”سيلا 24” تكرم علولة

المثقف الذي كان يصغي إلى مجتمعه

المثقف الذي كان يصغي إلى مجتمعه
الكاتب المسرحي ورجل المسرح المرحوم عبد القادر علولة
  • القراءات: 466

حظي الكاتب المسرحي ورجل المسرح المرحوم عبد القادر علولة، أول أمس، بتكريم من خلال عرض مساره المميز كمثقف لطالما كان يصغي إلى مجتمعه، وحريصا على تقديم الأدوات التعليمية اللازمة للفن الرابع، والتي من شأنها أن تسمح له بأن يعرض حقيقة وانشغالات المجتمع الجزائري فوق خشبة المسرح.

 

خلال لقاء نُظم على هامش سيلا حول الأعمال غير المكتملة للمرحوم عبدالقادر علولة، اعتبرت الأستاذة والمختصة في الأدب المغاربي نجاة خدة، أن الشخص الذي كان يعتبر نفسه خلفا لولد عبد الرحمن كاكي وكاتب ياسين، كان أنضج تفكيرا نظريا حقيقيا حول المسرح الجزائري، ملتزما منذ البداية بتكييف تكوينه في مجال المنهجيات الغربية مع ثقافته الخاصة.

ولدى تطرقها لنظرة الكاتب المسرحي من حيث مفاهيم المكان والزمان والفعل، أشارت السيدة خدة التي أيدت أقوالها بمجموعة من النوادر التي عاشها المرحوم علولة، إلى الصعوبة التي كان يواجهها للاستلهام من الميدان؛ بغية رسم معالم هوية المسرح الجزائري وجوهره. كما سردت تجربة عاشها المرحوم علولة حين قدم فلاحون لمشاهدة مسرحية له؛ حيث قرر الفلاحون وضع الكراسي جانبا والجلوس على الأرض في شكل  دائري (حلقة)، ما أثار خيال المخرج المسرحي، الذي اعتمد على فكرة الحلقة؛ كصفة أولى للمسرح الذي يسعى إليه.

ومن خلال الأجواد مرورا بالقوال تمكن عبد القادر علولة بعد عدة سنوات من الأبحاث، من تصميم سينوغرافيا مبسطة خالية تقريبا من الديكور، تُعد مزجا فعالا بين مسرح الحلقة وهندسة المسرح الإيطالي. وألهمت فكرة جلوس الجمهور في شكل حلقة، الفنان علولة، من أجل خلق شخصية القوال التي تظهر بعد ضجيج يطلقه الممثلون الذين يتحركون في كل الاتجاهات، ويتوقفون بعدها ليصمتوا في برهة. وختمت خدة مساهمتها بالكلمة والنص واللغة العامية والشعر الملحون التي كان يعتبرها عملاق الخشبة كعناصر هامة في العمل الدرامي، مطلعة الجمهور على نادرة، حملت علولة إلى التخلي عن التسلسل في سير الحبكة، ليجعل من التفاعل مع الجمهور أولى أولوياته والاستثمار في إحدى أهم ورشات عمله الدرامي اللغة الوسيطة؛ من خلال بحث معمق ودقيق للكلمة المناسبة المستلهمة من التراث المحلي؛ حتى تكون في متناول الجميع. وأشار بعدها الكاتب والروائي السنغالي باب سمبا كان، إلى التشابه الكائن ضمن أحد الأنواع المسرحية السنغالية في وضعية جلوس الجمهور في شكل دائري مع مسرح الحلقة لعلولة، مؤكدا أهمية دور تفاعل الممثلين المسرحيين مع الجمهور في مثل هذه الوضعيات.