استضاف "منتدى الكتاب" في عدده الثالث والخمسين للمكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية أمسية أول أمس الثلاثاء، الكاتب والإعلامي المتمرس عمار صافي ابن عاصمة شولوس، الذي عرض آخر إصداره الموسوم بـ:"كرونولوجيا صحفية"، في جلسة أدبية راقية وممتعة نشّطها كل من الكاتب رضوان علوي من عنابة والدكتور علي خفيف من سكيكدة اللذين قدما، قراءة مستفيضة للكتاب الذي يؤرخ لتاريخ الصحافة الجزائرية وأهم محطاتها التاريخية إلى جانب أنّه يضم أسماء أهم الإعلاميين الجزائريين الذين تخرجوا على يد الصحافة العمومية منها يومية الشعب بما فيها أسماء كبار أدباء الجزائر الذين احتضنت أقلامهم نفس الجريدة وجرائد عمومية.

 كما جاء في التقديم، أسماء المدن التي أثرت في المسار الإعلامي وحتى في حياة عمار صافي كالقل، العاصمة، عنابة، قسنطينة، إلى جانب التطرق إلى عناصر التحولات الكبرى في الإعلام وتحديات الصحافة "المستقلة" التي أفرزتها التغيرات السياسية والمهنية التي شهدتها الساحة الوطنية وعايشها الكاتب والإعلامي عمار صافي الذي قال أنه، عايش مرحلتين مهمتين من تاريخ الجزائر، الأولى مرحلة الحزب الواحد والثانية مرحلة التعددية الحزبية ومنه انفتاح الإعلام الجزائري، إلى جانب ما يتناوله الكتاب أيضا كبعض المقاربات بين التكوين الإعلامي والممارسة الصحفية في الجزائر وذلك من خلال اقتفاء، صرحين إعلاميين عريقين، هما المدرسة الوطنية العليا للصحافة كأول ميلاد جامعي من نوعها في أفريقيا لتكوين الصحفيين، وجريدة "الشعب" كأول عنوان إعلامي صادر بالعربية في الجزائر فجر الاستقلال، وما بين المدرسة والجريدة تاريخ مشترك في التكامل الإعلامي، بين التكوين النظري العالي والممارسة الصحفية الراقية.

على الرغم من الظروف الصحية للكاتب والإعلامي عمار صافي إلاّ أنّه تحدث أمام حضور متميّز كمّا ونوعا من الطبقة المثقفة من أساتذة جامعيين وأدباء وشعراء من ولايات عنابة وقسنطينة وسكيكدة، عن كتابه الجديد الذي اعتبره الحضور خلال المناقشات الثرية التي شهدتها الجلسة، يؤرخ للصحافة في الجزائر.

من خلال كتاب"كرونولوجيا صحفية"، كشف عمّار صافي كيف يصنع الصحفي الحقيقي، وكيف يتم تكوين الصحفيين المحترفين الذين كما قال، يحملون مسؤولية نقل الحقيقة للناس،ومن ثمّة فهو ليس مجرد سيرة لمسيرة صحفي أو صحيفة بقدر ما هو دعوة للتأمل في تطوّر الإعلام ودوره في تكوين الرأي العام وأهمية الالتزام بالمهنية والموضوعية في زمن أصبحت فيه المعلومات سريعة الانتشار دون عمق وتعمّق. لتختتم الجلسة ببيع بالتوقيع لكتاب عمار صافي "كرونولوجيا صحفية"، احتضنه بهو المكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية لسكيكدة.