أطلقت مديرية الثقافة لولاية عنابة، مبادرة ثقافية وفنية مميزة، ضمن برنامج تنشيط موسم الاصطياف، بهدف إضفاء لمسة جمالية على فضاءات الاستقبال في المدينة، ودعم الفنانين التشكيليين المحليين من مختلف المدارس الفنية، وتمكينهم من عرض وتسويق أعمالهم أمام جمهور واسع، يجمع بين السكان المحليين والسياح القادمين من داخل وخارج الوطن. 

تأتي هذه الخطوة، في إطار سياسة ثقافية، ترمي إلى جعل الفنون التشكيلية جزءا من الحياة اليومية، وكسر الصورة النمطية التي تحصر المعارض في القاعات المغلقة. وشهدت المبادرة، مشاركة الفنان نور الدين، الذي يبدع في الرسم على جذور الأشجار، محولا القطع الخشبية الجامدة إلى أعمال تنبض بالحياة والألوان، في توليف دقيق بين الملمس الطبيعي والخطوط الفنية. كما شاركت الفنانة مسعدة ربح، المتخصصة في الرسم الزيتي، حيث عرضت لوحات تجسد ملامح جمالية خاصة، تجمع بين التعبير الواقعي والخيال، وتعكس براعتها في التعامل مع الضوء والظل وثراء الألوان.

وجاء اختيار مطار "رابح بيطاط" الدولي بعنابة، كمحطة رئيسية لاحتضان هذا المعرض، ليضفي على المبادرة بُعدا استثنائيا، إذ يجد المسافرون أنفسهم في مواجهة مباشرة مع لوحات تحاكي روح المدينة وثراء ثقافتها، لحظة وصولهم أو مغادرتهم، في تجربة تدمج بين متعة السفر واكتشاف الفن المحلي. ولم يقتصر النشاط على الفنون البصرية فحسب، إذ خصصت المكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية "بركات سليمان" ركنا خاصا للقراءة، يتيح للزوار والمسافرين فرصة التوقف أمام رفوف، تضم عناوين متنوعة في الأدب والفكر والفنون، مما يحول المطار إلى فضاء ثقافي متعدد الأبعاد.

وتؤكد مديرية الثقافة، أن هذه المبادرة ليست حدثا معزولًا، بل جزء من برنامج متكامل يمتد إلى مختلف أرجاء المدينة، حيث سيتم تنظيم معارض لفنانين آخرين في فنادق معروفة، وقاعات تستقطب أعدادا كبيرة من السياح، لتتحول عنابة في موسم الصيف، إلى ورشة مفتوحة للإبداع، ووجهة ثقافية تحتفي بالفن وتجعله رفيقًا لكل زائر.