"السهرة معانا" فضاء للفن والتراث

الفأل الحسن واللمّة الرمضانية الأصيلة

الفأل الحسن واللمّة الرمضانية الأصيلة
المنشطة المتألقة منى لعواد
  • القراءات: 680
مريم. ن مريم. ن

تستقبل المنشطة المتألقة منى لعواد سهرتي الإثنين والخميس من كل أسبوع خلال هذا الشهر الفضيل، على التلفزيون الجزائري، ضيوفها من فنانين ومثقفين، في بلاتو تقليدي جزائري، يوحي بخصوصية السهرات الرمضانية.

يحيط بالمنشطة أثاث تقليدي راق، خاصة الخشبي منه المنقوش بتفنن؛ حيث يتجلى في الموائد التي ملئت بشتى أنواع الحلويات التقليدية الجزائرية. كما تسعى صاحبة الحصة إلى توفير جوّ من الراحة لضيوفها النجوم، بعيدا عن الأسئلة المباشرة ولغة الحوار الرسمية، لتختار الحوار في إطار عفوي، يتّسم بالبعد العائلي تماما كما هو في البيوت والسهرات الرمضانية؛ وكأن الضيف عضو من العائلة، أو ضيف عليها يأخذ ما يستحقه من الترحيب والضيافة. ويتميز هذا البرنامج العائلي بكونه يغوص في تفاصيل حياة الضيف التي لا يعرفها الجمهور بعيدا عن المسار المهني، ليتم التركيز أكثر، مثلا، على مراحل حياته منذ الطفولة، وما يشتهيه من أطباق في رمضان ويومياته مع عائلته وأصدقائه وغيرها. كما يتم استقبال شخص مقرب من هذا الضيف، ليحكي معه تفاصيل أخرى كثيرة.

ومن أركان هذا البرنامج فقرة "عوايدنا" التي تقدمها السيدة آمال العاصمية، التي ترجع بالضيوف إلى بعض العادات والتقاليد القديمة، وطقوسها ومعانيها وتاريخها. وقدّمت في آخر حلقة "البوقالة"، وهي عبارة عن أبيات من الشعر الشعبي تحمل مواضيع مختلفة، وتعزّزت مع الوجود العثماني؛ حيث كان الرجال يخرجون في أساطيل البحر ويغيبون لفترات طويلة؛ مما يولد الحنين والشوق والقلق عند أهلهم، ثم تَواصل هذا التمسك بالبوقالة في العهد الاستعماري الفرنسي، ومع موجات النفي والسجن والغربة؛ وكأنها مناجاة للغائب، وانتظار لعودته.

وقدّمت السيدة آمال للضيوف منديلا، غطت به الإناء الفخاري الذي به خواتم وكذا حبات الفول، وأعطت كل واحد منديلا قام بعقده وعقد النية معه، لتقرأ هي البوقالة. وقبلها، قدّمت تاريخها، وكيفية تحضيرها؛ من ذلك جلب مائها من 7 عيون. كما تزينت الحصة باللباس التقليدي الراقي والجميل، الذي يزيد من قعدة الأصالة، وكان من توقيع المصممة سامية هدروق.