عاش مدافعا عن هويته وترك أثرا فنيا لا يفنى

الفنان إيدير يترجل

الفنان إيدير يترجل
الفنان إيدير يترجل
  • القراءات: 1504
دليلة مالك دليلة مالك

وُلد في بيئة قروية بمنطقة القبائل، عاش طفولة وصفها بالرائعة، زينتها أشعار والدته وجدته، ثم نهل منهما لاحقا، وهو لم يسطر يوما أن يصبح فنانا عالميا. مساره الطويل جعله يُنعت بسفير الأغنية الأمازيغية. رصيده من الأغاني كبير، إشعاعه أكبر، غير أن الفنان القدير إيدير وافته المنية، السبت في ساعة متأخرة من الليل بإحدى مستشفيات باريس، عن عمر ناهز 70 عاما، بسبب مرض أصاب الرئتين، وفقا لما أعلنت عنه عائلة المرحوم.

إيدير أو "إيذير" باللهجة القبائلية رديف كلمة "يعيش" أو "يحيا"، ترجل، لكن رصيده الفني باق لا يموت. رحل بعد أن كان هنا ثم أضحى هناك كما كان عنوان آخر أعماله الفنية "هنا وهناك" التي أصدرها في 2017. وقد أشرك فيها الفنان الكبير الراحل شارل أزنفور وجعله يغني باللهجة القبائلية، وعددا من نجوم الأغنية الفرنسية.

رحل إيدير ولم يترك غصة في قلبه، فالشيء الوحيد الذي كان يحز في نفسه هو إقامة حفل ضخم في الجزائر بعد مسيرة حافلة وتجوال حفلاته في معظم أنحاء العالم، حيث قدم في شهر جانفي من سنة 2018، حفله في العاصمة بعد أربعة عقود من الغياب بحضور جماهيري غير مسبوق، كان ذلك اليوم بمثابة المعجزة، وأكبر هدية يمكن أن تقدم للجزائريين جميعا بعد تفاوض كبير قام به المدير السابق للديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة بن شيخ الحسين.

شهرة إيدير بدأت بأغنية "أفافا ينوفا" (يا أبي نوفا) في سبعينيات القرن الماضي، ولم يكن يقصد البتة أن يسخّر حياته للفن، ذلك أنه درس علم الجيولوجيا، وكان من المفترض أن يلتحق بإحدى المؤسسات النفطية في الصحراء، لكن القدر غيّر منحاه، لما حل مكان أحد المغنيين (1973) في إذاعة الجزائر لأداء أغنية للأطفال. وبعد ذلك سجل أغنية "أفافا ينوفا" (في 1976) قبل ذهابه للخدمة العسكرية، وقد حققت تلك الأغنية شهرة كبيرة، وانتشرت بعد إصدارها في باريس عام 1975، في 77 دولة، وتم ترجمتها إلى 15 لغة.

ابن قرية آث لحسن قام 1979 بإصدار ألبوم ثان "أياراش نغ"، ومنذ ذلك لم يصدر أي عمل إلى غاية 1991 حين أصدر 17 أغنية في أسطوانتين. واحتفاء بعودته الفعلية أحيا إيدير حفلا في فرنسا بقاعة (new morning) بباريس، وهذا يومي السابع والتاسع من شهر فبراير عام 1992، ومن هنا أصبح النوع الغنائي المتميز الذي يؤديه الفنان الجزائري إيدير يصنف ضمن (world music) أو (الموسيقى العالمية). ولم يكن الكسب المادي هدف الفنان الفقيد، فكان أقصى طموحه هو الاقتراب من الناس من خلال الحفلات، وبالفعل سعى لذلك لمدة عشر ، كانت كافية لتحقيق مبتغاه.

