مناجير المرحوم عقيل٫٫.. ناصر أرابيكا لـ "المساء":

الفقيد كان فنانا كبيرا ونادرا

الفقيد كان فنانا كبيرا ونادرا
  • القراءات: 5091
وردة زرقين وردة زرقين
يحظى باحترام كبير من طرف الفنانين وعامة الناس، هو مدير أعمال والموزع الموسيقي للشاب عقيل، رحمه الله. التقته "المساء" في فندق مرمورة بقالمة في إطار مهرجان الموسيقى الحالية في طبعته العاشرة، حيث طلبنا منه أن يحدثنا عن مسيرة الفنان الراحل، قبل الدعوة رغم ضيق الوقت وكان هذا الحوار...
❊❊ من هو ناصر أرابيكا؟
— أنا فنان جزائري، مسيّر وكنت مناجير الفنان الشاب عقيل، رحمه الله، من مدينة خميس مليانة ولاية عين الدفلى، أملك أستوديو معروف باسم "أرابيكا" في الجزائر العاصمة.
❊❊ هل تولّيت مهمة إدارة أعمال لفنان آخر بعد رحيل الشاب عقيل رحمه الله؟
— لا، لم أتول بعد، بالرغم من  وجود عدة اقتراحات كمناجير لفنانين كبار خاصة من المغرب وفرنسا، وأنا الآن بصدد الدراسة والتحركات.
❊❊ كيف كانت علاقتك بالشاب عقيل رحمة الله عليه؟
— المرحوم كان بمثابة أخي وصديقي وكانت تجمعنا علاقة جد وطيدة، ليس فقط من حيث الحياة الفنية بل في الحياة العادية اليومية، كان إنسانا متفتحا، عاقلا، محترما متفهما، وذا أخلاق عالية، كنت أحبه وكان يبادلني نفس الشعور والاحترام، كنا نسافر مع بعض في أغلب الأحيان، وكانت أمنيتنا تأسيس شركة مشتركة، بالنسبة لي كان فنانا كبيرا ونادرا.
❊❊  هل بإمكانك أن تحدثنا قليلا عن الشاب عقيل وعن علاقته بعائلته وكذا مسيرته الفنية؟
— اسمه عبد القادر عقيل، من مواليد 27 جوان 1974 بخميس مليانة ولاية عين الدفلى، ابن أخ الرسام النحات محمد عقيل، متزوج وأب لبنتين؛ لينا وتوتوسا (5 – 10 سنة)، تربى في أحضان عمه أحمد الذي كان يحبه كثيرا ويقطن في نفس حيه على  بعد أمتار، هو الأخ الأكبر لـ3 إخوة والأخ الأصغر لـ3 أخوات، كان حنونا على إخوته وأخواته، وكافة أفراد عائلته، وتحمّل على عاتقه مسؤولية العائلة عندما كبر. بدأ المرحوم حياته الفنية بالأعراس وحفلات البلدية وكان مصطفى باي يشجعه ويساعده كثيرا، صدر له أول ألبوم في وهران من نوع الراي العصري وعمره 15 سنة، كما كان يعزف على آلة "سنتيزر"، ثم صدر له ثاني ألبوم في كاسيت في ذلك الوقت بعنوان "نو مو كيت با" ويتضمن هذا الألبوم أغنية لمحمد لمين، أغنيتين ليوسف ديدين و3 أغاني كتبها له عبد الرحمن جودي، وكان لهذا الألبوم الصدى الكبير على الساحة الفنية وترك بصمة في الفن الجزائري خاصة في المبيعات، ثم أغنية "تحسدوا ولّى تغيروا" التي اشتهر بها كتبها له ولحّنها عبد الرحمن جودي، وكانت لهذه الأغنية الانطلاقة الحقيقية للشاب عقيل رحمه الله.
❊❊ كم صدر له من ألبوم ومع من كان يتعامل؟
خلال مسيرته الفنية، أصدرت له 10 ألبومات وكان يتعامل مع عبد القادر الناير، حميدة بلعروي وأحيانا كان هو من يقوم بتلحين أغانيه.
❊❊ وماذا عن مسلسل "المكتوب"؟
— أغنية جنيريك مسلسل "المكتوب" كانت من كلماته وتلحينه.
❊❊ يعني أن المرحوم كان يحب ويرغب في التمثيل؟
— لا، أبدا، بالرغم من تلقيه اقتراحات وعروض للتمثيل في مسلسلات جزائرية، غير أنه رفض.
- هل كانت له جولات مكثفة داخل وخارج الوطن؟
— نعم على مدار السنة في فرنسا، بلجيكا وكثيرا في المغرب، إلى جانب جولات عديدة داخل الوطن، وكان يتنقل بين الجزائر العاصمة وباريس، فهو كان مستقرا هناك، لكنه لا تمضي 10 أيام أو أسبوعين إلا ويعود إلى أرض الوطن، كان يحب وطنه وعائلته كثيرا، وكذا الأصدقاء، كان لا يحس بالراحة إلا عندما يكون بين أفراد عائلته ومحبيه.
❊❊ وماذا كانت أمنيته؟
— كان يحب ابنتيه لينا وتوتوسا أكثر مما تتصورون... وكان يتمنى أن تكون حياته المهنية محترفة.
❊❊ هل كانت للمرحوم مشاريع قبل وفاته؟
— نعم. كانت الروتوشات الأخيرة لإصدار ألبوم جديد يحتوي على 7 أغاني، الألبوم كان على وشك الصدور قبل وفاته بقليل.
❊❊ ولماذا لم يتم إصداره بعد وفاته؟
— لا أبدا، أرفض.
❊❊ ولماذا، بما أنه قام بعمل كبير واستغرق مدة من الزمن في الاجتهاد؟
لا. الشاب عقيل مات ودفن، حتى عمله يدفن معه...
— اغرورقت عينا ناصر أرابيكا بالدموع واحمرت وجنتاه، بداخله حزن عميق. يصمت قليلا، ثم يواصل: هناك فنان جديد ظهر على الساحة الفنية مؤخرا هو ابن عم الشاب عقيل، معروف باسم عقيل الصغير، طلب مني أن يقوم بأداء أغاني الألبوم، لكن رفضت مثلما رفضت بالنسبة للعديد من الفنانين، هذا الألبوم للمرحوم ويبقى عمله الخاص، وهذا لا يعني أنني لا أريد أن أساعد الفنانين والشباب، لقد شرحت الوضع للعديد منهم، كما نصحت عقيل الصغير بالعمل والاجتهاد بما أنه يملك صوتا جميلا ويفضل الطابع الرايوي، خاصة أنه يريد أن يكون على خطى ابن عمه، فأنا في خدمة كل فنان موهوب وتقديم يد المساعدة.
❊❊ كلمة أخيرة تود قولها؟
— ربي يرحم الشاب عقيل أخي وصديق دربي. وشكرا لكم على هذه الاستضافة.