دنيا الجزائرية:

أتطلع إلى كل ما هو فن جميل

أتطلع إلى كل ما هو فن جميل
  • القراءات: 2677
وردة زرقين وردة زرقين

هي إنسانة بسيطة خفيفة الروح، فنانة مميزة، انطلقت من الجزائر كمطربة بأدائها لقصائد وطنية وشقت طريقها نحو النجومية، إنها دنيا الجزائرية التي التقتها "المساء" في وادي سوف مؤخرا، على هامش مشاركتها في ملتقى أضواء الأدبي الذي نظمه نادي ألاء الثقافي للإبداع النسوي مؤخرا، ونقلت لكم هذا  الحوار.

❊ هل لك أن تعودي بقراء "المساء" إلى مسيرتك الفنية؟    

❊❊ عمر مشواري الفني حوالي 20 سنة، كنت ضد التيار في ذلك الوقت لأن فيه أغاني سريعة، فاخترت أداء قصيدة "قبل الطريق أبتدي" وتم تصويرها في القالة سنة 1993، وكانت أول عمل لي لتمثيل الجزائر، لكن أكبر إنجاز قمت به كان في سنة 1994 وهو ملحمة الجزائر للموسيقار محمد بوليفة، رحمه الله، الذي رشحني للقيام بهذا العمل الضخم، فكان تحديا كبيرا لمدة 4 ساعات ونصف ساعة وأنا على ركح المسرح دون توقف.

❊ انتقلت إلى مصر، حديثينا عن مشوارك الفني هناك؟

❊❊ عرضت علي اقتراحات من خارج الوطن، ولأنني كنت طالبة، اخترت جمهورية مصر العربية ودخلتها من الباب الواسع عن طريق دعوة من دار الأوبرا المصرية بالقاهرة، وأديت حفلا هناك، فكان وقتي كله موسيقى، معهد، ندوات شعرية، المسارح وأحيانا نادي طه حسين للاحتكاك بالأدباء، وبعد ذلك عرضت علي اقتراحات لشركة عربية وتم اقتراح عقد وتم الاتفاق بيننا، وقُدمت لي أعمال واجتمع خيرة الملحنين والشعراء المصريين، مثل حلمي، بكر، السيد مكاوي، كمال الطويل، صلاح فايز، محمد حمزة وغيرهم وتم إصدار ألبوم، بعده أديت حفلات في مصر مع الأركسترا السمفوني المصري.

❊ ماذا عن هذا الألبوم؟

❊❊ الألبوم يحتوي على 9 أغان لعدة ملحنين وشعراء مصريين، فقط لحن واحد هو لي، يحمل عنوان "فيه حاجة بينا" وهو موجود في العالم العربي، وتم التسجيل بأستوديو سوبر بالقاهرة، أول تسجيل كان للموسيقار العبقري محمد عبد الوهاب والفرقة الماسية.

❊ أديت عدة أغان باللهجة الشرقية. هل فكرت في أداء أغان باللهجة الشاوية بما أنك من أصول شاوية من مدينة عين البيضاء، ولاية أم البواقي؟

❊❊ لقد عملت تكريما في عيد الفنان مع التلفزيون الجزائري في القاعة البيضوية للمرحومة زوليخة والمرحوم عيسى الجرموني، أنا أفكر في ذلك، ولن أبخل على جمهوري مادام عندي الروح الشاوية، فلا أحرم نفسي ولا جمهوري منها، لكن أحاول أن أختار جواهر من التراث غير المستغلة أو شيء جديد بكلمات معبرة.

❊ ما رأيك في الأغنية الجزائرية الحالية؟

❊❊ أتمنى أن تبحث الأغنية الجزائرية عن نفسها والمطرب عن نفسه، بكل فخر واعتزاز أغني لهؤلاء المطربين "اللي فاتوا"، هؤلاء كانوا في عز الضيق وكانوا مجتهدين، كما يقال "الضيق يولد الانفجار"، رغم الظروف الصعبة، وانعدام الإمكانيات وطرق التواصل مثل الفايسبوك، إلا أن الأرواح كانت تتلاقى، كان الاحتكاك والمحبة، الشاعر يجلس مع الملحن والعكس، من أجل التشاور حول الأغنية، أما الآن نحن غرباء ومن المفروض نجلس، نتحدث ونناقش.

❊ هل فكرت في أداء ديو في الجزائر؟

❊❊ لقد أديت ديو مع الفنان اللبناني بايز البياع وصور في لبنان، اسم الأغنية "أنت حبيبي"، صراحة لم أفكر في أداء ديو هنا، فلا بد من دراسة لنجاح الأغنية واختيار الأصوات وحتى الموضوع.

❊ لو يعرض عليك أداء دور ما كممثلة، هل تقبلين؟

❊— لو يكون السيناريو إضافة لي كمطربة فهذا شرف لي.

❊ وإلى ماذا تطمح الفنانة دنيا؟

❊❊ أطمح إلى كل ما هو فن جميل، فيه إحساس وكلمة جميلة ولحن معبر، بكلمة هادفة لها بعد فلسفي وثقافي، انطلقت من الجزائر كمطربة تحمل أجمل قضية، بالنسبة لي إن شاء الله أطمح أن أكون قدوة حسنة دائما، وصاحبة رسالة سامية وراقية للشعوب، أتمنى أن التقى الشعراء خاصة، هناك شعر يكتب لكن صعب أن يغنى، فأنا أبحث عن البساطة، السهل الممتنع، والكلمة التي تصل إلى القلب وتمس المشاعر هي حتما ناجحة.

❊ وماذا عن مشاريعك المستقبلية؟

❊❊ عن قريب إن شاء الله، سيصدر لي كوفري من 4 أقراص لأغاني المالوف القسنطيني الكلاسيكي مع الديوان الوطني لحقوق المؤلف، للحفاظ على الأغاني التراثية، فالمالوف ساكن في قلبي ويجري في دمي، فأنا مولعة به منذ زمن، وتجدر الإشارة إلى أنني شاركت في مهرجان المالوف قي ليبيا وكرمت هناك، وكذا في 16 أفريل، حيث كرمت من طرف فخامة رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة، الحقيقة كان فيه إقبال وتجاوب خلال الجولات الفنية في المالوف.

❊ هل من كلمة نختم بها الحوار؟

❊❊ أولا شكرا على هذه المتابعة وشكرا لجريدة "المساء" وكل الطاقم والجنود الذين وراءها، كما أبلغهم التحية الطيبة، وأقول في كلمة واحدة؛ إن الشعب الجزائري متحاب وعليه بالاجتهاد والإرادة وأن لا نركع أبدا: "لأنك مثلي تحب الجزائر....فلتحيا الجزائر".