وفي 1993 عاد الفنان بعمل جديد أدخله عالم الاحترافية مع فرقة "بلو سيلفيري"، عمل بإيقاعات موسيقية تتضمن آلة القيتارة والناي والأورغ إضافة إلى الدربوكة، التي تنفرد بخصوصية عربية مائة بالمائة. كما تمكن إيدير من تسجيل ديو مع آلان ستيفان عنوانه "اسالتين"، وبهذا ضمن المطرب الجزائري المغترب إيدير، الوقوف على خشبة الأولمبيا الباريسية ثلاثة أيام على التوالي، ليواجه العالم بفن جزائري محض.

كما يُعرف عن الراحل إيدير أنه من دعاة السلام، حيث يُعد من بين الفنانين المتحمسين للتظاهرات الفنية المساندة للقضايا الإنسانية والقومية؛ إذ اشترك هو والشاب خالد في 22 يناير 1995، في حفل حضره 6 آلاف شخص من مختلف الجنسيات، وهذا لدعم المساعي الدولية، وترسيخ فكرة الأمن والسلام والحرية في العالم في إطار النشاط السنوي لجمعية "الجزائر الحياة" التي يترأسها الشاب خالد.

سنة 1999 كانت بالنسبة للفنان إيدير من أخصب السنوات فنيا وأكثرها أهمية من حيث إنتاج الألبومات، حيث استطاع جمع عدد كبير من الفنانين والموسيقيين العالميين، مثل الفرنسي ماني شاو وماكسيم فورستي والإيرلندي كارن ماتيسون وقناوي diffusion وفرقة زبدة الجزائريين، والإنجليزيين جيل سيرفات ودان ارمبراز والأوغندي جيوفري أوريما وفرقة (onb)، لتسجيل أغنية "أفافا ينوفا"، وبهذا يكون إيدير سجل ثلاثة ألبومات في ظرف ثلاثين سنة.

ترك إيدير رصيدا غنائيا مهما، معالجا مواضيع كثيرة وبعمق ونغم جميل، على غرار الحرية والشرف والأخوة، وغنى عن الهوية الأمازيغية ودافع عنها، إذ لم يترك مناسبة إعلامية إلا وعبّر عن فخر انتمائه للهوية الأمازيغية.


الرئيس تبون يعزّي: الجزائر تفقد هرما من أهراماتها

عزّى رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون عائلة الفنان حميد شريات المدعو "إيدير"، الذي وافته المنية يوم السبت عن عمر ناهز 71 سنة.

ونشر الرئيس تبون عبر صفحته على تويتر، أن الجزائر فقدت هرما من أهراماتها الذي كان أيقونة الفن الجزائري. وكتب الرئيس: "ببالغ الحزن والأسى تلقيت نبأ وفاة المرحوم حميد شريات المدعو فنيًا إيدير، أيقونة الفن الجزائري وصاحب السمعة العالمية". وأضاف الرئيس: "بهذا المصاب تفقد الجزائر هرما من أهراماتها، رحمه الله وأدخله فسيح جناته، وألهم ذويه ومحبيه جميل الصبر والسلوان".

ن. ج


وزارة الثقافة: شرخ عظيم في جسد الفن الجزائري

قدّمت وزير الثقافة مليكة بن دودة تعازيها لعائلة الفنان "إيدير"، ونشرت الوزارة عبر صفحتها على فيسبوك، رسالة تعزية قالت فيها: "بحزن وألم شديدين بلغنا نبأ رحيل الفنان الجزائري الكبير حميد شريات المعروف باسم إيدير". وأضافت الوزيرة: "إن رحيل فنان من طينة إيدير هو شرخ عظيم في جسد الفن الجزائري". وأشادت الوزيرة بخصال الفنان قائلة: "لقد خلّد الفقيد اسمه وملامح الثقافة الجزائرية الأصيلة عبر فنه طوال عقود، ونشر خصوصية فنية وثقافية محلية في أرجاء العالم". وكتبت أيضا: "إن الجزائر إذ تفقده تطوي صفحة من أبرز صفحات الفن الملتزم. وسيظل الجزائريون من مختلف الأجيال، يصغون لصوته، ويتغنون بأغانيه".

