عرض “الأمير عبد القادر” على الشاشة الصغيرة

المبايعة كما وثقها الراحل الطاهر بن عيشة

المبايعة كما وثقها الراحل الطاهر بن عيشة
  • القراءات: 978
 مريم. ن مريم. ن

أعاد التلفزيون الجزائري، أول أمس، عرض الفيلم الوثائقي التاريخي “الأمير عبد القادر” للراحل الطاهر بن عيشة، بعد أن ظل لسنوات طويلة حبيس أدراج قسم الأرشيف، حيث تناول فيه جوانب مهمة من حياة مؤسس الدولة الجزائرية، خاصة فيما يخص مبايعته التي تحتفل الجزائر بذكراها الـ189.

تم عرض الفيلم ضمن حصة “سيني موضوعاتية” للزميل أمير نباش، يتألف من ثلاثة أجزاء، أعده وقدمه الباحث والمؤرخ الطاهر بن عيشة ـ رحمه الله ـ(1925-2016)، صاحب الأشرطة التلفزيونية الناجحة، علما أنه أنجز حصصا عديدة ومتنوعة، عن سماحة الدين الإسلامي ووهجه وانتشاره في بلدان إفريقية، وفي بلدان الاتحاد السوفياتي سابقا، وفي الأندلس في حلقات رائعة وذات أهمية تاريخية لا تقدر بثمن، شهدت أثناء عرضها في التلفزيون العمومي الجزائري، متابعة واسعة من طرف الجمهور، الذي لا يزال يطالب بإعادة بثها.

كان الراحل بن عيشة يدافع كثيرا عن الأمير عبد القادر، تماما كما يفعل مع العلامة ابن باديس، ويرى أنهما من أهم رموز الجزائر. ظل الراحل بن عيشة ظاهرة حقيقية، فكتب عشرات المقالات والدراسات وأنجز أبحاثا عميقة في التاريخ، مما مكنه من إنجاز هذا الفيلم بمستوى عال من الدقة التاريخية، ومن ضمن ما جاء في الفيلم؛ أن أهالي الإقليم الوهراني أجمعوا أمرهم على توكيل أمور الجهاد إلى أسرة الأمير عبد القادر، وقصدوا الشيخ محي الدين الحسني لورعه وبأسه العسكري، فألف جيشا كثيرا من فرسان القبائل، وأسند الراية إلى ولده عبد القادر الجزائري، الذي برزت براعته العسكرية في معركة “خنق النطاح”، إذ أبهرت خطته العسكرية داخل المعركة كل من شاهدوه، وزاد من حنكته، حين اقترح أبوه على القبائل أن يختاروه قائدا، فقبلوا إمارته وعقدوا له “البيعة الأولى” بتاريخ 27 نوفمبر 1832م تحت شجرة الدردار التي تقع بـ"وادي فروحة”.

لما ذاع خبر البيعة الأولى، بادر أعيان ووجهاء ورؤساء القبائل التي لم تبايع إلى المبايعة، فتمت في مسجد بمعسكر يسمى حاليا مسجد “سيدي الحسان”، أي بعد حوالي ثلاثة شهور من البيعة الأولى بتاريخ 27 نوفمبر 1832م، وقعت “البيعة الثانية” أو “البيعة العامة” في قصر الإمارة بمعسكر في تاريخ 4 فيفري 1833م.

تضمن الفيلم أيضا مقتطفات من خطاب الأمير الأول إلى كافة العروش، بعد بيعته منه “وقد قبلت بيعتهم (أي أهالي وهران وما حولها) وطاعتهم، كما أنني قبلت هذا المنصب مع عدم ميلي إليه، مؤملا أن يكون واسطة لجمع كلمة المسلمين، ورفع النزاع والخصام بينهم، وتأمين السبل، ومنع الأعمال المنافية للشريعة المطهرة، وحماية البلاد من العدو”. كما شملت أماكن التصوير مناطق احتضنت البيعة، وبعض المساجد والبيوت القديمة وحدود الزمالة وغيرها.