"الفنون الجميلة" تتوَّج في الصنعة

الفرق الموسيقية تتبنى التشبيب

الفرق الموسيقية تتبنى التشبيب
  • القراءات: 2153
ن. ج ن. ج

أثبت المهرجان الوطني لموسيقى الصنعة في دورته التاسعة التي اختُتمت مؤخرا، أنّ جيلا من الشباب يحاول حمل المشعل بثبات والمحافظة على هذا الإرث الموسيقي العريق، حيث ضمّت مختلف الفرق المشاركة شبابا ومراهقين بمعدل سن لا يتعدى 18 سنة، مع تسجيل الحضور القوي للموسيقيات والعازفات؛ إذ اعتبر الملاحظون هذه الميزة طريقة من بين أخرى "لاقتحام مجالات للتحرّر والانفتاح كانت في الماضي محدودة".  

وحسبما نقلته وكالة الأنباء، تتراوح أعمار أغلب عناصر الفرق الموسيقية، بين 16 و24 سنة، على غرار رئيس الجوق الشاب نسيم تابت (20 سنة) من جمعية "نغمة" لبجاية. كما تبنت معظم الفرق توجها جديدا من خلال إقحام عنصر نسوي شاب. وفي هذا السياق نجحت عازفة الكمان صونيا عباس (20 سنة) وسارة بوقجار (16 سنة) إلى جانب عازف الطار حسن خليف (15 سنة)، في تحويل نوبة موسيقية مع ما تتميز به من تعقيد، إلى ألحان جميلة وإيقاعية. كما شكّل الحضور الطفولي بين أفراد الفرق المتنافسة، الحدث الآخر البارز في هذه الطبعة على غرار ياسمين حداب (9 سنوات) من تيزي وزو على آلة الموندولين، وكذا عماد حداب ويسرى بومزيان (12 سنة) من تنس، العازفين على آلتي الكمان والموندولين، إضافة إلى بروز الشاب بلقاسم بن كريزي (19 سنة) من مستغانم في عزفه على آلة الموندولين، سيما من خلال تحكّمه في الآلة.  

وفي شان متّصل، يستمر تقليد الفرق الموسيقية الأندلسية النسوية من عصر الأندلس الإسلامي عبر القرون، ليأخذ أشكال "قعدات" مريم فكاي (1889-1961)، والشيخة طيطمة (1891-1962) أو فضيلة دزيرية (1917-1970)، ومنذ ذلك الحين سارت تلك الفرق إلى الزوال إلى غاية إنشاء المجموعة الوطنية الجزائرية النسوية للموسيقى الأندلسية في يناير 2015، التي يرى فيها منظمو المهرجان إحدى التجارب "الأكثر جرأة وتجديدا" بعد تلك الخاصة بالمجموعات الجهوية.

وخلافا للطبعات السابقة، تميّز المهرجان بحضور لافت للعازفات، مثل جمعية "الفن والنشاط" لمستغانم بقيادة صابرينة بوجلال قائدة الفرقة الموسيقية الوحيدة في هذه الطبعة، مع مجموعة تتكون من عشر نساء من بين ستة عشر عازفا في الفرقة،  كما أن أغلب الجمعيات التي شاركت في هذه الطبعة، أشركت مزيدا من النساء في تعدادها؛ حيث وصل معدلهن إلى ستة في كلّ فرقة (مقابل أربعة خلال الطبعات السابقة). أمّا فيما يتعلق بالأداء فقد أبرز المهرجان أصواتا واعدة لمغنيات شابات، على غرار خديجة شواط من جمعية "الأمل" بالسوقر (تيارت)، ومريم أوزاني "للفنون الجميلة" بالجزائر العاصمة، ومن مستغانم فراج بن تونس "ابن باجة" وسارة أزروغ من "الفن والنشاط". 

للإشارة، صدح الجوق النسوي للمجموعة الوطنية الجزائرية للموسيقى الأندلسية بقيادة إيمان سهير بنوبة "رصد الذيل"، التي وقّعت اختتام الدورة التاسعة للمهرجان الوطني للموسيقى الأندلسية "الصنعة" بقاعة "ابن زيدون" بالعاصمة؛ حيث أبدع الجوق على مدار أكثر من ساعة من الزمن، تجاوب خلالها معها الحضور كثيرا. الحفل كان مناسبة أيضا لتكريم فقيد الأغنية الأندلسية وأبيها الروحي سيد أحمد سري، عاد خلاله كل من إبراهيم بلجرب ويوسف أوزناجي، إلى أهم المحطات الفنية الحافلة التي جمعتهما بالراحل، مشددين، خاصة، على دوره "الرائد" في تسجيل التراث الأندلسي الجزائري. للإشارة، تُوّجت جمعية "الفنون الجميلة" من العاصمة بالجائزة الأولى للمهرجان، فيما عادت الجائزة الثانية لجمعية "ابن باجة" من مستغانم، والثالثة لـ "العمراوية" من تيزي وزو. وفي هذا السياق، اعتبر رئيس لجنة التحكيم إسماعيل هني، أنّ هذه الدورة تميّزت بمستواها "العالي" رغم "تكرار" بعض النوبات من طرف بعض الجمعيات المشاركة.