الدكتور صالح بلعيد في القناة الإذاعية الأولى:

المجلس الأعلى للغة العربية تجاوز أهدافه لهذه السنة

المجلس الأعلى للغة العربية تجاوز أهدافه لهذه السنة
  • القراءات: 797
❊لطيفة داريب ❊لطيفة داريب

أكّد الدكتور صالح بلعيد، رئيس المجلس الأعلى للغة العربية خلال استضافته أمس، بالقناة الإذاعية الأولى، تعزيز اللغة العربية لمكانتها على الشبكة، مشيرا إلى أنها انتقلت في فترة وجيزة إلى مواضع متقدمة، رغم أنها ما زالت تعاني من نقائص حتى تتحوّل إلى لغة علمية، علاوة على افتقارها لطرائق ميسرة لتبليغها لأهلها ولغير الناطقين بها.

أضاف الدكتور بلعيد في الندوة التي تمحور موضوعها حول حصيلة المجلس الأعلى للغة العربية، وضع خطة طريق تم تجسيد جزء كبير منها، حيث تم تخزين العديد من المؤلفات التي تتعلق باللغة العربية فيما يسمى بـ»المكنز»، ففي حين كان من المقرر خزن ألف عنوان، تم تجاوز الهدف بنسبة 800 بالمائة، حيث تم خزن تسعة آلاف عنوان، وتمّ ضمن مشروع «المعلمة» الذي أنجزه المجلس الأعلى للغة العربية، رفقة المجلس الإسلامي الأعلى، جمع  12 ألف عنوان، بينما تجاوزت أرضية «الجاحظ»، ثلاثة آلاف عنوان. كما استطاع المجلس ـ حسب رئيسه - أن يتواجد بنسبة أكبر من ثمانين بالمائة في الجامعات الوطنية، علاوة على رقمنته لـ186 نشاطا ووضعه على مواقع سبع شبكات دولية، حيث يمكن تحميلها بالمجان.

كما تناول الدكتور، الخرجات النوعية للمجلس وكذا توقيعه لجملة من الاتفاقيات مع وزارت عديدة، ومؤسسات الدولة، مضيفا أنه تم مؤخرا إنجاز دليل البيئة، سيرى النور مطلع السنة المقبلة، في حين سيتم إنجاز دليل آخر حول الهندسة الصناعية بعد إبرام اتفاقية مع جامعة بسكرة.

بالمقابل، أشار الدكتور إلى مهام المجلس المتمثلة بشكل أساسي في العمل على ازدهار اللغة العربية مثل ما ينص عليه الدستور، بحكم أن المجلس هو مؤسسة دستورية، مضيفا أن هذا الازدهار يجب أن يمس كل المجالات. وذكر الدكتور، البدايات الصعبة لبناء أساس متين، مشيرا إلى أن المجلس وضع أرضية صلبة، علمية ومنهجية لتحقيق النجاح.

في إطار آخر، نوّه الدكتور، بكل الجهود التي يقدمها الصحافيون، معتبرا أنه من الضروري أن يستعملوا لغة وسطى راقية، موصلة للهدف، والابتعاد عن الهجين اللغوي الذي هو عبارة عن دخيل لغوي، مزيج بين العربية والفرنسية والأمازيغية، وهو  ـ حسب الدكتور - غير محبّب باعتباره لغة مفبركة وضيقة.

وأضاف الدكتور، أنه يراهن على لغة الإعلام التي يعتبرها، عموما، لغة راقية، مشيرا إلى أن اللغة العربية غير فقيرة حيث تضم جميع المصطلحات الواردة في ميكروسوفت مثلا، فقط تحتاج إلى استعمال.

أما عن الصراع الكائن بين استعمال الحرف العربي أو اللاتيني لتدريس اللغة الأمازيغية، فقال إنه ألف كتابا حول هذا الموضوع بعنوان «هل تشتعل حرب الحروف؟»، ذكر فيه موقفه من أهمية كتابة اللغة بحرفها مما يشكل اعتزازا لها، وفي هذا طالب باستعمال حرف التيفيناغ. أما في حال استحالة ذلك، فيجب استعمال الحرف الذي يقرب هذه اللغة وهي الحرف العربي، باعتبار أن ملوك البربر 13 أي من الأدارسة إلى العصر العثماني، كتبوا بالحرف العربي، كما أنه يمكن كتابة الحروف الأمازيغية بالعربية ما عدا خمس حروف، في حين أن الأمر يختلف بالنسبة للغة اللاتينية، حيث يمكن الاستعانة بها بنسبة 61 بالمائة فقط.

وتحدث الدكتور بلعيد عن مشاركة المجلس الأعلى للغة العربية في الطبعة المقبلة للصالون الدولي للكتاب، حيث سينظم ملتقيين الأول تحت عنوان «الأمن الثقافي اللغوي» والثاني «الترجمة من اللغات إلى العربية»، كما سيتم أيضا توفير كتب وندوات المجلس بشكل رقمي، لكل من يريدها.