الكاتب والمترجم بوداود عميّر يصدر "نزق" ويصرّح ل"المساء":
القصة القصيرة جدا مناسبة لنسق حياتنا السريع رغم التهميش

- 858

تواصلت "المساء" مع الكاتب والمترجم الجزائري بوداود عميّر ، بمناسبة صدور مجموعته القصصية تحت عنوان: "نزق" عن دار النشر "الأمير" وأجرت معه هذا الحوار القصير.
❊ هل من تفاصيل عن مجموعتك القصصية "نزق"؟
❊❊ عن دار النشر "الأمير" بفرنسا، صدرت لي حديثا، مجموعة قصصية تحمل عنوان: "نزق"، وهي من الحجم المتوسط، وتقع في 70 صفحة، تضم بين طياتها 48 نصا قصصيا من صنف القصة القصيرة جدا؛ قام بتقديمها الناقد الأدبي الجزائري الدكتور بوشليحة عبد الوهاب. بالمقابل كلمة النَّزَقُ، التي اخترتها عنوانا لمجموعتي القصصية، تعني في القاموس: الخِفَّةُ والطيش في كلِّ أَمر؛ وهو ما ينطبق على شخصيات قصصي القصيرة جدا. كما تتناول المجموعة القصصية قضايا اجتماعية مختلفة، يعيشها الفرد داخل مجتمع يبحث عن نفسه وسط ركام من التناقضات. قصص تحاول أن ترصدها كما هي، في مفارقتها وفي تناقضاتها وسخريتها، دون أن تأخذ أحكاما عنها.
❊ "نزق" ليست بمجموعتك القصصية الأولى، أليس كذلك؟
❊❊ نعم، تعتبر هذه المجموعة الثانية لي، فقد سبق أن أصدرت مجموعة قصصية تحت عنوان "صوب البحر"، عن دار الكلمة للنشر بالجزائر سنة 2016. كما أهتم بالترجمة، حيث ترجمت العديد من الأعمال التاريخية خاصة تلك المتعلقة بمنطقة الجنوب الغربي، من بين آخر أعمالي المترجمة، ترجمتي لكتاب أنجزه الشاعر والباحث لزهاري لبتر، تحت عنوان "الملعقة" ويضم مجموعة من القصص والحكايات عاشها الكاتب في مدينته الأغواط سنوات الستينيات. كما صدر لي كتاب يتناول حياة الكاتب الراحل خليفة بن عمارة، وقد صدر عن دار الوطن اليوم، في إطار سلسلة أعلام الجزائر
-كيف تقيّم واقع القصة القصيرة في الجزائر؟
غابت القصة القصيرة عن مشهدنا الأدبي أو تكاد، أمام اكتساح الرواية، لم يعد هناك من يكتب فيها أو هم قلة قليلة؛ لعل الظاهرة هذه، ساهم فيها إلى جانب امتناع دور النشر التي يتولى الخواص تسييرها اليوم في معظمها، عن طبع المجموعات القصصية، بمبرر عزوف القارئ عن قراءتها؛ هكذا لم يعد يقتصر نشرها سوى على نفقة المؤلف، وهو ما يستدعي تكاليف مالية تعيق مبدعها عن خوض مغامرة طبعها. أضف إلى ذلك غياب المجلات الثقافية، التي تتيح نشر القصص القصيرة؛ في سنوات الثمانينيات وما قبلها، كانت مجلة "الثقافة" وحتى الصحف اليومية على قلة عناوينها تنشر على صفحتها الثقافية القصائد الشعرية والنصوص القصصية، وكانت تصدر ملاحق أدبية أسبوعية. اليوم لم تعد هناك ملاحق ثقافية في الصحف الخاصة، ما عدا الصحف العمومية، التي لا تزال حريصة على أداء خدمة عمومية للقارئ، تتيح بموجبها مساحة معتبرة للمادة الثقافية؛ بل أن مجلة كمجلة "آمال"، كانت متخصصة في نشر النصوص الإبداعية للشباب، وذلك بهدف تشجيع المواهب الأدبية الشابة.
❊ ماذا عن القصة القصيرة جدا؟
❊❊ أمام هذا الانحسار الذي تعاني منه القصة القصيرة في الجزائر، برزت القصة القصيرة جداً بوصفها بديلا مناسبا، كونها تتناغم في كتابتها مع نسق الحياة السريعة التي تستدعي الاختصار. إضافة إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي أتاحت للقصة القصيرة جدا حيّزًا من التواجد، كونها تعتمد على خاصيتيّ التكثيف والإيجاز، مع الأسف وبينما تحتفي العديد من الدول العربية بالقصة القصيرة جدا، من خلال تشجيع نشرها، وإقامة ملتقيات وندوات عنها، لا يبدو هناك أي اهتمام يليق بمقامها سواء على مستوى النقاش الأكاديمي في الجامعات أو النشر. وهكذا خصصت مجموعة "نزق" للقصة القصيرة جدا، على عكس مجموعتي القصصية الأولى "صمت البحر"، التي ضمّت نصوصا من القصة القصيرة، والقصيرة جدا. كما أن اهتمامي بحقل الترجمة وكتابة المقالات في المجلات والصحف العربية والجزائرية، أخذ مني متسعا معتبرا من الوقت، لم يتح لي فرصة التفرغ لكتابة القصة القصيرة، لذلك تضم المجموعة القصصية نصوصا قديمة نسبيا، أعدت صياغتها وتدقيقها.
❊ لماذا اخترت نشر "نزق" في الخارج؟
❊❊ اختياري النشر في دار الأمير، بمثابة خطوة تشجيعية لهذه الدار التي تمتلكها سيّدة جزائرية مثقفة، تسعى من خلالها إلى تشجيع الحرف العربي بفرنسا، وأيضا الترويج للثقافة الجزائرية بمختلف أطيافها؛ وهو الأمر نفسه بالنسبة لمجلة "ومضات أمل" الثقافية الشهرية باللغة العربية، والتي يشرف على إدارتها وتحريرها مبدعون جزائريون شباب، يقيمون في فرنسا؛ أنشر فيها شهريا مقالا يتناول سيرة ومنجز شخصية من الشخصيات الجزائرية في الفكر والأدب.