أحمد مالك

المتوج على عرش الموسيقى التصويرية

المتوج على عرش الموسيقى التصويرية
الموسيقار أحمد مالك
  • القراءات: 859
مريم.ن مريم.ن

تربع الموسيقار أحمد مالك على عرش الموسيقى التصويرية في الجزائر، تاركا بصماته العملاقة في سجل الموسيقى الجزائرية، في رحلة دامت قرابة خمسة عقود، انتهت به في فراش المرض، الذي لم يرحم عطاءه وماضيه، ولم يسع طوال مسيرته إلى أية بهرجة أو مكاسب مادية.

 

وُلد الفنان أحمد مالك في 6 مارس سنة 1931 ببرج الكيفان، من عائلة عاصمية الأصل. التحق بالمعهد الموسيقي سنة 1942، ومكنته هذه الفرصة من تعلم العزف على آلة الناي، واختص أيضا فيما بعد، في العزف على آلة البيانو والأكورديون.

مع حلول سنة 1947، انخرط أحمد مالك في الجوق العصري للإذاعة، تحت قيادة مصطفى اسكندراني، كما نشط في فرقة موسيقية لـ «أميدي كربونال» الذي كان يشجع المواهب الجزائرية. وكان يتعامل مع بعض الفنانين والفرق الجزائرية، من خلال عمله كموزع موسيقي. وطلبه الراحل حداد الجيلالي ليضمه إلى فرقته. ومع بداية فترة الخمسينات، أسس أحمد مالك فرقته الخاصة، وتشابه خطه في الموسيقى مع أعمال الراحل محمد إقربوشن.

بعد الاستقلال، وجد أحمد مالك نفسه محتكرا لنوع الموسيقى التصويرية، ولم يكن له منافسون، ما عدا بعض الملحنين الفرنسيين الذين لحنوا لبعض السينمائيين الجزائريين. ومع بداية الثمانينات، أدخل مالك تقنية الموسيقى الإلكترونية في أعماله بلمسة خاصة به، وأنشأ أستديو خاصا في بيته، لينجز فيه أعمالا كثيرة أضافها إلى رصيده الحافل. كما شارك أحمد مالك في عدة ملتقيات دولية في كندا واليابان وغيرهما، باعتباره خبيرا في مجال الموسيقى، واحتك مع كبار النقاد والمؤرخين السينمائيين العالميين.

من روائع أحمد مالك، موسيقى فيلم «عطلة المفتش الطاهر» (1972)، و«ليلى وأخواتها» (1977)، و«المنطقة المحرمة» (1972)، و«الفحام» (1972)، و«عمر قتلاتو» (1976)، و«بلا جذور» (1976)، و«حواجز» (1977)، و«تشريح مؤامرة» (1977)، إلى جانب «مغامرات بطل» (1978)، و«سقف وعائلة» (1982) و«زواج موسى» (1982)، و«إمبراطورية الأحلام»، و«الرجل الذي ينظر من النافذة»، و«رحلة شويطر». كما عمل الفنان مع التونسيين من خلال فيلم «عزيزة» سنة 1970.

أحمد مالك رجل مبادئ، يرفض الوصولية. ولم يجن الثروة من أعماله؛ لأن هدفه لم يكن ينحصر في المكاسب المالية. سجل قرصا مضغوطا في باريس، وآخر في تونس مع نهاية الثمانينات، يتضمنان مجموعة أعماله. وكرمت رئاسة الجمهورية أحمد مالك في 5 جويلية 1987، من خلال تكريم جل أعماله، كما كرم من قبل التلفزيون.