الرباعي الإسباني "لاس ميغاس" بالمسرح الوطني
"الفلامكنو" تحدٍّ للمجتمع والعالم
- القراءات: 498
كرّم الرباعي الإسباني الفلامنكو "لاس ميغاس"، النساء، أول أمس بالمسرح الوطني الجزائري "محيي الدين بشطارزي" بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، في حفل نظمته السفارة الإسبانية في الجزائر ومعهد سرفنتاس بالجزائر العاصمة؛ إذ حققن نجاحًا كبيرًا، مخترقات رموز الفلامنكو التقليدية، بإضافة موسيقى الجاز ونغمات الغجر.
أدى الحفل شابات أنشأن الفرقة في 2004، وتم تعزيز صوتهن بواسطة كارولينا فرنانديز بواسطة جوقات وغيتارات مارتا روبليس وأليشيا غريلو وكمان روسر لوسكوس، يأخذن ببراعة ذخيرة الفلامنكو، في حين أنعشن هذا السجل وأنّثوه لجعله يسافر في جميع أنحاء العالم.
ورغم أن جمهور المسرح في أغلبه لم يفهم معاني الكلمات والأغاني التي قُدمت باللغة الإسبانية، لكن الرباعي الإسباني نجح في إيصال الفكرة عبر الموسيقى، التي تبقى لغة عالمية، بإمكانها ترجمة أي فكرة بعيدا عن اللغة.
الفرقة الإسبانية نجحت من خلال العرض، في تقديم شهادة عن مقاومة وشجاعة النساء الإسبانيات. تلك الشجاعة لا تتجسد فقط في ما حملته ولخصته الأغاني من أفكار، لكن أيضا في ممارسة هذا النوع من الموسيقي، الذي يُعد في التقليد الإسباني طابعا غنائيا ذكوريا.
وبالمناسبة، اختارت هذه المجموعة الاحتفال بالمرأة من خلال تفسير الأغاني التقليدية الرائعة مع مثال "Al loco" (مجنون)، "la Tarara"، وهي أغنية شائعة جدًا في إسبانيا تتحدث عن امرأة جميلة تغني طوال الوقت والناس يعتقدون أنها كانت مجنونة، لكن تبين في الأخير أنها سعيدة. كما أدَّين أغاني أخرى على غرار "الجرياس" و«لا زارزامورا" أو "جيتانا هيشيسيرا"، وقدمن مقتطفات أخرى من أحدث ما أعادته الفرقة، مثل Playa Sanlûcar" ، "Vente conmigo" (تعال معي)، بروح إبداعية وإتقان، لقي استحسانا ملحوظا من قبل الجمهور.
وفي نهاية الحفل، صرحت روسر لوسكوس عازفة الكمان للصحافة وقالت: "هذا اليوم الاستثنائي نحن سعداء للغاية بالاحتفال به، إلى جانب الجمهور الجزائري، الذي وجدناه استثنائيًا أيضًا، هذا هو أول حفل لنا في الجزائر".
وبالعودة إلى فرقتهن تتابع المتحدثة قائلة: "نحن نؤدي فلامنكو، لكننا أضفنا لمسة من خلال تقديم جميع الموسيقى التقليدية لبلدنا. لقد مرت 15 سنة على تشكيل المجموعة. نحن أربع نساء، مهمتنا جعل موسيقانا وتقاليدنا معروفة في جميع أنحاء العالم".
وعن الحفل المقدم أضافت: "اخترنا أن نقدم مجموعة من الأغاني الإسبانية التقليدية، وكذلك بعض القصائد المعروفة، التي أضفنا إليها لحنًا، وكذلك أغانينا الخاصة". وتابعت: "هذه الأغاني تدور حول النساء والحياة اليومية والتقاليد. في إسبانيا تغني النساء ويرقصن الفلامنكو، ولكن لا يعزفن غيتارًا، بل يعزفه الرجال فقط؛ إنه جزء من تقاليدنا.. لقد اخترنا أن نكون عازفات؛ لأننا نحب ذلك، وهي وسيلة لتأكيد قدرة المرأة".