الفنان عيسى مولفرعة لـ«المساء»:

المال مفسدة للثقافة

المال مفسدة للثقافة
  • القراءات: 1009
حاوره: عبيد محمد حاوره: عبيد محمد

تم مؤخرا تكريم الفنان المسرحي عيسى مولفرعة في المهرجان المتوسطي للمسرح الأمازيغي الذي احتضنته مدينة الحسيمة بالمغرب، إلى جانب تكريم لطيفة أحرار، وهي ممثلة معروفة  عالميا، وحضر مولفرعة كشخصية دولية مصحوبا بفرقتي بوغني والأربعاء نات إيراثن اللتين قدمتا عرضين مسرحيين باللغة الأمازيغية يقفان على معان إنسانية سامية.

 

❊ من هو الفنان عيسى مولفرعة؟ 

❊❊ أنا من مدينة عين تموشنت، بدأت المسرح كهاو ينشط بدار الشباب في الولاية، كان ذلك سنة 1964. قبلها في طفولتي كنت أرتجل بعض الأدوار وكنت أنزع ملابس الغسيل التي تنشرها أمي وأرتديها لأستغلها في أدواري، ومنه نمت بداخلي موهبة المسرح. 

التحقت سنة 1969 بمعهد الفنون الدرامية، كما شاركت في أول مسرح للفنون الدرامية الذي هو حاليا مسرح الهواة لمدينة مستغانم. مثلت ولايتي عين تموشنت وتحصّلت على الجائزة الأولى بمسرحية عنوانها «الدنيا»، وأديت فيها الدور الرئيسي، كما شاركت سنة 1968 في أول مهرجان للممثل الشاب الذي احتضنته مدينة سيدي بلعباس، وهو مهرجان وطني عرف مشاركة العديد من الوجوه الفنية وتحصلت فيه على الجائزة الأولى.

❊ حدثنا عن تجربتك كمشرف مسرحي في المحافل الدولية؟ 

❊❊ تعاملت مع عدة مهرجانات دولية وشاركت بها كمنظم، على غرار مهرجان قرطاج ومهرجان لروشال والمسرح الجامعي للدار البيضاء. أما في الوطن فحضرت في جميع المهرجانات وكنت منظما بها سواء المحترفة منها أو الهاوية.

❊ ماذا عن ذكرياتك مع الراحل القدير عبد القادر علولة؟

❊❊ بعد ما قضيت أربع سنوات دراسة ببرج الكيفان، اشتغلت مع الراحل علولة لمدة 25 سنة، وهنا لا أقول بأننا تعلمنا عنه بل ربحنا قرنين من الخبرة النابعة من أصالتنا، والتي وقعها علولة بإبداعه، خاصة فيما تعلق بالسرد. 

❊ كم من مسرحية في رصيدك؟ 

❊❊ مثلت في 55 مسرحية، منها 10 أدوار رئيسية، ثم انتقلت إلى العمل كمستشار فني، وغادرت الوطن بعد وفاة عبد القادر علولة واشتغلت بمنظمة «اليونسكو» بالمعهد الدولي للمسرح، ثم بمسرح آخر كمخرج وممثل.

❊ كيف تقيّمون واقع الخشبة في الوقت الحالي؟ 

❊❊ أرى أنه عندما يحضر المال والمصالح النفعية الضيقة يغيب الابتكار والإبداع، وفي الجزائر لنا مادة مهمة لأن أكثر من 90٪  من ممارسي المسرح مثقفون ذوو مستوى جامعي، لكن يبقى السعي والبحث عن النموذج الجزائري لتشخيصه فوق الخشبة شبه غائب، والآن البحث كله على نموذج لم يتجل بعد، ذلك لأن قطيعة 10 سنوات من الفوضى ورحيل رجال المسرح جاء بعده جيل آخر وضع المال في قائمة الأولويات. كما أن البيروقراطية ساهمت في هذا التراجع، زد على ذلك الاتكال على دعم الدولة.