منصة "تجارب روائية" تجمع عظيمي، كوسة وألمين

الكتابة بوصفها فضاءً للإبداع والاختلاف

الكتابة بوصفها فضاءً للإبداع والاختلاف
  • 191
ن. ج ن. ج

في إطار البرنامج الفكري للطبعة الثامنة والعشرين من صالون الجزائر الدولي للكتاب، احتضن فضاء روح البناف "فرانز فانون"  منصة أدبية بعنوان "تجارب روائية"، جمعت ثلاثة أصوات روائية وأكاديمية من مشارب مختلفة هي كوثر عظيمي، علاوة كوسة، وفاطمة ألمين. وشكّلت سانحة للغوص في أسئلة الكتابة واستكشاف تجارب متنوّعة في الأسلوب والرؤية واللغة.

افتتحت الروائية فاطمة ألمين مداخلتها بمقاربة نظرية، مركّزة على الأدب الجزائري والرواية كجنس أدبي يجمع بين الفكر والجمال. وأبرزت تجربة الكاتب الصديق حاج أحمد الزيواني ضمن ما يُعرف بـ"أدب الصحراء"، معتبرةً إياها محطة مميزة. كما تناولت تجربتها الشخصية، انطلاقًا من روايتها البوليسية "الحب اليتيم" المتأثّرة بأغاثا كريستي، وصولًا إلى "الرجل الأزرق والحرب"، حيث جعلت من الصحراء فضاءً سردياً يحكي ذاكرة المكان ويعيد تشكيل الإنسان فيه. بدورها، ركّزت كوثر عظيمي على البنية الفنية للرواية، معتبرةً الكتابة قضية شكل وهندسة قبل أن تكون موضوعًا. وأوضحت أنّها تبدأ بمخطّط أوّلي يوجّهها خلال الكتابة، مؤكّدة أنّ الرواية "هندسة دقيقة للمعنى". كما أشارت إلى الكتّاب الذين أثّروا في تجربتها، مثل ميلان كونديرا وآسيا جبار وعمارة لخوص وطاهر وطار وبن هدوقة، مؤكّدةً أنّ القراءة بالنسبة لها فعل موازٍ للكتابة وليس مجرّد خلفية ثقافية.

من جانبه، تحدّث الأكاديمي والروائي علاوة كوسة عن صعوبة الانتقال من الكتابة الأكاديمية إلى الإبداعية، مشيرًا إلى أنّ الانغماس في التنظير قد يحدّ من عفوية اللغة الأدبية. وقال إنّه يحاول الكتابة بحدسه، بعيدًا عن العقل النقدي، محافظًا على قدسية العملية الإبداعية. وقدّمت المنصة ثلاث رؤى مختلفة للكتابة، الصحراء كمصدر إلهام وجودي، والهندسة السردية والجمالية، والتوتر بين النظرية والإبداع، ما كشف عن ثراء المشهد الروائي الجزائري وتعدّد لغاته وحساسياته الفنية.