كما أن هذا المهرجان يعد التظاهرة الفنية الوحيدة التي تسعى لخدمة الأغنية الوهرانية، ومحافظة المهرجان وهي مشكورة لأنها منحت فرصة المشاركة لجميع مطربي هذا الطابع الغنائي زيادة على الشباب الهواة، غير أن هناك بعض الأسماء الفنية التي تجتهد لتقدم لجمهورها الجديد والبعض الآخر تفضل المشاركة لسبب مادي فقط للأسف.
❊❊ ماذا يمكن أن يقدم الموسيقي قويدر بركان للأغنية الوهرانية؟
❊❊  الكثير، لكن للأسف أحتاج إلى إرادة سياسية قوية من قبل أصحاب الربط والحل سواء بوزارة الثقافة أو الولاية.. أنا جد غيور على الأغنية الوهرانية التي خلقتها أسماء فنية كبيرة على مر أجيال من الزمن كانت تبدع على مدار السنة، كما شاركت الأغنية الوهرانية في الثورة التحريرية المجيدة من خلال الفنان  الشهيد علي معاشي وفرقة جبهة التحرير الوطني الذي كان أحد أعضائها المرحوم أحمد وهبي، نحن ننتمي لهذا الجيل وعيب علينا أن نتخلى عن الرسالة التي تركها لنا.
❊❊ كيف تستطيع أن تطور الأغنية الوهرانية لترتقي بذوق المستمعين كبديل لأغنية الراي الهابطة؟
❊❊ نحتاج إلى أكاديمية للفن بكل معنى الكلمة، تخرّج فنانين وموسيقيين وملحنين وكذلك كتّاب كلمات، إلى جانب إنشاء كورال لتقديم الأوبرات والأناشيد الوطنية،  لدينا مواهب فنية شابة نحسد عليها لكنها لم تجد فرصتها للظهور، فإما أن تموت الموهبة فيهم وإما أن توجه إلى أغنية الراي.
❊❊ هل من كلمة أخيرة؟   
❊❊  أتمنى أن يصل ندائي من خلال هذا المنبر الإعلامي إلى وزير الثقافة ووالى ولاية وهران من أجل منحى فرصة اللقاء بهم وطرح جميع الانشغالات التي تطرقت إليها، من أجل خدمة الموسيقي الوهرانية بالدرجة الأولى والفن والثقافة بالباهية وهران التي تشهد خلال السنوات الأخيرة قفزة نوعية في جميع المجالات ويليق بها أن تصبح مدينة الفن الأولى.