عبد المجيد بن شوبان يقدم كتابه "القعدة" بمطبعة "موقان"

القصبة ضحية إهمال رهيب

القصبة ضحية إهمال رهيب
  • القراءات: 918
لطيفة داريب لطيفة داريب

قال الكاتب الصحفي عبد المجيد بن شوبان؛ إن القصبة تموت بفعل الإهمال الذي يطالها منذ أمد بعيد، مضيفا خلال الندوة التي نشطها أول أمس، بمطبعة "موقان" حول كتابه "القعدة" الصادر عن المؤسسة الوطنية للاتصال والنشر والإشهار، أن هذه اللامبالاة مقصودة تماما.

تحسر عبد المحيد بن شوبان على حال القصبة، المدينة التي قضى أحلى سنوات حياته فيها حينما كان يقصد ورشة النجارة الفنية لوالده في طفولته الغضة، بحي بن عشير في القصبة السفلى، والتي كانت تعتبر فضاء ثقافيا يحتضن (قعدات)، تجمع في فترة الاستعمار بين خيرة أبناء النخبة الجزائرية، بكل أطيافهم، ليتناقشوا حول مواضيع شتى، ويتوقف الكاتب هنا ويتساءل: "هل يمكن فعلا أن تجلس النخبة الجزائرية حاليا على طاولة واحدة وأن تتناقش في مواضيع الساعة بصدر رحب؟".

انتقل عبد المجيد للحديث عن كتابه "القعدة" الذي يضم في 205 صفحة 19 قصة عن حال القصبة وما جاورها من مدن، مثل بولوغين وباب الوادي، وعن الشخصيات التي كانت ترتاد هذه المناطق في الفترة الممتدة بين 1957 و1969.

تخصص عبد المجيد في الكتابة عن التراث العاصمي المادي منه وغير المادي، وكتب مقالا يوميا في جريدة (الوطن) لمدة تزيد عن 13 سنة، دافع فيها عن كنوز الجزائر، وبالأخص التي تتعلق بالقصبة، متحسرا عن مآلها. وفي هذا، ذكر طلب تركيا ترميم القصبة بعد أن رممت جامع "كتشاوة"، إلا أن طلبها قوبل بالرفض. كما اعتبر أن الدفاع عن القصبة أو أية مدينة قديمة من الجزائر، يكون من أبنائها، فالغريب عنها لا يهتم بها.

كما تحدث عن الفيلا التي سكن فيها الكاتب الفرنسي الشهير كامي سان صانز ببلوغين، وكيف أنها كانت مصدرا لإلهامه، حيث كتب فيها أروع أعماله، إلا أنها اليوم في وضعية مزرية جدا، ولم تستفد من أية عملية ترميم، وهو نفس مصير منزل الفنان التشكيلي اتيان ديني ببلوغين. كما كتب أيضا عن فترة منظمة الجيش السري، وكيف أنها أجبرته وهو طفل (من مواليد 1959) أن يلجأ إلى الشريعة بالبليدة.

توقف عبد المجيد عند النشاطات التي كانت تجرى في ورشة والده المخصصة في النجارة الفنية، ونوّه بنوعية الحوار الذي كان يدور بين الوافدين عليها، رغم اختلاف توجهاتهم السياسية والفكرية، فكانت بحق قعدة في غاية التميز.

كما كرّم بن شعبان بعض الشخصيات التي كانت تقصد القصبة وبولوغين وباب الوادي، والأمكنة أيضا، مكتفيا بالفترة الممتدة من 1957 إلى 1969، واعتمد أيضا على الفلاش باك وفلاش فور وارد (التنقل إلى المستقبل)، ليؤكد أن 80 بالمائة مما كتبه في قصصه، حقيقة لا غبار عليه.