الأستاذة والباحثة أمينة بقاط بمطبعة ”موغان”:

القراءة متعة فنقد وتحليل

القراءة متعة فنقد وتحليل
الأستاذة والباحثة أمينة بقاط بمطبعة ”موغان” لطيفة داريب
  • القراءات: 762
لطيفة داريب لطيفة داريب

قدّمت الأستاذة أمينة بقاط كتابها المشترك مع الأستاذة كريستيان شولي عاشور، الذي صدرت طبعته الثانية حديثا عن دار النشر البرزخ بعنوان النص الأدبي، أدوات القراءة، أوّل أمس السبت بمطبعة موقان بالبليدة. كما عرضت كتاب رفيقتها في مشوار الأدب والبحث بعنوان أصداء أدبية للحرب.

دعت الأستاذة الجامعية أمينة بقاط طلبتها إلى قراءة أولى للنصوص الأدبية في إطار متعة المطالعة، تتبعها قراءة نقدية بحكم تخصّصهم الأدبي، مضيفة أنّ الكتاب المشترك بينها وبين الأستاذة وصديقة مسارها الأدبي كريستيان شولي عاشور النص الأدبي، أدوات القراءة، يدخل في هذا الإطار، من خلال تقديمه أدوات القراءة النقدية. وأشارت المتحدثة إلى صدور الطبعة الأولى للكتاب عن دار التل سنة 2002، الذي أعقبته طبعة ثانية صدرت مؤخرا عن دار البرزخ. كما عدّدت أقسامه الخمسة، والبداية بالقسم الخاص بالاتصال، الذي يجب أن يتوفّر بين كل من الكاتب والقارئ والناشر. ومثلت في هذا السياق بغلاف الكتاب، الذي يجب أن يكون غير مزخرف وبسيط بما أنّ موضوعه جاد وعلمي، في حين ضمّ القسم الثاني من الكتاب، موضوعا حول اعتبار الكتاب مادة للاستهلاك بما أنه معرَّض للبيع. وفي هذا قالت إن فرنسا مثلا حيث يعلن فيها عن الموسم الأدبي كلّ بداية خريف، يقوم الناشر فيها بالترويج لكتبه، حتى إنّه يغشّ أحيانا حينما يشتري كتبه من المكتبات حتى تزيد نسب المبيعات، كما تقوم الجرائد بوضع لائحة للكتب الأكثر مبيعا، والتي قد يعتمد عليها القارئ لاختيار الكتب، علاوة على وجود أدباء يكتبون لأجل قرّاء معيّنين، مثل قراء مايسة باي الذين ينتمون أكثر إلى فئة النساء.

أما القسم الثالث للكتاب فجاء حول السرد، تقول الأستاذة. وتضيف أنّ الكاتب يستعمل عدّة أدوات في كتاباته، وهي الفضاء والزمان والشخصيات والوصف، وهي عناصر مهمة لفهم أحداث الرواية أو القصة، بينما يهتم القسم الرابع للكتاب بالنص وسياق كتابته وكل ما يتعلق بالكتاب كصورة الغلاف الخارجي، وفي هذا اعتبرت المحاضرة أن الكتاب الذي تدور أحداثه في القرن التاسع عشر، لا بد من فهمها حسب سياقها وليس حسب مفهومنا الحالي، لتمثل بفكتور هيغو، الذي كان مناصرا للاستعمار الفرنسي للجزائر، وبالتالي لا يمكن الحكم عليه بأخلاقيات اليوم.

وانتقلت الأستاذة إلى عملية التناص، وقالت: إننا نعيش زمنا تكاثرت فيه المعلومات وانتشرت بشكل رهيب، فيجد الكاتب نفسه أمام بل في خضم كمّ هائل من المعطيات. وفي هذا تحدّثت الأستاذة عن العديد من الكُتّاب الذين يفرضون على أنفسهم التوقّف عن القراءة قبل مدة غير وجيزة من كتابة عمل جديد، حتى لا يجدوا أنفسهم أمام تكرار جمل كُتبت من قبل سواء عن وعي أو عن غير وعي، ويسقطوا في شراك بما يسمى السرقة الأدبية.

وفي هذا السياق، اعتبرت الأستاذة أنّ كلّ شيء قيل وكُتب في الأعمال الأدبية، إلاّ أنّها أشارت إلى إمكانية التطرق لأيّ موضوع لكن بطرق مختلفة، في حين أنّ كلّ طرق الإبداع تؤدي بنا إلى نفس الطريق، لتطالب بذكر المصادر في حال لجأ الكاتب إلى مقطع أو كلمات من مؤلف آخر. وبالمقابل، ضمت خاتمة الكتاب قائمة ببلوغرافيا ثرية، من الضروري أن يستعين بها الطالب.

وفي إطار آخر، انتقلت أمينة بقاط إلى الكتاب الثاني الذي صدر عن الكاتبة والأستاذة الباحثة كريستيان شولي عاشور بعنوان أصداء أدبية للحرب. وأشارت إلى صعوبة تقديم كتب مؤلف آخر، إلاّ أنّها ارتأت فعل هذا بسبب صداقتها الوطيدة بالمعنية، وبمشوارهما الأدبي والجامعي المشترك. وذكّرت بالمسار البحثي لكريستيان وكتاباتها الصحفية منذ الاستقلال، مضيفة أنّ العديد من المقالات ضاعت، فجاء هذا الكتاب ليكشف أكثر عن قلم الباحثة التي اختصته بمقالات عن الأدب والحرب، وتقصد بالحرب ما عاشته الجزائر من ثورة تحريرية، ثم فترة العشرية السوداء. وتطرقت شولي لكتابات فرانس فانون ومولود فرعون عن الجزائر، وكذا آسيا جبار ومحمد ديب وغيرهم، ومن كتبوا عن التعذيب في فترة الاحتلال، مثل جاك يرفار ورافايال برانش. كما تطرق الكتاب لألبومات صور للمصور مارك فيرانجي، الذي قدّم ألبومين الأول بعنوان ”55 صورة للنساء الجزائريات و«نساء الهضاب العليا.