السهرة الثانية لمهرجان تيمقاد الدولي

اللمة البشارية والجابوني يرفعان من سقف المتعة

اللمة البشارية والجابوني يرفعان من سقف المتعة
السهرة الثانية لمهرجان تيمقاد الدولي ت: ع. بزاعي
  • القراءات: 1374
❊   ع. بزاعي ❊ ع. بزاعي

عاش جمهور باتنة أول أمس، أروع السهرات من مهرجان تيمقاد الدولي الـ40، حيث تجلى الثراء الثقافي الجزائري، من خلال برمجة مجموعة من الألوان الموسيقية لروادها، إذ أتحفت فرقة اللمة لمدينة بشار في نوع الديوان، أما عادل الخنشلي فقد أبهر في طبع الشاوي، وكانت حصة الأسد للأغنية الشابيبة التي انتشرت في الوسط الفني بشكل ملفت، مثلما أوضحت نعيمة عبابسة التي استهلت الحفل بروائعها المعروفة وأغاني المنطقة.

صنعت فرقة اللمة بقيادة سعاد عسلة ومشاركة الفنانة المتألقة حسناء البشارية أجواء من الفرجة، بفرقة نسوية جاءت خصيصا لإسعاد جمهور ثاموقادي، قبل أن تباشر جولتها الدولية التي ستقود الفرقة إلى إنجلترا، ألمانيا، كوبا واستقطعت وقتها بلؤلؤة الأوراس تيمقاد وأتقنت دور المرور على أطلال ثاموقادي، وانصهرت في مذاق الشباب وكرست عمليا رسالة الفن الذي يصنع فرص التبادل وتمازج الثقافات، باستغلال الموروث الجزائري الأصيل من الصحراء الكبرى ومن ألبومها الجديد المتضمن 16 أغنية، أطربت الحضور بـ 12 أغنية، فنوعت الألوان من الفردة، القناوي والحيدوس وشمل العرض فنيات الرقص للإيقاع الصحراوي.

في مشهد ثالث صنعه محبوب الشباب كادير الجابوني الذي أطرب الجمهور الذي غزا ركح المسرح الجديد بتيمقاد، ليجسد الاستمرارية والتواصل بأدائه المميز الذي لقي رجع الصدى من المدرجات، بعدما خلق التواصل مع الشباب الذي ردد أغانيه وانفعل لتأثيراتها الموسيقية التي تنم عن عمل وبحث دائم في المواضيع الاجتماعية، وبأسلوبه الخاص أطرب الشباب بأغانيه القديمة، على غرار (مامية) وأخرى من ألبوم سنة 2018.

عموما، كانت السهرة الثانية نموذجا للأعمال الهادفة وتسخير الفن لخدمة الإنسانية، بعدما ترجمت الأهداف المشتركة للفنانين الجزائريين الذين أكدوا في معظمهم، على رفع التحدي والمشاركة في المهرجان، واعتبروا ذلك واجبا وطنيا قبل كل شيء، ليودع الجمهور مدينة تيمقاد، أملين في سهرات مماثلة تميزت بالتنظيم المحكم.

تصريحات

كادير الجابوني:

«مهرجان تيمقاد محطة فنية ننتظرها سنويا، لما لها من خصوصيات، فبالنسبة إلي، فإن مثل هذا المهرجان يعد مرحلة مهمة في حياة الفنان، وإنني جد مسرور بأن أظفر بدعوة لتنشيط السهرة الثانية من سهراته الفنية، خصوصا أنني ربطت علاقة متينة بجمهور تيمقاد المتذوق للون الذي أخوض فيه.

بغض النظر عن الطابع الذي اتخذه السنة في غياب المشاركة الدولية، فإن ذلك لن يقلل من قيمته الفنية وثقتي كبيرة في الفنان يوسف بوخنتاش، وفي جهود المحافظة التي يشرف عليها،  إذ عمل ما بوسعه لاستقطاب أكبر عدد من الفنانين الجزائريين، فضلا عن السمعة التي اكتسبها مؤخرا، والطلب يزداد عليه من سنة لأخرى، إلا أن التشهير له إعلاميا أصبح أكثر من ضرورة.

سعاد عسلة:

بالنسبة لسعاد عسلة، فإن مهرجان تيمقاد هو غوص في التراث، ناقل لرسالة الفن ويعرف بتاريخ المنطقة الثقافية والموسيقية على وجه الخصوص.

«لقد سررنا كعضوات في فرقة اللمة بدعوة الحضور، وجئنا خصيصا لإسعاد جمهور تيمقاد،  كما قمنا به خارج الوطن، وكعربون محبة للجمهور قدمنا 12 أغنية من ألبومنا الجديد الذي تضمن 16 أغنية تراثية تمثل منطقة الساورة.

«إيمانا منا بأن الفن ليس له حدود، عمدنا أن نكون عند حسن الظن وأدركنا رسالة الفن لما لها من أدوار في تهذيب النفوس والرد على الأذواق.

عن مهرجان تيمقاد الدولي قالت ليس بالضرورة أن تمتد المشاركة لفنانين خارج الوطن،  بالنظر إلى اعتبارات حالت دون تنظيم طبعة دولية هذه السنة، وتوقعت النجاح لمحافظ المهرجان الفنان يوسف بوخنتاش، ولا يحتاج سوى للدعم والتشجيع.