واختتمت الوزيرة: "وسيخلَّد بيننا كواحد من المبدعين المكافحين". "إلى روحك السلام، وإلى عائلتك كل الدعاء بالصبر والسلوان، رحمك الله يا إيدير".

ن. ج


وزير الاتصال يعزي عائلة الفقيد إيدير

تقدم وزير الاتصال، الناطق الرسمي للحكومة، السيد عمار بلحيمر بتعازيه لعائلة أيقونة الأغنية الجزائرية إيدير، الذي وافته المنية مساء أول أمس، بمستشفى بباريس عن عمر ناهز 71 سنة اثر مرض عضال.

وخلال نزوله ضيفا أمس، على الحصة الصباحية "ضيف التحرير" للقناة الإذاعية الثالثة، قدم السيد نور الدين خلاصي، مستشار وزير الاتصال الناطق الرسمي للحكومة عمار بلحيمر لعائلة الفنان العالمي الراحل، باسم الوزير رسالة التعزية التالية "حل الظلام و خيمت العتمة على البلاد بمجرد تلقينا نبأ الوفاة، نعم هي وفاة المغني الجزائري الكبير ايدير الذي رحل عنا أمس بالمهجر في فرنسا.

وأردف السيد خلاصي يقول باسم عمار بلحيمر وباسم إطارات وعمال وزارة الاتصال وباسمي الشخصي، أتقدم بالتعازي الخالصة لعائلة أهم مؤدي للأغنية "القبائلية" على الإطلاق لمدة نصف قرن من الزمن و هو حميد شريط الشهير باسم ادير، الذي التحق بالرفيق الأعلى عسى أن يتغمده المولى عز وجل برحمته الواسعة ويغفر له ويسكنه فسيح جناته.

ق. و


قوجيل وجراد يعزيان عائلة المرحوم إيدير

قدم رئيس مجلس الأمة بالنيابة، صالح قوجيل، تعازيه لعائلة الفنان الراحل حميد شريت المعروف بـ "إيدير" وكذا الأسرة الفنية واصفا إياه بـ "أيقونة من أيقونات الفن الجزائري الأصيل"، حسب ما جاء في بيان لمجلس الأمة في صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "فايسبوك".

وجاء في البيان "فجعنا وفجعت الأسرة الفنية في الجزائر وفي العالم بنبأ انتقال أيقونة من أيقونات الفن الجزائري الأصيل المرحوم إيدير صاحب رائعة "أفافا ينوفا" إلى رحمة الله وعفوه".

كما عبر الوزير الأول عبد العزيز جراد، أمس، في رسالة تعزية إلى أسرة الفقيد الفنان ايدير عن "بالغ التأثر بنبأ الفاجعة الأليمة" واصفا الراحل بأنه " فقيد الجزائر الكبير".

واعتبر السيد جراد أن "الجزائر برحيل هذا الفنان الـمبدع، تكون قد فقدت نجما من كبار نجومها الذي سيظل يذكره الشعب الجزائري ويتغنى بمآثره الفنية الأصيلة التي لطالـما أبهج بها سامعيه على مر مساره الفني الثري الحافل بالإنجازات".

ق. و


المحافظة السامية للأمازيغية تشيد بالراحل إيدير

أشادت المحافظة السامية للأمازيغية، أمس، بالفنان الراحل ايدير الذي توفي مساء أمس، معربة عن اسفها لرحيل أيقونة الأغنية الجزائرية الذي استطاع أن يعطي للأغنية الأمازيغية "بعدا عالميا".

وجاء في رسالة تعزية توجه بها الأمين العام للمحافظة السامية للأمازيغية لعائلة الفنان أن الأغاني الناجحة للفقيد على غرار "افافا ينوفا" أو "اسندو" ستظلان خالدتين و ستبقيان إلى الأبد من أجل ضمان انتقال

وتطوير اللغة الأمازيغية في جزائر تعددية.

وا