العرض الملحمي ”نوفمبر سجلّ الخلود”

القسنطينيون يسترجعون عبقرية الجزائر

القسنطينيون يسترجعون عبقرية الجزائر
  • القراءات: 548
❊ ح. شبيلة ❊ ح. شبيلة

استمتع، ليلة أول أمس الأحد، الجمهور القسنطيني المتعطش للأعمال الفنية الهادفة التي تجسد البعد التاريخي للجزائر في أشكال حديثة وأصيلة تستمد قوّتها وإبداعها من عبقرية الشعب الجزائري وذاكرته الزاخرة بالمواقف والبطولات والتضحيات، استمتعوا بالعرض التاريخي الفني ملحمة نوفمبر سجلّ الخلود بقاعة العروض الكبرى أحمد باي، حيث تفاعل الجمهور الحاضر على مدار أزيد من ساعة من الزمن، بالعرض الفسيفسائي الخلاب، الذي زاوج فيه المخرج الشاب موسى نون بين الموسيقى والرقص والأضواء.

 

تفاعل الجمهور الذي حضر بقوة، مع العمل الفني الذي جسّد فيه أزيد من 100 شاب بين مغنّ وراقص لمدة 70 دقيقة من العرض، أهم مراحل كفاح الشعب الجزائري، بدءا بالقوة الاستراتيجية التي جعلت من بلادنا ملاذا للمستعمر إلى غاية الاستعمار واستماتة الشعب الجزائري في الدفاع عن وطنه؛ من خلال مختلف المقاومات الشعبية إلى غاية اندلاع ثورة الفاتح من نوفمبر الخالدة، التي وحّدت الصفوف تحت لواء نيل الحرية والاستقلال، وصولا إلى هذا المطلب النبيل. كما انتقل الفنانون وبإتقان كبير، إلى جزء هام من تاريخ الجزائر والمتعلق بالعشرية السوداء، التي كادت أن تعصف بالجزائر إلى أن جاء ميثاق المصالحة الوطنية الذي بادر به رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة. هذه الشخصية، حسبما جسدته الملحمة والتي كانت مثلا لرئيس وحد صفوف مواطنيه، وطوى صفحة الماضي الدموي ومعاناة ومآسي شعبه، الذي تميز بحبه الكبير للوطن، وجعله يستشهد به عالميا.

وعلى هامش عرض الملحمة، أثنى وزير الموارد المائية الذي حضر العرض رفقة والي الولاية ومدير الديوان الوطني للثقافة والإعلام وغيرهم من المسؤولين، على العمل الفني الكبير الذي جسد فيه الفنانون أهم محطات تاريخ الجزائر، حيث قال إن مثل هذه الأعمال تخدم الثورة الجزائرية، وتُعتبر دعامة للثقافة وللجانب الثوري، موضّحا أن الحضور الجماهيري الكبير لمتابعة هذه الملحمة دليل على اعتراف الشعب بتضحيات أسلافه، ورسالة واضحة، تؤكّد مدى تماسكه ومساندته لبلاده.

أما المدير العام للديوان الوطني للثقافة والإعلام لخضر بن تركي، فأكد أن العمل الكوريغرافي الفني الكبير يُعتبر ثمرة جهد الشباب، الذي يعتبر امتدادا لأسلافه. وأضاف أن مشعل الثورة النوفمبرية يمتد من المجاهدين والثوار إلى الأجيال الحالية، التي مازالت متمسكة بمبادئها ومتشبثة بتاريخ من ضحّى خلال الثورة التحريرية، فيما اعتبرت خديجة دحماني مسؤولة التسويق لدى الديوان، أن اللمسة الشبابية في العمل الكوريغرافي مقصودة، وأعطت العرض حركة وجمالية، فجل الفنانين من رواد مدرسة ألحان وشباب، ويحملون روحا وطنية كبيرة جُسدت على ركح العرض طيلة 70 دقيقة.