استطردت القول بأن الطبعة المحلية الوطنية هي امتداد لجهود تعمل منذ إعادة بعث المهرجان،  لكي يدرك العالمية، واستطردت في القول؛ أنا متيقنة بأن الفنان الجزائري بإمكانه رفع التحدي  بالمشاركة النوعية المميزة.

نعيمة عبابسة:

«أنا جد سعيدة بحضوري فعاليات الطبعة الـ40 لمهرجان تيمقاد الدولي بعد غياب طويل، وفي غمرة هذه الأفراح أهنيء الفنان بوخنتاش على منصبه الجديد بمحافظة المهرجان، وأشيد بقدراته في تسيير مهرجان من هذا الحجم. بعد اطلاعي على برنامج سهرات المهرجان، أدركت أنه الرجل المناسب في المكان المناسب، إذ أعاد في ظرف قصير مكانة الفنان الجزائري، من خلال عروض المشاركة التي اقترحها على الفنانين الجزائريين ونفض الغبار عن العيينات المنسية.

متفرقات

خيمة لإقامة الندوات الصحفية

خصصت محافظة المهرجان خيمة داخل المسرح الجديد بالمدينة الأثرية تيمقاد، جهزتها بمتطلبات تنظيم ندوات صحفية طيلة مدة المهرجان، لتفادي الاكتظاظ داخل الغرف المخصصة للفنانين، غير أنه لم تستغل بعد.

عبر العديد من الزملاء عن رضاهم بجهود خلية الإعلام للمحافظة التي وفرت كل ظروف العمل للصحفيين المكلفين بالتغطية، ولا يرون مانعا في عدم استغلال هذه الخيمة طالما تلاشت المظاهر السلبية التي طبعت سير الدورات السابقة، وجد الإعلاميون فيها صعوبات جمة في أداء عملهم.

كادير الجابوني.. للفنان دور في نقل الانشغالات

أبرز كادير الجابوني خصوصيات لون الراي في تطوير الأغنية الشبابية بالجزائر، مستدلا بتجارب من سبقوه وساهموا في التشهير له خارج الوطن، أثناء تنشيطه لندوة صحفية بفندق شيليا، قبل أن يتنقل إلى ركح المسرح الروماني الجديد بمعنويات عالية، خصوصا أنه يعرف جمهور تيمقاد.

أكد المتحدث على دور الفنان في نقل انشغالات الناس الاجتماعية من خلال رسالة الفن، وأوضح في خصوص ما اصطلح عليه الراي الاجتماعي، أن لهذا اللون الذي يأخذ في الحسبان وظائف التربية التي تساهم في صناعة الفن دورا كبيرا في تمرير الرسائل.

أكد بالمناسبة، حضوره على الساحة الفنية وأبدى استعداده لإسعاد جمهور تيمقاد الذي تربطه به علاقات في طبعات سابقة، وفي سياق حديثه عن تاريخ هذا اللون من الفن، عاد بالذاكرة عندما كان يؤدي في بداياته هذا اللون، في غياب الإمكانيات التي تحول دون انتشاره قبل بروز الموجدة الجديدة التي رسمت معالمه، مشيدا بدور الشاب خالد الذي يصفه بملك الراي الذي لا يزول.

في رده عن سؤال  لـ«المساء، يتعلق بمصير الإعلام الفني في ظل المنافسة الشرسة أمام الإعلام الإلكتروني، أبدى منشط الندوة تأسفه عن الرداءة الفنية على حساب الفن الحقيقي بوصفه موروثا ثقافيا. وألح في السياق على ضرورة محاربة الرداءة التي أنجبت فنا هابطا، مما يتطلب مستوى عال يجب أن يظهر به الفنانون الذين يواجهون خطر الإعلام الإلكتروني وما انجر من تبعات التكنولوجيات الحديثة، بالتالي بروز ظاهرة القرصنة الفنية.

بخصوص مشاكل الفنانين، استعرض أهم الجوانب التي تحول دون قيام الفنان بواجباته،  وأعاز ذلك لمشاكل طبيعية معروفة وأخرى تسبب فيها ـ حسبه ـ المستوى الضعيف لبعض الفنانين، والعلاج ـ كما يضيف ـ يمكن في وجود ثقافة واسعة.

فريق الحراسة أمنال يقوم بدوره

يقوم فريق الحراسة أمنال بدوره على أكمل وجه، فلم نسجل بعد أي تقصير من أعوانه، إذ يؤدون دورهم باحترافية عالية دون حدوث أية مناوشات بينهم وبين الإعلاميين أو الجمهور،   فيما عاد تدخلهم أول أمس بعد نهاية حفل كادير الجابوني، وإجبار الصحفيين على عدم مغادرة المكان قبل خروج الجابوني، مما أثار غضب الفضوليين الذين يريدون أخذ صور تذكارية، وبعض الزملاء الذين يريدون أخذ الانطباعات بعد نهاية الحفل، علما أن الجابوني نشط ندوة صحفية بفندق شيليا، وقدم تصريحات لوسائل الإعلام قبل اعتلاء المنصة.