يبقى معرضا لأخطار الطبيعة

المخيم الروماني تيمزوين ينتظر الحماية

المخيم الروماني تيمزوين ينتظر الحماية
  • القراءات: 1881
ح. بوبكر ح. بوبكر

رغم عملية الترميم التي شهدها الموقع الأثري المسمى «لوكي تيمزوين» بمنطقة المعاطة ببلدية يوب، في عهد الوالي السابق امزيان سعيد، إضافة إلى عملية المسح الشامل التي أمر بها الوالي للموقع بهدف جمع وإحصاء الآثار والمقتنيات الموجودة به، إلا انه لا يزال تحت رحمة الطبيعة التي طمست منه الكثير.

أمام استهتار وتخاذل الجهات المكلفة بحماية ورعاية مثل هذه المعالم على غرار وزارتيّ الثقافة والسياحة وحتى الجمعيات المنادية بشعارات حماية التراث والتي يبقى نشاطها حبرا على ورق في ظلّ غيابها على واقع هذا المعلم، يتعرّض موقع «لوكي تيمزوين» -حسب سكان المنطقة- إلى النهب خاصة بالنسبة للآثار والأواني الموجودة به.

للإشارة، تقع آثار المخيم الروماني القديم تمزوين بقرية معاطة بلدية يوب، في الشمال الغربي لسعيدة، ويبعد عن مركز مقر هذه البلدية (باتجاه سيدي بوبكر) بعشر كيلومترات على الطريق الولائي رقم 15، بالشمال الشرقي لقرية المعاطة، وهو عبارة عن ثكنة عسكرية محصنة بسور مزدوج (سورين) ترتفع أسفل السور الثاني (الداخلي) آثار بناية تشبه المعبد أو الكنيسة، وفي الأسفل من هذه البناية، توجد بقايا بنيت بواسطة قطع حجرية كبيرة الحجم، تشبه خزان ماء أو حوض كبير. وقد قام الباحث الفرنسي ايفان لوبان بحفرية في الموقع، حيث تم العثور على أحجار الميتراك وقطع ألواح خشبية وأخرى من زجاج بالإضافة إلى عدة قطع نقدية. 

وقد كان الموقع الأثري تيمزوين، من أهم الحصون العسكرية الثابتة في موريتانيا القيصرية، حيث بنيت الثكنة من طرف الفوج الأول، المعروف ببانونيا (المتكون من القوات الإضافية الأجنبية)، وذلك في عهد الإمبراطور الروماني سيبتيموس سيفيروس (193/211ق.م) وقد أصبح هذا الموقع مهجورا في نهاية القرن الثالث وبداية القرن الرابع الميلاديين.

كما يحمل مواصفات حصون خط اللميس الذي كان عبارة عن نظام دفاعي قوي يحتوي على ثلاثة عناصر أساسية فوساتوم ، أي خندق بأسوار 

وحصون، أو قلاع صغيرة من الناحيتين الأمامية والخلفية، وعناصر محصنة معزولة، بالإضافة إلى شبكة طرق تصل مختلف المواقع ببعضها، وبذلك كان خط الليمس نوعا من التحصينات الحدودية، لأنه كان يحيط بالأقاليم المحتلة فعليا من طرف الرومان ويميزها عن غيرها من الأقاليم.