الدكتور الناقد عبد الحميد هيمة يصرّح:

المجموعة القصصية لسليم عبادو تجربة واعدة

المجموعة القصصية لسليم عبادو تجربة واعدة
الناقد والدكتور عبد الحميد هيمة
  • القراءات: 632
لطيفة داريب لطيفة داريب

قال الناقد والدكتور عبد الحميد هيمة لـ "المساء": "تكريساً للتقليد الذي دأبت عليه المكتبة الرئيسة للمطالعة العمومية بورقلة للاحتفاء بالإصدارات الإبداعية الجديد، نظمت المكتبة، مؤخرا، ندوة أدبية رائعة على شرف الأديب الطبيب سليم عبادو، احتفاء بصدور مجموعته القصصية "قطوف واخزة". أوضح الأستاذ الجامعي بجامعة قاصدي مرباح بورقلة الدكتور عبد الحميد هيمة، أنه تم خلال هذه الأمسية تقديم قراءات أدبية للزملاء العيد جلولي عميد كلية الآداب واللغات، والدكتورة فايزة خمقاني الأستاذة بقسم اللغة والأدب العربي، والأستاذ محمد شنين عضو منتدى الفكر الحر، ورئيس مكتب الجاحظية سابقا، والمتحدث الدكتور عبد الحميد هيمة.

وتابع: "إن الحضور البهيّ للندوة أعلن تمسّكه بالثقافة والإبداع التي اعتبرها وسيلة للتغيير وبناء الإنسان. كما يمثل قوة لاستمرار الأدب والفن"، معلنا عن جدواه "ضد الانكسار والسلبية القاتلة، وضد الانزواء الأخرس أمام ما ينتهك أرواحنا، أمام ما يحدث في عالمنا من دمار". وقال، في نفس السياق، إنه يرى، اليوم، حروفا متقدة وأرواحا تتشظى وتتألم. ويرى كثيرا من الورق المتـأهب لاحتضان هذه الحروف المتقدة في قلوب الحاضرين وحناجرهم؛ "فلهم ألف تحية". وانتقل هيمة للحديث عن الأديب الطبيب سليم عبادو، فقال: "إنه طبيب، ولكنه يختزن في أعماق نفسه، موهبة إبداعية في الكتابة السردية عموما، والقصصية خصوصا، بيد أن هذه الموهبة كانت مخبوءة، أو أنه كان يقمعها بطريقة أو أخرى.. إلى أن وجدت فرصة الانطلاق والتحرر، فكانت هذه المجموعة من القصص القصيرة والقصيرة جدا (قطوف واخزة)، التي كتبها في ظرف أسبوع واحد فقط، ودخل بها الأخ سليم عالم الإبداع من بابه الواسع".

وأشار هيمة إلى ضم هذه المجموعة خمسة وأربعين قصة جديدة، لم ينشرها الكاتب من قبل. ولكنها تتوفر على مقومات الكتابة القصصية. كما تبرز قدرة المبدع سليم عبادو، على تحقيق شروط هذا النوع من الكتابة الأدبية، حيث يستطيع قارئ هذه القصص، أن يلحظ أن الكاتب بذل فيها جهدا كبيرا أوّلا، في الإيجاز والتركيز، والسرعة في الانتقال من فكرة إلى أخرى، وثانيا في انتقاء الموضوعات الطريفة، والتنويع فيها. وأضاف: لعل أهم ما تتميز به هذه المجموعة، هو قدرتها على التكثيف، والاختزال، والإفراط في الإيجاز، وبذلك حقق الكاتب  مبدأ الاقتصاد اللغوي الذي لا يخلّ بالمعنى. والبلاغة هي الإيجاز، كما عرفها النقد القديم".

كما اعترف هيمة بأن "هذه المجموعة القصصية تٌعد تجربة واعدة، وتستحق القراءة، والاهتمام، والمتابعة النقدية"، ليهنئ الكاتب سليم عبادو والمكتبة الأدبية الجزائرية بهذا الإنجاز الأدبي المهم. كما هنّأ الجميع بميلاد مبدع جديد يضاف إلى المشهد الأدبي بورقلة. وفي إطار آخر، تحدّث الدكتور هيمة عن فحوى برنامج الاحتفاء بشهر التراث بورقلة هذه السنة، والذي ميزته عدة أنشطة ثقافية وعلمية، تمثلت، على الخصوص، في معرض التراث والحرف، والأيام الدراسية حول "الممارسات والحرف ودورها في تثمين وإعادة الاعتبار للممتلكات  الثقافية، بفضاء المكتبة الرئيسة للمطالعة العمومية. كما شهد فضاء المتحف الصحراوي بورقلة، ندوة ثقافية، نشطها الباحث في التراث اللامادي بورقلة، الأستاذ الهادي دادن، الذي قدّم مداخلة قيّمة حول موضوع موسيقى الديوان أو (القرقابو)، وأبعادها التاريخية، بحضور إطارات قطاع الثقافة، وعدد من المهتمين بالتراث، وأساتذة وطلبة الجامعة، فضلا عن أعضاء جمعية "ناس الواحات البنقة".

وأضاف أن هذه الندوة كانت فرصة لزيارة هذا المتحف العريق، والتعرف على أهم مقتنياته. كما أثارت المداخلة القيّمة للأستاذ الهادي، نقاشا كبيرا ركز على الدعوة إلى حصر التراث اللامادي بورقلة حتى لا يتعرض للضياع أو السرقة، وضرورة الاهتمام بالتراث اللامادي بوصفه الركيزة الأساسية للحفاظ على الهوية وإبراز أصالة المجتمع الورقلي، والدعوة إلى استغلال هذه الذخيرة التراثية التي تزخر  بها المنطقة، في ترقية النشاط السياحي ببلادنا، وإدراج التراث المحلي والوطني في مختلف الانشطة والفعاليات الثقافية المحلية والوطنية والدولية، وضرورة دعم الحرفيين، وإنشاء الأسواق والفضاءات الدائمة لتسويق منتجاتهم بدلا من المعارض المؤقتة.