العرض الشرفي لـ "زوالي وفحل" بالمسرح الوطني "محي الدين بشطارزي"

المخرج جمال قرمي يضيع في النص

المخرج جمال قرمي يضيع في النص
  • القراءات: 1032
دليلة مالك دليلة مالك
تعثر المخرج جمال قرمي في آخر عمل له "زوالي وفحل"، في تقديم مسرحية تحمل من الفرجة التي تقتضيها الخشبة وينتشي بها المتلقي، ذلك أن النص المقدم يناسب أن يكون عملا مونودراميا، ويتكفل الممثل رضوان أمرابط بأدائه، لأن الممثل الثاني زاكي خان كان بمثابة حجر عثرة حال دون تجاوب الحضور مع أحداث المسرحية. أدى الممثل رضوان أمرابط دوره "الزوالي" باحترافية عالية، تمكن من شد انتباه المتفرجين في العرض الشرفي لمسرحية "زوالي وفحل" لتعاونية فن المسرح، احتضنه المسرح الوطني محي الدين بشطارزي، وتفوق على زميله زاكي خان في احتواء الخشبة، وتقديم جرعة من الدهشة للحاضرين، وقد يكون ذلك بسبب أن النص الذي كتبه سيد علي بوشافع بدا وأنه في الأصل نصا مونودراميا يسع لممثل واحد، لأن وصلة الممثل زاكي خان الذي أدى دور "الفحل" لم تكن بالثقل المتساوي مع حضور رضوان أمرابط.
ما زالت النصوص المسرحية تشوبها السردية والأسلوب المباشر في نقد الأوضاع، وهو أمر محسوم بالنسبة للناس، والمطلوب هو إلباس هذا النقد ثوب الإبداع وأن يدهش المتفرجين، بل ويعمل على رفع نسبة الأدرينالين في الجسم، برفع شدة الحماس المفروضة أن يتضمنها البناء الدرامي والإخراج على السواء.   
تقديم نقد مباشر للأوضاع السياسية والاجتماعية لا يمكنه أن يعكس حاجة الناس، فالجميع يمكن أن يقول ما ورد على الخشبة، لذلك وُجد المبدعون، الكتاب والمخرجون، لذلك لابد من هؤلاء وكذا القائمين على صندوق تطوير الإبداع وترقيته التي منحت الدعم لهذا العمل، أن تأخذ بعين الاعتبار هذا العامل، لأنه كفيل بالارتقاء بمستوى الإنتاج المسرحي وخلق جمهور ذواق.
وسط سينوغرافيا بسيطة تتمثل في شباك صيد وطوقا نجاة كانا معلقا في خصري الممثلين ودون تكلف كبير للأكسسورات والديكور، تم تجسيد مسرحية "زولي وفحل" وهو عمل حواري يدور بين شخصيتين يبدوان أنهما منكوبين في مكان ما ينتظران فرجا قريبا، لكنه هيهات أن يفعل.
الحوار حمل امتعاضا للأوضاع التي تواجهها البلاد،  وفشل المسؤولين في تحسين أحوالها، على غرار البرلمانيين، خُيل للمخرج جمال قرمي أن وضع مشاهده بمكان هو دورة المياه واستعمال ورق المراحيض للتعبير عن الاستياء، من شأنه أن يكسب رهان الجرأة، فهو مخطئا، بل إنه يعمل على تدني من الذوق العام، كما أن هذه الفكرة تم استهلاكها بشكل مفرط إلى حد التفاهة في العديد من الأعمال المسرحية والمونولوغ والمونودرام. ومرت المسرحية بفترات من الرتابة، أغلبها كانت عند أداء زاكي خان لوصلته التمثيلية، كما يعاب على العمل عدم الاجتهاد في وضع موسيقى أصلية، لكن الإضاءة عززت من القيمة الدرامية للعمل فكانت موفقة إلى حد كبير.