الفنانة جميلة الترقية سفيرة الأغنية الصحراوية:
اللباس التقليدي والموسيقى الصحراوية متلازمان لا يفترقان

- 882

شاركت الفنانة جميلة المعروفة بزيّها الصحراوي، مؤخرا، في فعاليات المهرجان الثقافي الوطني للزي التقليدي التي احتضنها قصر "رياس البحر" ؛ حيث قدّمت في جناحها بعضا من نماذج اللباس الصحراوي النسوي منه، والرجالي، علما أنها صاحبة علامة "تيهوساي" للزي التقليدي الصحراوي، الذي تحاول من خلاله، الترويج للتراث الصحراوي الزاخر.
جميلة منصوري ابنة ولاية تمنراست، تعتزّ بانتمائها لجنوبنا الكبير الغني بتراثه وفنونه، نشأت على حبّ الفن الأصيل، ومالت للغناء وهي في المدرسة، لتصل إلى المشاركة في الطبعتين الأولى والثانية من "ألحان وشباب"، وغيرها من المسابقات. وافتكت المراتب الأولى. كما شاركت في عدة مهرجانات وطنية ودولية، ومناسبات وحفلات عبر ولايات الوطن.
ومثلما تكوّنت جميلة في الفن على يد الفنانة الأولى في منطقة تمنراست، الوافي لالة الطاهرة (خاصة في الأعراس)، فإنها دخلت معهد التكوين المهني لتعلم الخياطة؛ ما مكّنها من دخول عالم الأزياء عن قرب، وتنفيذ الكثير من خصوصيات هذا اللباس على التصاميم.
واستطاعت هذه الفنانة الشابة أن تلتزم بلباسها التقليدي الصحراوي في كل المحافل والمناسبات، وأن تروّج له في أرقى صورة، بل خصصت له علامة تجارية "تيهوساي" ؛ كمبادرة منها للتعريف بهذا اللباس، ولنشره، خاصة أنه شبه غائب في منطقة الشمال.
وأشارت الفنانة جميلة خلال مشاركتها في المهرجان الثقافي الوطني للزي التقليدي بالعاصمة لأول مرة، إلى أن لباسنا الصحراوي له امتداده الإفريقي؛ " إذ به تشابه مع العديد من الدول الإفريقية؛ منها مالي والنيجر (الطنقى والبزان)، وكذا مع موريتانيا والسودان ".
كما أشارت الفنانة خلال أحاديثها، إلى أن اللباس الصحراوي الذي كان غير معروف في الشمال، أصبح، اليوم، رائجا، ومطلوبا من بعض السيدات والعرائس، مشيرة إلى أن كل منطقة من الصحراء لها عدّة ألبسة تمتاز بالتنوع والجمال؛ من ذلك لباس عين صالح مثلا، وأدرار، وإليزي، وغيرها من المناطق.
وعن الشارة (ماركة تيهوساي وتعني الجمال)، فهي ترويج لهذا التراث الصحراوي الوطني. وكانت مبادرة شخصية من جميلة، بعدما رأت غياب هذا اللباس عن معارض الأزياء.
ويمتاز اللباس الصحراوي بالحشمة، ومنه "تزغنس" ، وهو اللباس المحلي اليومي الخفيف والمنعش. وهناك تزغنس الحريري المخصص للأعراس. وتزغنس النيلة (العباية والحرام) ذو الحلي الفضية والأكسسوارات المخصص للأعراس وللمناسبات والحفلات الرسمية، زيادة على الجوالي، وهو لباس العروس عند خروجها من بيت أهلها.
للإشارة، تحرص هذه الفنانة في كل حفلاتها، على ارتداء هذا اللباس؛ للتعريف به أكثر، تماما كما تسعى للتعريف بالطبوع الغنائية المحلية؛ منها الطبل، والشلالي، وبقايم وغيرها.
ومن جهة أخرى، فإن الحفاظ على هذا الموروث الأصيل والتسويق له والتعريف به داخل وخارج الوطن، حسبها، يساهم في صد مختلف أشكال السطو.