أرملة الكاتب بوشاقور موسى تطالب برد الاعتبار

المثقف المناضل الذي فتنه حب الجزائر

المثقف المناضل الذي فتنه حب الجزائر
  • القراءات: 626
مريم. ن مريم. ن

طالبت السيدة تيتان زينة أرملة الشاعر والكاتب بوشاقور عيسى، في تصرح خصت به “المساء”، بإنصاف زوجها؛ من خلال نشر أعماله، وبث لقاءاته وأشعاره وكذا أغانيه؛ كي لا يقع في غياهب النسيان، وهو الذي ترك أثرا واضحا في الساحة الثقافية والفنية الجزائرية.

زارت السيد زينة، مؤخرا، “المساء”، تحمل كتب وصور زوجها، آملة أن يعود اسمه من جديد للذاكرة من خلال أعماله الكثيرة. وقالت السيدة زينة إنها تفتخر بزوجها موسى. وقدمت لنا صورة كان يرتدي فيها الزي العسكري، حين كان يدافع عن الجزائر إبان العشرية السوداء ضمن الدفاع الذاتي.

وأشارت محدثة “المساء” إلى أن الراحل زوجها كان يكتب بالأمازيغية والعربية والفرنسية، وقدم إبداعات في المستوى خاصة في الشعر والكتابة المسرحية. وبعد عطاء رحل عن عالمنا في 27 مارس 2017، ودُفن في مسقط رأسه بذراع بن خدة بتيزي وزو بعدما عاش معها في مدينة سور الغزلان. وتمنت أن يلتفت للأمر قطاع الثقافة، وكذا الإذاعة الوطنية التي ترك بها عدة تسجيلات، ناهيك عن مشاركته في العديد من المهرجانات.

للراحل عدة دواوين مطبوعة وأخرى تنتظر الطبع مكتوبة بالأمازيغية والعربية والفرنسية. طاف عبر الوطن الجزائري وزار 48 ولاية. كما قدم عدة أعمال وروايات للأطفال بـ 3 لغات. وكتبت عن أعماله الصحافة الوطنية.

وارتبط اسم الراحل بالمسرح، الذي قدم له الكثير من النصوص. وبالمناسبة حملت السيدة زينة معها صورا لمشاهد مسرحية كان شارك فيها، إضافة إلى قرص مضغوط سجله الراحل، يتضمن أغاني بالقبائلية، وكذا شريط مسجل قديم.

للإشارة فإن موسى بوشاقور من مواليد 12 أكتوبر سنة 1955 بقرية مول الديوان ببلدية ذراع بن خدة بتيزي وزو، بعد 346 يوم من اندلاع الثورة التحريرية؛ إذ فتح عينيه على صوت الرشاش والقنابل وطلقات المدفعية ومحن الشعب الجزائري، ووجد أبويه مناضلين يخدمان الثورة. ومع الزمن بدأ الراحل يعتز بوالديه، ويمجد نضالهما الذي غرساه فيه منذ نعومة أظافره. كان يذكر إغراءات الجنود الفرنسيين له وهو طفل، ليكشف ما يراه من زيارات المجاهدين، لكنه كان يصمد أمام الحلوى والجبن والمربى وعلب السردين رغم الفاقة والجوع. هكذا كبرت الوطنية بداخله، وتربعت على قلبه، وامتلكته الذكريات، خاصة الضرب الذي ناله من أحد الجنود الفرنسيين. وبعد الاستقلال التحق موسى بالمدرسة. وفي سنة 1971 انخرط في حزب جبهة التحرير الوطني، قسمة ذراع بن خدة.

وفي التسعينيات استجاب الراحل لنداء الوطن الذي عاش المحنة والإرهاب، وواجه بشجاعة تلك الظروف القاسية؛ مما تسبب له في أمراض مزمنة، فانهار جسده.

ومن أعماله ديوانه الشعري بالأمازيغية “ازفرا”. وله كتاب بالفرنسية بعنوان “اللقاء غير المنتظر”، و"المصير المسود”، وآخر بالأمازيغية “زهرة مغرس”. كما له عدة كتب ودواوين وقصص للأطفال جاهزة لم تصدر بعد، وعدة أغان؛ منها “مبروك عليكم العرس”، و"يا جاري”. ظل هذا الفنان المتكامل متفائلا، يسعى لنشر الخير والجمال.

وعن بداياته الفنية كان يقول إنه كان مولعا بالفن الشرقي والمغربي منذ سنة 1969. أما رحلته مع الشعر فبدأت بالشعر الشعبي المستمد من البيئة الجزائرية ومن قيمها، فكتب بالأمازيغية والعربية. ومما ساعده في طرح حياة الناس ويومياتهم اشتغاله في الإدارة، وبالتالي اطلاعه على مختلف القضايا، وهو ما جعل أعماله تتسم بالواقعية. كما التزم، دوما، بالجانب الثوري في أعماله.

ورافق السيدة زينة رفيق الراحل الشاعر مسعودي يحيا من ولاية الشلف، الذي تحدث عن مسار هذا الشاعر الفنان. كما كتب عنه قصيدة رثاء بعد وفاته، بُثت عبر الإذاعة الوطنية. وتمنى أن يبقى صوت هذا الفنان المناضل حيا من خلال إحياء أعماله. وقال إنه يجمع أعمال الراحل ليضعها عند “لوندا”، علما أنه رحل في وقت قصير قبيل حصوله على بطاقة الفنان. وبادر، مؤخرا، بتقديم حصة عن الراحل عبر أمواج الإذاعة الدولية الجزائرية.