طباعة هذه الصفحة

مؤنس خمار بقاعة السينماتيك

الفيلم من مرحلة الحلم إلى السوق العالمي

الفيلم من مرحلة الحلم إلى السوق العالمي
  • القراءات: 916
مريم. ن مريم. ن

استضافت قاعة السينماتيك أول أمس، المخرج والمنتج مؤنس خمار للحديث عن "آفاق الإنتاج السينمائي في الجزائر"، مع عرض تجربته الخاصة التي تجاوز عمرها 18 سنة، حيث أكد أن السينما سوق وعلاقات مع الأوساط المنتجة والفاعلة قبل أن تكون حلما جميلا يتحقق.

 

حضر اللقاء جمع من المخرجين الشباب وطلاب المعهد العالي لمهن وفنون السمعي البصري والمعهد الوطني المتخصص في التكوين المهني السمعي البصري ومعاهد أخرى، لتعميق معارفهم في عالم السينما والنهل من تجربة هذا المخرج الذي حقق الامتياز، وحصل على العديد من الجوائز الدولية.

وانطلق اللقاء بعرض الفيلم الروائي القصير "العابر الأخير"، ثم عرض كليب "أيام" للراحلة وردة الجزائرية، وكلاهما من توقيع مؤنس خمار. وتحدّث المخرج للحضور عن العملين وظروف إنتاجهما؛ فـ "العابر الأخير" أنتجه سنة 2011، وفاز فيه بجائزة "اللؤلؤة السوداء" لأفضل فيلم قصير عربي في مهرجان أبوظبي السينمائي. كما عُرض الفيلم في دُور السينما في لوس أنجلس عام 2011؛ من خلال برنامج "أوسكار هوبول". وتم ترشيحه من قبل الموزع الأمريكي شورت أنترناشيونال للمشاركة في جوائز الأوسكار.

وتوقف المخرج مطولا عند مسألة الإنتاج، ومن ذلك حديثه عن المنتج المنفّذ الذي يتسلم الميزانية وينفّذ بها الفيلم ويقدر المصاريف. وهناك أيضا المنتج المشارك الذي يملك عدة صفات وخصوصيات؛ من ذلك المنتج المساهم بالوسائل المادية والإمكانيات، أو بضمان الإقامة لفريق العمل، وهناك المنتج الذي يحل الفيلم اسمه، وطبعا تختلف صفات المنتج من أوروبا إلى أمريكا. وقال مؤنس إن دخوله العرض الدولي جاء بعد أن تم مشاهدة فيلمه "العابر الأخير" بمهرجان كان السينمائي، ليتم بعدها العرض بالمكسيك، ثم الولايات المتحدة. وأكد المتحدث أن المهرجانات الدولية شرط للانتشار ودخول السوق العالمية بثقة، مشيرا إلى أن مهرجان كان أهم سوق دولي للفيلم، علما أن به قصر المعارض الذي يخصص للنجوم وفيه الفنادق الفخمة، لكن به أيضا مساحات كبرى للسوق العالمي أو ما يعرف بـ "شاو فيل كورنر"؛ حيث يتم اكتشاف الأفلام والأسماء من كل أنحاء العالم، وتصل المشاركات إلى 3 آلاف فيلم، يختار منها من 60 إلى 70 فيلما. وتخصص غرف للمشاهدة يدخلها المختصون والإعلاميون المهتمون ليروجوا لما شاهدوه.

وخاطب مؤنس خمار جمهور الطلبة الحاضر، وحثه على دخول هذه السوق العالمية مستقبلا في حال فكر في الإنتاج والإخراج؛ من خلال إرسال ما يتم إنجازه إلى المهرجانات الدولية، وطبعا فإن كل المنتجين خاصة الشباب، يرسلون أعمالهم بالآلاف من كل مناطق العالم، كما فعل هو ذات مرة عندما أرسل "العابر الأخير"، بعد أن أدار لمدة 7 سنوات شركة إنتاج، وكان يظن أن مسألة إنجازه فيلما تبدو بعيدة، لكن تبين له أن الفيلم مرتبط أيضا بالسوق وليس فقط بالحلم. كما أن المخرج ليس دوما هو من يكون القائد في الفيلم، بل يكون له شركاء آخرون منهم مدير التصوير، علما أن مديري التصوير أصبحوا نجوما في بلدانهم وفي هوليوود، وأصبح اليوم كل واحد نجما في اختصاصه.

وتحدّث خمار عن الإنتاج السينمائي المشترك، موضحا أن الممول الأجنبي يفرض بعض الأمور، منها اللغة وصورة بلده، وهذا، حسبه، أمر طبيعي، ناهيك عن حصوله على الأرباح. كما أن الإنتاج المشترك أحيانا يكون بدافع الدخول إلى أسواق جديدة وليس من أجل التمويل، أو ليكون له حظوظ في جوائز دولية مهمة.

وفي أثناء المناقشة تحدّث مؤنس خمار عن ظاهرة الكاستينغ التي تبرز فيها الوجوه الجديدة التي تظهر على وسائط التواصل الاجتماعي، لكنه فضّل الممثلين المحترفين ليكونوا سندا لأعماله. كما تناول الفرق بين الإنتاج السينمائي والتلفزيوني، قائلا إن لكلٍّ اختصاصه، والتلفزيون لا يعوّض السينما.

للتذكير، مؤنس خمار منتج ومخرج أسس شركة إنتاج سفينة عام 2003، وشارك كمساعد مخرج في العديد من الأفلام الأجنبية، لينتج "العابر الأخير" فيلمه الأول سنة 2011.