إسدال الستار على الأسبوع الثقافي بعاصمة الزيانيّين

"المدينة الخضراء" تعرض موروثها للجمهور التلمساني

"المدينة الخضراء" تعرض موروثها للجمهور التلمساني
  • 209
 ل. عبد الحليم ل. عبد الحليم

في أجـواء فنية راقـية، احتضنت دار الثقافة عبد القادر علولة بولاية تلمسان، سهرة موسيقية متميزة بمناسبة اختتام فعاليات برنامج الأسبوع الثقافي لولاية عين الدفلى في ضيافة عاصمة الزيانيين، والمتزامن مع فعاليات ليالي المتاحف ضمن موسم الاصطياف.

الأمسية الفـنية التي نُظّمت بالتنسيق مع المركز التفسيري للباس التقليدي الجزائري، حملت في طياتها لمسة من الأصالة والتراث، حيث اجتمع الجمهور على وقع الأنغام الموسيقية، التي تعكس ثراء التراث الجزائري، وتنوعه، في مزيج بين الإبداع الفني والأجواء الاحتفالية، التي أضفت رونقـا خاصا على السهرة.

وقد شكّل هذا اللقاء الثقافي مناسبة للتقارب بين فنانين ومبدعين من مختلف المشارب، ما ساهم في تعزيز جسور التواصل، وتبادل الخبرات بين ولايتي عين الدفلى وتلمسان.

ولم يقتصر الحفل على الجانب الموسيقي فقط، بل شكّل، أيضا، فضاء للاحتفاء بالهوية الثقافية الوطنية، من خلال إبراز اللباس التقليدي الجزائري وعراقته، بما يحمله من رمزية حضارية عميقة، تعكس أصالة المجتمع الجزائري، وثراء تراثه المادي واللامادي، ليتم، ختامَ السهرة، تم تكريم المشاركين في فعاليات التبادل الثقافي، إلى جانب تكريم كوكبة من الفنانين الذين أبدعوا في إثراء البرنامج الفني، وسط حضور رسمي تمثل في مدير الثقافة لولاية تلمسان، ومدير الثقافة لولاية عين الدفلى، ومدير دار الثقافة عبد القادر علولة، إضافة إلى مديرة المركز التفسيري للباس التقليدي الجزائري.

للإشارة، تضمنت الحقيبة الثقافية لولاية عيد الدفلى في تلمسان ضمن برنامج الأسبوع الثقافي، معارض على مستوى رواق الفنون عبد الحليم همش لدار الثقافة تلمسان، تتمثل في معرض لفنون الثقافات الشعبية والفنون التشكيلية، والصناعات التقليدية والحرفية كالطين والفخار، والحلويات العصرية والتقليدية، والأكلات الشعبية الكسكس، واللباس التقليدي، والأعلام والرايات الوطنية، إلى جانب معرض تاريخي حول الأمير عبد القادر، وانتفاضة ريغة، وأعلام ومشايخ. كما تضمنت الحقيبة أيضا، قراءات شعرية للشاعر محمد بونجار، والشاعر قدور الصادق، وكذا عروضا مسرحية خاصة بالأطفال بقاعة العروض الكبرى لدار الثقافة، وعرضا خاصا بعرائس القـاراقـوز لجمعية الوفاء الثقافية، وعرضا لألعاب الخفة من تنشيط الفنان دحماني عصام على مستوى حديقة عين الصخرة بعين فزة.

وتأتي هذه التظاهرة ضمن برنامج محافظة المهرجان الثقافي المحلي للفنون والثقافات الشعبية لولاية تلمسان، وبرنامج موسم الاصطياف والتبادلات الثقافية ما بين الولايات، عـبـر فضاءات دار الثقافة وبلدية عين فزة وقلعة المشور، بالتنسيق مع المركز للباس التقليدي تحت إشراف مديرية الثقافة والفنون لولاية تلمسان.

وفي شق الموسيقى والفلكلور، شهد بهو دار الثقافة تلمسان، عرضا فلكلوريا لفرقة الزرنة. واستمتع الجمهور التلمساني بحفل فني في طابع الحـوزي للفنانة مريم مطاي بقاعة العروض الكبرى لدار الثقافة. 

حفل فني آخر احتضنه مسرح الهواء الطلق للمركز التفسيري بقلعة المشور تلمسان، نشطته الفنانة يطو منار سيرين، لتختتم التظاهرة بحفل فني في طابع شعبي بقاعة العروض الكبرى لدار الثقافة تلمسان، من تنشيط الفنان عـدلان دردري.

كما حظي الوفـد الثقافي الممثل لولاية عيد الدفلى، بخرجات وجولات سياحية استكشافية بأهم المعالم الأثرية والتاريخية لمدينة تلمسان وضواحيها على غرار متاحف تلمسان، ومغارات بني عاد، ومعالم أخرى تزخر بها عاصمة الزيانيين.

وقـد أجمع الحضور على أن هذه المبادرة الثقافية والفنية ساهمت في تعزيز الإشعاع الثقافي للمنطقة. وأكدت، مرة أخرى، على أهمية الفعل الثقافي المشترك في الحفاظ على الذاكرة الوطنية، والترويج للتراث الموسيقي واللباس التقليدي الجزائري، كجزء أصيل من الهوية الوطنية.

للإشارة، يندرج الأسبوع الثقافي لولاية عين الدفلى على غرار باقي الأسابيع الثقافية التي تنظم بمختلف ولايات الوطن، في إطار تعزيز التبادل الثقافي والفني بين مختلف ولايات الوطن، والتعرف على التراث الثقافي المادي وغير المادي الذي تزخر به البلاد، حيث يحرص وزير الثقافة والفنون على استمرار تظاهرة الأسابيع الثقافية والتبادلات الفنية بين مختلف ولايات الوطن؛ بهدف الحفاظ على الهوية الوطنية، والعمل على إثراء التبادل الثقافي والفني بين مختلف الطبوع المحلية.