عالج 1700 قضية صلح ووساطة

المجلس الإسلامي الأعلى يطلق موسمه الثقافي

المجلس الإسلامي الأعلى يطلق موسمه الثقافي
  • القراءات: 849
نوال جاوت نوال جاوت

دعا الشيخ الدكتور بوعلام الله غلام الله، رئيس المجلس الإسلامي الأعلى، كافة الباحثين والمثقفين والدكاترة وعلماء الدين، بغض النظر عن انتماءاتهم المعنوية والثقافية، إلى الوقوف إلى جانب الهيئة التي يشرف عليها، وقال "نحن مركز اقتراح وتنوير ثقافي، فمحاضراتنا خلال الموسم الفارط، كانت كلها إضافات في ميادين شتى"، منوها بالدور الذي لعبه أعضاء المجلس، رغم استمرار الجائحة.

الدكتور غلام الله، خلال كلمته التي حضرها وزير الدولة وسيط الجمهورية ابراهيم مراد ووزيرة الثقافة والفنون وفاء شعلال، وعدد من الشخصيات الثقافية والدينية والوطنية، توقف عند أهم إنجازات الموسم الفارط، حيث أشار إلى أن مجلة المجلس باتت "محكمة" بفضل نشاط الدكتور بوعرفة، وقال "هي خطوة مهمة في المجال الثقافي"، كما استعرض جهود أعضاء المجلس أيضا في الصلح وحل المشاكل العرفية، إذ تمكن المجلس الإسلامي الأعلى من حل 1700 قضية صلح وردت إليه من 41 ولاية، خلال الموسم الفارط عبر مجالس الصلح والوساطة.

كما تحدث الشيخ عن الدروس الدينية التي يقدمها الائمة أعضاء المجلس، على غرار الأستاذ مبروك زاد الخير الذي يسعى دوما إلى توضيح المسائل الدينية والعقائدية بأسلوب خطابي هادئ وراق مطعم بالأشعار، تحبيبا للمواطنين في دينهم وبعثا للطمأنينة في الأنفس، ناهيك عن الجهد الملموس للمجلس في مسألة الصيرفة الإسلامية، حيث كان سباقا للدعوة، لاعتمادها في المعاملات المالية، مشيدا باستجابة رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، والحكومة الجزائرية لمطلب المجلس المتمثل في فتح المجال أمام الصيرفة الإسلامية، حيث أصبحت للبنوك في الجزائر شبابيك في الصيرفة الإسلامية، تساهم في التنمية الاقتصادية للوطن".

وعن جديد الموسم الثقافي 2021-2022، أشار الدكتور إلى أن أول نشاط للمجلس سيكون يوم 18 نوفمبر القادم، تزامنا مع المولد النبوي الشريف وذكرى الثورة المظفرة، موضحا أن المحور الأساسي للنشاط سيكون "الحرية"، وسيكون سانحة للتطرق إلى "حرية الضمير والروح.. كيف نحرر أفئدتنا وأرواحنا".

من جهته، استغل الدكتور عمار طالبي كلمته باسم الحضور، لتجديد التحذير من الصراع الثقافي والهوياتي الذي يشهد العالم حاليا وتتسارع وتيرته، وقال "هناك عدوان غربي على الثقافات الأخرى، واحتقار للثقافات الصغرى"، ليتوقف عند ما يثيره الغرب، خاصة الفرنسيون، فيما يتعلق بما أسموه "الاستبدال الثقافي" أو ما يعرف بـ"الاحتلال الديمغرافي"، وأضاف "هذا تعصب وكراهية للأجنبي، وعلينا في الحلقات الثقافية للمجلس، أن نقوي ثقافة شبابنا ونحصن هويتهم من هذا الخطر الداهم".

الوظائف التاريخية الوطنية للمجلس، تطرق إليها الأمين العام الدكتور بومدين بوزيد، وعددها بخمس نقاط، أولها تحقيق السكينة والطمأنينة من خلال نشاط علماء الدين، خاصة كما قال "سنكون أمما إرهاب عرقي ولغوي"، ثانيها الدفاع عن الخصوصية المذهبية والعقائدية مع تجديد الخطاب عن المرجعية الدينية، وثالثها العمل على تحقيق الأمن الروحي والثقافي كمسألة استراتيجية لمكافحة التطرف والغلو، رابعها التحذير من خطورة الدور الذي تلعبه بعض وسائل الإعلام التي باتت أبواقا لنشر الكراهية والعنصرية، لعدم احترافيتها. أما آخر نقطة فمرتبطة بـ"الدبلوماسية الروحية" لمجابهة دكاكين الفتنة، التي تتخذ من الخارج منابر لبث آرائها المناهضة للجزائر وعقيدتها السياسية والوطنية.

أكد الدكتور بوزيد مواصلة تنظيم ندوات وملتقيات دولية، على غرار "تحرير الإنسان ..الإسلام والثورة" يوم 18 نوفمبر القادم، "الشيخ التباني" و"الشيخ البوني"، وكذا ملتقى دولي حول "السلوك الحضاري" نهاية أفريل القادم، إلى جانب برمجة عدة إصدارات.

للإشارة، قدم مدير الإعلام بالمجلس الدكتور محمد بغداد، محاور نشاط الموسم الثقافي الفارط، التي حصرها في ثمانية، وحملت شعار "الحث على الاجتهاد وترقيته"، وذكر 6 ندوات في المحور الفكري والثقافي"، على غرار "أثر العبادة على التماسك الاجتماعي"، "الإسلام والمواطنة في أوروبا"، "الأدب الصوفي في عالم متغير"، وأيضا "المجابهة الإعلامية"، أما في المحور الإعلامي الاتصالي، فأشار إلى التنسيق بين المجلس ووزارة الاتصال، مع إطلاق 3 مواقع إلكترونية وغيرها، كما عدد اتفاقيات التعاون مع عدد من الجامعات الوطنية في المحور الثالث "التعاون مع الجامعات".

المحور الرابع الذي استعرضه الدكتور بغداد، يتعلق بـ"التفاعل مع المؤسسات" كمجلس الأمة، فعاليات المجتمع المدني، الكشافة الإسلامية الجزائرية، التلفزيون العمومي، وكذا النادي الاقتصادي الجزائري في مسألة الصيرفة الإسلامية، أما في محور "الذاكرة والتاريخ" فذكر مدير الإعلام بتنظيم ندوات "الشيخ أحمد حماني، المسار الاجتهادي والجهد التعليمي"، "مساهمة طلبة عبد الحميد بن باديس في الثورة التحريرية"، "مآثر علماء الأمة في تعزيز المرجعية الوطنية" وغيرها، فضلا عن محاور "مجالس الصلح والوساطة"، "الإصدارات" و"المحور التفاعلي".

وفي ختام اللقاء، تم تكريم ثلة من عائلات الأساتذة المتوفين المنتسبين للمجلس الإسلامي الأعلى، وكذا الباحثين المساهمين، عرفانا بإسهاماتهم في تنشيط مختلف اللقاءات والملتقيات، حيث تم تكريم عائلتي الدكتور والخبير الراحل عبد الرحمان بن خالفة، وأستاذ علم الاجتماع الدكتور بن حليمة، إلى جانب كل من العيد زغلامي، عبد القادر بن عزوز، سليمان ولد خصال، كمال شكاط وعمار طالبي، وأيضا رشا روابح، الشيخ مبروك زاد الخير، عمر نقيب عبد القادر بوعرفة وآخرون.