الشاعرة العمانية سعيدة بنت خاطر لـ "المساء":

المثقف هو طوق نجاة الأمة العربية من مأزقها

المثقف هو طوق نجاة الأمة العربية من مأزقها
  • القراءات: 1158
حاورها: بوجمعة ذيب حاورها: بوجمعة ذيب

تعد الشاعرة العمانية والناقدة الدكتورة سعيدة بنت خاطر بن حسين الفارسي،  وصاحبة صالون سعيدة خاطر الثقافي، واحدة من النساء العربيات اللواتي استطعن أن يفرضن أنفسهن في عالم الإبداع والكتابة الشعرية والنقد.. "المساء" التقت بها في قصر الثقافة والفنون بمدينة سكيكدة وأجرت معها هذه الدردشة.

❊ كيف تقيمين الحركة الإبداعية الأدبية في الوطن العربي؟

— الحركة الثقافية أو الأدبية في الوطن العربي هي كالوطن العربي، جميل في تنوعه وتعدده وثرائه وثري بما فيه من تنويعات، وهذه التنويعات إذا ما تكاملت عزفت لحنا ثقافيا فنيا متفردا، والوطن العربي زاخر بالمواهب الإبداعية الإنسانية، لهذا فالثقافة العربية في تطور دائم، رغم انعكاسات السياسة السيئة على الوضع الثقافي وتأثيراته، إلاّ أنّ المثقف العربي يبقى دائما صامدا وشامخا كنخيل بلادي.

❊ يكثر الحديث عن موضوع الحداثة في الأدب العربي، ترى ما موقفك من هذا الموضوع؟

— لا أعرف لماذا توضع دائما الحداثة في خندق الإشكاليات.. الإنسان منذ أن خُلق وهو في تطوّر وتحديث، والثقافة إذا لم تُحدّث ركدت كالماء الراكد الذي هو ماء آسن، بالتالي فإنّ الركود يعني الموت، لهذا أقول بأنّ الثقافة متجددة على مر الدهور والحداثة، وما هي في الواقع سوى موجة أضافت للثقافة العربية إضافات سلبية أو إيجابية، إلا أنّ الزّمن كفيل بنخل ما يجب نخلُه، ومنه وضعه في مُنْخل جيد، هو مُنْخل التقطير والتجويد والصالح دائما سيبقى للناس.

❊ كيف تنظرين إلى جائزة "نوبل" للأدب التي نادرا ما تمنح للعرب؟

— أنت تقول بأنه نادرا ما نرى العرب يحوزن "نوبل"، وأنا أقول لكم؛ أنّ الأوضاع السياسية انعكست سلبا على كل الجوانب الحياتية من ثقافية واجتماعية واقتصادية، لهذا فجائزة "نوبل" لها ظروفها التي تتمحور حولها، فهناك مراعاة لأمور سياسية وأخرى مَنَاطِقية وأمور فيها شيء من التحزبية والعنصرية، المهم هناك توزيع لهذه الجائزة التي لا يخضع منحها لقيمة الإبداع، بل ربما لمؤثرات أخرى تخضع لها هذه الجائزة، وغيرها من الجوائز العالمية، لهذا أقول بأن هناك توازنات مرهونة بأمور كثيرة في منح هذا النوع من الجوائز، فنحن العرب تقريبا خلال كل 05 سنوات تمنح لنا هذه الجوائز وفقا للأقاليم والظروف السياسية وما يخدم أغراضا معينة.

❊ ما هي هذه الأغراض التي تقصدينها؟

— لا أستطيع أن أقول لكم ما هي هذه الأغراض، لأنها تختلف من إقليم إلى آخر ومن وضع إلى آخر.

❊ ما رأيك في إشكالية المقروئية في الوطن العربي؟

— هي، والله، من المفاهيم المنتشرة كانتشار النار من الهشيم، إذا قلنا نحن أمة غير قارئة، فمعارض الكتاب العربية المنظمة هنا وهناك تنفي ذلك، من منطلق أن هذه المعارض تلقى إقبالا كبيرا من قبل الزوار المتعطش للقراءة، كما أن دور النّشر تنشر بالآلاف، إذن فلو لم يكن هناك قارئ لما نَشَرَت.. ربّما هناك أولويات أثّرت على القراءة إذا ما قارنت الشّعب العربي، مثلا، بالشعب الياباني، أكيد يوجد اختلاف كبير، فالعربي أقل جودة في القراءة من الياباني، من منطلق أن قراءتنا كعرب محدّدة وتكون أيضا في وقت محدد ولها أشخاص محددون، لكن على العموم، نقرأ معظم ما يقع بين أيدينا، لأن القراءة ثقافة وتحضّر، وهذا فعلا ما نريد أن نصبو إليه بأن نجعلها مثلا كالماء والغذاء ونجعل الثقافة ضرورة وليست كمالية، ومنه نجعل من القراءة هدفا ننشده جميعا ونسدد إليه خطانا.

❊ هل هناك تكامل عربي في الثقافة؟

— أكيد يوجد حاليا تكامل عربي في الثقافة من خلال الأسماء المعروفة والمشهورة وفضاءات موجودة ومشتركة بين كل مبدعي الوطن العربي، من خلال التواصل المستمر الذي يحدث بينهما.

❊ ما موقفك من تأثيرات العولمة والرقمنة على الكتاب الورقي؟

— سيبقى الكتاب الورقي هو الكتاب الذي يكون صاحبي، أحمله في كل مكان والكتاب سيظل صديق الإنسان يحمله معه أينما ذهب وارتحل، أما التكنولوجيا فلها أوضاعها الخاصة، وللأنترنت مضار صحية واجتماعية وفي النّظر.

❊ ما هي الرهانات التي تنتظر المبدع العربي اليوم في ظل الأحداث التي يعيشها الوطن العربي؟

— نحن نراهن على الثقافة العربية وعلى المثقف العربي، فهؤلاء هم طوق النجاة لإخراج الأمة مما وصلت إليه من مأزق انتفاء الحرية وانتفاء الرأي والرأي الآخر.

❊ ما هو جديدك في مجال الكتابة والإبداع؟

— لي ثلاثة إصدارات ستكون جاهزة خلال شهر فبراير الجاري، حتى أشارك بها في المعرض الدولي لمسقط من 25 فبراير إلى 25 مارس من السنة الجارية، منها ديوانان للطفل؛ الأوّل بعنوان "أنشودتي" والثاني يحمل عنوان "بهم أقتدي"، ويتضمّن شخصيات عربية وإسلامية وعمانية، أما الكتاب الثالث فهو كتاب أدبي نقدي عن عصر من العصور التاريخية الشعرية العمانية، وهو يتناول العصر الذهبي للشّعر في عمان ويعود من القرن الخامس الهجري إلى الحادي عشر.