الكاتبة هدى بوهراوة لـ"المساء”:

الكاتب الناجح من يحدد رسالته والفئة التي يكتب لها

الكاتب الناجح من يحدد رسالته والفئة التي يكتب لها
الكاتبة الشابة هدى بوهراوة
  • القراءات: 1064
حاورتها: لطيفة داريب حاورتها: لطيفة داريب

ظفرت الكاتبة الشابة هدى بوهراوة بجائزة كتارا للرواية العربية في طبعتها السادسة، عن فئة رواية الفتيان، بإصدارها نحو النور، وفي هذا السياق، اتصلت بها المساء، وأجرت معها هذا الحوار القصير:

هل يمكن أن تعرفي بنفسك لقراء جريدة المساء؟

❊❊ هدى بوهراوة أستاذة لغة إنجليزية في الطور المتوسط، روائية وكاتبة مسرحية مهتمة بأدب الطفل واليافعين.

ماذا عن بداياتك في عالم الكتابة؟

❊❊ أظن بأن بدايات جميع الكتاب متشابهة؛ مطالعة نهمة، قراءة شغوفة، كتابة الخواطر، ثم نظم الشعر، بعدها الشروع في كتابة روايات قصيرة، أو في الكثير من الأحيان غير مكتملة، هذه كانت بدايتي أنا أيضا، مع استثناء واحد صغير، هو أن مطالعتي وقراءتي شملت أمهات الكتب من السير والفقه والتفاسير ودواوين الشعر مما كان والدي حفظه الله يقتنيه؛ فكنت أطالع الكتاب، ثم أقوم بتلخيصه حسب فهمي واستيعابي له، وهذا ما عزز ملكة الكتابة لدي منذ كنت يافعة.

حدثينا عن إصداراتك الأدبية؟

❊❊ أول ما صدر لي كان رواية بوليسية عام 2016، بعنوان لغز الولي الصالح عن دار المثقف للنشر، وهي تحكي عن فتاة فضولية متخرجة حديثا، يصادف الأمر أن تسمع عن رؤيا غريبة لسيدة عجوز؛ فتتقصى الأمر لتكتشف جريمة قتل غامضة.

بعد صدور هذه الرواية، شعرت كما لو أنني أنجبت طفلا خديجا لم يكتمل نموه بعد، واكتشفت بأنني لم أبلغ بعد مرحلة النضج اللغوي التي تمنحني حق النشر، وأنني بحاجة إلى صقل موهبتي الأدبية أكثر؛ فاقتصرت منذ ذلك الحين على الكتابة في مختلف المجالات دون طبع أو نشر.

ثم دخلت عالم المشاركة في المسابقات الأدبية بكل أنواعها:  الرواية والمسرحية والقصة القصيرة، كنوع من التحدي لإثبات قوة نصوصي أمام النصوص المنافسة، ولم أقتصر على المسابقات العربية، بل تعديتها إلى الدولية، خاصة تلك الناطقة باللغة الإنجليزية، بحكم إجادتي لهذه اللغة.

حققت من خلال مشاركتك في المسابقات الأدبية، العديد من الثمار، حدثينا عنها؟

❊❊ فزت في مسابقة دار ماهي المصرية بقصة عنوانها كيد، تتحدث عن التضحيات التي يمكن للأم أن تقدمها لفلذة كبدها، وستنشر القصة على نفقة الدار خلال هذا العام. أما عن الرواية الفائزة بجائزة كتارا، فهي عمل موجه لليافعين، كان قد تأهل للقائمة القصيرة لجائزة شومان الأردنية، العام الماضي، وقدر له الفوز بـكتارا ضمن فئة روايات الفتيان غير المنشورة.

كما أخطط الآن لطبع ونشر عمل مسرحي تربوي للناشئة ما بين سن الثامنة والرابعة عشر.

ما رأيك في تنامي ظاهرة أدب الشباب، هل تشجعين ذلك؟ أم أنك تضعين شروطا لكي تطغى النوعية على الكمية؟

❊❊ أنا أؤمن بأن القراءة للجميع والكتابة للنخبة. الكتابة في الوطن العربي عامة، والجزائر خصوصا، صارت ظاهرة ملفتة فعلا، ورغم أن البعض يراها ظاهرة أدبية صحية، إلا أنني لا أعتبرها كذلك، نسبة المقروئية المنخفضة مقارنة بعدد الكتاب الذي لا يتوقف عن الارتفاع، يكاد يوصلنا إلى أن يكون لكل قارئ كاتب!

لا بأس إن كان النص قويا مستحقا، لكن الواقع ينبئ بعكس ذلك، مما يجعلني أطرح تساؤلا جادا: من يكتب لمن؟..المسألة لا تكمن في الأدب الشبابي، بل في ماهية هذا الأدب، وهل يقدم إضافة نوعية حقا. الكاتب الناجح يحدد الهدف أو الرسالة الموجهة من خلال نصه والفئة التي يكتب لها، حتى لا يضيع وسط هذا الزخم الهائل ممن يصبون اهتمامهم على الكم لا الكيف.