"دار عبد اللطيف"

المتوجون بجائزة "معاشي" يعرضون 57 لوحة فنية

المتوجون بجائزة "معاشي" يعرضون 57 لوحة فنية
  • القراءات: 878
لطيفة داريب لطيفة داريب

يتواصل معرض المتوجين بجائزة رئيس الجمهورية للمبدعين الشباب "علي معاشي"، بـ"دار عبد اللطيف"، إلى غاية 14 من الشهر الجاري، حيث تعرض 57 لوحة لكل من أحمد الزرقاوي، أمينة هاجر ميهوب، إسحاق عبد الرحمن بن صالح وعبد النور ضبابي.

يشارك صاحب المرتبة الأولى لجائزة رئيس الجمهورية للمبدعين الشباب، صنف الفنون التشكيلية، أحمد الزرقاوي، في المعرض بـ12 لوحة، أبرز من خلالها إبداعه وحكمته في الحياة، رغم حداثة سنه، إذ أنه من مواليد سنة 1997. رسم الزرقاوي في أكثر من لوحة، الغراب واعتبره رمزا لتطبيق العدالة، حيث رسم في اللوحة التي فاز بها، وعنونها بـ"محكمة"، مجموعة من الغربان تحمل هيئة شخص، لم يعد يستطيع الوقوف بشكل مستقيم، ربما من الظلم الذي تعرض له، وفي نفس الوقت، يتمسك بالميزان الذي يرمز إلى تحقيق العدل.

دائما وفي إطار رغبة الفنان في تحقيق العدالة، رسم لوحة أخرى عنونها بـ"عقاب"، وهي لغربان تهاجم شخصا، عله ارتكب جرما أو خالف قانونا ما، فسبب بذلك ضررا للآخرين. وحط الغراب أيضا في لوحات "لأجل البقاء على قيد الحياة"، "سلطة الغربان" وغيرها.

كما رسم الطالب في السنة الثالثة بالمدرسة الجهوية للفنون الجميلة (مستغانم)، بورتريهات تخلد لحظة ما، فرسم بورتري لفنان وآخر لرجل ملتح ينظر عن جنب. تحصل الفنان أحمد الزرقاوي على العديد من الجوائز، منها الجائزة الثالثة للمسابقة التي أطلقتها "أوندا" في أفريل 2020، في حين توضع أعماله في خانة التعبيري المعاصر، كما يرسم غالبا بالألوان الزيتية على اللوحات الكبيرة. تشارك صاحبة المرتبة الثانية في هذه الفعالية، أمينة هاجر ميهوب بـ16لوحة، تحت عنوان كبير "العائلة"، حيث اختارت أن تلقي ببعض التجريدية على لوحاتها التي تحمل في أغلبها، صرخات للمرأة التي تعاني في مجتمع لا يساندها، فجاءت لوحة "الرعب" التي رسمت فيها وجه امرأة تصرخ وتندب حظها، وقد استلهمتها من لوحة "الصرخة" للفنان النرويجي مانش.

لوحة ثانية لميهوب عن المرأة بعنوان "بورتري"، وأخرى بعنوان "بورتري شخصي"، لتنتقل إلى رسم محطات شهدتها الجزائر في الفترة الأخيرة، فجاءت لوحة "الحراك في قلب مقهى" و"المظاهرة" و"في يوم ما، الجمعة"، كما رسمت عن البحرية ومسجد الجزائر العاصمة بأسلوب تعبيري تجريدي مميز. وقد تخلت أمينة ميهوب صاحبة 25 ربيعا، عن دراستها الجامعية، وتوجهت إلى مدرسة الفنون الجميلة بمستغانم، كما ظفرت بالعديد من الجوائز، واستوحت من العديد من المدارس الفنية، لتنطلق في مسيرتها الفنية بكل ثبات. أما صاحب المرتبة الثالثة مكرر، اسحاق عبد الرحمن بن صالح، فيشارك بدوره بـ 16 لوحة، تعبر عن مشاعره وتجربته في الحياة، وقد أبرز فيها أيضا، تأثره بالمدرسة الواقعية، رغم أنه يضفي على أعماله لمساته الخاصة. رسم بن صالح لوحة "ملائكة الأرض" عن مجموعة من الأطباء يعالجون كوكب الأرض، كدليل على قيامهم بواجبهم، خاصة خلال جائحة "كورونا". كما رسم بورتريهات عنون بعضها؛ "امرأة الوادي"، رسم فيها امرأة يدغدغ الريح شعرها، أما لوحة "بورتري صوفيا" فرسم فيها وجه امرأة جميلة تدقق في ناظرها وتظهر بعض الحيرة على محياها. بينما رسم في لوحة زهرة الأوركيد وجه امرأة يغطيه زهر الأوركيد.

وعبر بن صالح عن حبه للمرأة، وترجمه في أكثر من لوحة، وفي هذا رسم لوحات "السباحة" و"الحلم" و"السباحة وحيدة". كما رسم أيضا "بورتري" شخصيا له، وضع عليه عدة ألوان، بل ورسم أيضا ثاني بورتري له، علاوة على رسمه للوحات أخرى مثل؛ "الفنتازيا"، وأخرى عن المرأة راقصة البالي التي قامت بحركة رقص خلال الحراك. اعتبر خريج مدرسة الفنون الجميلة بسطيف، خلال تصريحات صحفية، أن تنظيم مثل هذه المعارض مهم للغاية، حيث يساهم في التعريف بالشباب وتوفير فضاء لبيع أعمالهم، خاصة أنهم يعانون من هذا الأمر. ودعا إلى ضرورة إشراك التشكيليين في أعمال فنية أخرى، مثل السينما، مضيفا أنه شارك في إنجاز ديكورات مسلسل "عاشور العاشر" لجعفر قاسم. في المقابل، يعرض الفائز بالمرتبة الثالثة مكرر، عبد النور ضبابي، خريج مدرسة الفنون الجميلة بسطيف، تخصص نحت بتقدير جيد جدا، 12 لوحة، من بينها اللوحة الفائزة، وهي "عازف الغيتارة".

تنتمي لوحات الفنان إلى الأسلوب الواقعي الحديث، وفي هذا رسم لوحات "ظلال الجبال"، "واد الدفلى"، "المنبع والنهر"، "باب الجنان"، و"شوارع بوسعادة القديمة". كما رسم بورتريهات عنونها بـ"الوجه العربي" و"وجه فنان" و"على آثار المستشرقين". في هذا السياق، فتح رفقة صديق له، ورشه إعادة أعمال المستشرقين، كما مثل الجزائر في تظاهرات دولية، تحصل من خلالها على جوائز، مثل الصالون الدولي سيدي بوسعيد بتونس، وفي كل من تركيا، المغرب وفرنسا. رسم ضبابي عن بائع الدبشة وعن حالة التعب التي تصيب الإنسان، واعتمد في رسوماته على الألوان التي تزخر بها الطبيعة، كما اهتم بمراعاة الحركية في عملية نقله للأحاسيس.