معرض "نشأة 2" بمتحف الماما

المجموعات الفنية تتوسع بهبات الخواص

المجموعات الفنية تتوسع بهبات الخواص
  • القراءات: 758
 مريم /ن مريم /ن

يقدم المتحف العمومي الوطني للفن الحديث والمعاصر إلى غاية الـ29 من الشهر الجاري مجموعة من مقتنياته الفنية القيّمة وذلك ضمن معرضه "نشأة 2" تحت عنوان "مجموعة المتحف تتوسع". بالمعرض بعض روائع الفنانين الجزائريين الكبار كالراحل اسياخم وكذا أعمالا أخرى لفنانين أجانب جمعهم حب الفن ورقي الإحساس والالتزام ببعض القضايا المشتركة التي تمس تحولات المجتمعات ، كما حضر جانب الجمال والإبداع والتقنيات العالية والمبتكرة التي يكتشفها الجمهور لأول مرة.

الفعالية امتدادا للمعرض الأوّل الذي نظم في 2014 ويحمل عنوان " نشأة1" ويجد الزائر فيها أرقى الأعمال من  إبداعات الفن الحديث والمعاصر، كأعمال محمد إسياخم، محمد خدة ، علي خوجة، ولزهر حكار وغيرهم كثير وتعد كلها انعكاسا لمدى غنى المتحف بمجموعات فنية قيّمة تحصل عليها من مصادر وجهات مختلفة من ذلك مشاركة بعض المانحين المولعين بجمع التحف الفنية النادرة،فمثلا تبرعت كل من زليخة بن زين إينال وجعفر، وهما من هواة الفن ب 147تحفة للمتحف.

تتصدر المعرض أعمال محمد إسياخم هذا العملاق الذي يكشف للناظر تراجيديا الاستعمار وكل ما عاشه من القهر والدمار، فقدم "الأمومة"، "الطفولة"، إنه اسياخم الذي يحول الألم إلى إبداع ورقي، وتعكس كل أعماله فلسفة الموت وسر الحياة، ويستعمل الأزرق والبني بوصفهما لونين يعبران عن الذاكرة، ومن ضمن ما قدم اسياخم أيضا "مشتى العربي" و"الرقيب" و"الدراسة على نور الشمعة " و"السادات وبيقن" وغيرها وكلها لوحات تعكس مواقف الفنان الملتزمة فهو ينتقد الرقابة التي تأتي من أناس مدججين بالجهل فيصور الرقيب على هيئة إنسان بدائي متحجر يمسك الجريدة بالمقلوب ويصور سلام متكسر بين بيقن الإسرائيلي (يحمل على رأسه تاجا فرعونيا عليه أفعى) والسادات في اتفاقية كمامب دايفد وكل هذه اللوحات مرسومة بالحبر الصيني. 

التزم الفنان بمساندة مواقف جبهة الصمود والتصدي التي واجهت سلام العار، وقضية الصحراء الغربية كما كان يرجع في لوحات أخرى إلى أمجاد الثورة التحريرية.

تعرض لوحات الراحل خدة أشكاله ذات الخط العربي التي ترقص بالألوان وتقاطع الشكل الكلاسيكي الجاف. 

التماثيل الصغيرة التي تتضمنها لوحات للفنان لزهر حكار تحكي الذاكرة الشخصية التي هي جزء من ذاكرة الشعب الجزائري إبان الاحتلال الذي عاشه حكار كغيره من الجزائريين وتتضمن تلك الذكريات البشعة مجازر وأحداث مؤلمة، تكررت صور منها في العشرية السوداء.

حضرت أعمال فنانين آخرين اشتهروا في الساحة التشكيلية منهم سليمان ولد محند من خلال بورتريهات قدمها بأسلوبه التجريدي الذي مزج فيه المتناقضات بين الضحك والبؤس مثلا ، كذلك مع الفنان عبد الوهاب مقراني الذي يتمنى المرأة الحالمة التي تمد الحياة نحو المستقبل الأفضل، أما الفنان محمد صالح فدخل علم الأحياء ليفصل في تزاوج عالم الباطن بين مختلف الأعضاء كرمز على أصل الإنسان الواحد وعلى تشابه داخل الإنسان عكس مظهره الخارجي، في حين فضل سليم بن سعد الطبيعة الهادئة خاصة في المناطق الداخلية وفي زمن الشتاء.

أما عمار جاكوب فقدم لوحة لفنانة هوليوودية فاتنة، كما قدم المعرض الكثير من اللوحات القديمة منها المرسومة على الخشب وكلها مجهولة المصدر ولا صاحب لها بعضها خاص بطقوس دينية مسيحية ما يبرز أنها تعود للحقبة الاستعمارية.

في الطبق الأرضي عرضت لوحات أخرى وكذلك العديد من المجسمات منها هياكل أثاث قديم يشبه الخردة وهو عبارة عن هياكل حديدية ذات لمسة فنية عصرية، وقدم نور الدين بن حامد لوحة ضخمة ذات 3 قطع تجسد إشارات المرور وهي موانع وضوابط توضع بالأحمر أمام المتجاوزين.

بوعلام الشريف قدم الكتابة البصرية أي الصورة الحية التي تفضح الظلم والفاشية والنسيان وقدم باتريك ألتيس لوحات في الطباعة الرقمية على الخشب معبقة بالأزهار والباقات، أما كمال يحياوي فجسد موهبته في التركيب المعدني والرسم المضيء تناول فيه حال المرأة التي تسكن البيت القفص.

المتحف العمومي الوطني للفن الحديث والمعاصر، عن مجموعة أعمال فنية جديدة أُضيفت إلى قائمة مقتنياته.

للإشارة، تُعدُّ هذه الخطوة الأهمّ في مسيرة المتحف الذي أنشئ سنة 2007 بمناسبة احتفالية الجزائر عاصمة للثقافة العربية ، ولم يكن في حوزة هذا الصرح سوى ثلاثة أعمال فنية شكّلت النواة الأولى لمقتنياته، وبفضل تشجيع مالكي الأعمال الفنية وحثّهم على التبرُّع، وصل اليوم مجموع ما بحوزته 670 لوحة تنتمي لمدارس فنية مختلفة، وتحمل توقيع أشهر التشكيليين الجزائريين، فضلاً عن تشكيليين غربيين ينتمون إلى دول مختلفة.

تعود ملكية الحصة الأكبر من هذه الهبة التي استفاد منها المتحف إلى زليخة بن زين إينال وجعفر إينال، وهما من قدماء هواة الفن، وهذه الهبة التي قدّماها إلى المتحف تُعدُّ الثانية ، بمجموع 147 لوحة تُمثّل المشهد الفني الجزائري والروسي في الفترة ما بين 1962 و2000.

كذلك الحال مع المانحين فتيحة ومصطفى أوريف اللذين قدما 67 لوحة لفنانين جزائريين منهم الراحل علي خوجة وحكار وشقران وغيرهم ، كما قدم مانحون آخرون أعمالهم بصفة فردية ، إضافة إلى هبة ديوان رياض الفتح 

ومن أشهر التشكيليين الجزائريين الذين زُود المتحف بأعمالهم خدة، حكار، سليمان ولد محند، عبد الوهاب مقراني، إضافة إلى 38 لوحة تعود كلُّها إلى محمد إيسياخم. أما الفنانون الروس فمنهم إيقوروف، وبورداتشوف، وسيلوف.