عالج قضايا اجتماعية وثقافية

العيدوي يبعث "رسائل من عابث"

العيدوي يبعث "رسائل من عابث"
  • القراءات: 1020
أحلام محي الدين أحلام محي الدين

جمع الكاتب الشاب محمد الفاتح العيدوي، نصوصه في كتاب اختار له اسم "رسائل من عابث"؛ حيث عمد ابن مدينة غروب الشمس تيسمسيلت، لكسر حواجز الخوف؛ إيمانا منه بقدراته في العطاء والتميز، وشعاره في الحياة "رفقاء دربك اخترهم بحكمة؛ لأنهم ملاذك الآمن في تخطي العقبات". وقد وجد السند في شخص الدكتورة وهيبة قطوش، التي شجعته على الكتابة؛ إذ عمل على تشريح الواقع، ووضع الأصبع على الجرح لعلاج المجتمع.

قال العيدوي في تصريح لـ "المساء" واصفا عمله، "إن الكتاب عبارة عن نصوص، أردتُ من خلالها الغوص في بحر الأدب للحديث عن أمور واقعية بطريقة أدبية مشوقة، أبرزت من خلالها جل المواضيع التي تُعد حديث الساعة. وعملت من خلالها على تشريح يومياتنا، وحياتنا، وأحلامنا وطموحاتنا. أردت أن أبين أن العائلة خط أحمر، وأن الفشل مجرد عبارة يمكن تجاوزها بوجود الإرادة والقوة، وأن النجاح خطوة إلى الأمام، أوضحت أن الخيانة قاسية وأن الظلم ظلمات يوم القيامة وأن للإنسان الحق في الحياة" وأضاف محدثنا قائلا: "لاحظت أن المجتمع سلبي، ونحن المجتمع، ويجب أن نتغير للأحسن بينت من خلال النصوص التي خططتها بنبضات القلب المحب للتغير الإيجابي وغيرة على مجتمعنا وحياتنا، أن الحكمة سلاح، وللصمت في بعض المواطن فائدة عظيمة". وعمد الشاب الطموح الذي يبحث عن مكان له ولغيره في الخلود بطاعة الله، كما قال، إلى التأكيد على أن الوطن أمانة، ومن دون العمل لن يزدهر ولن يثمر، وأن الشباب شعلة عظيمة، والمسؤول من واجبه أن يحتويها لتنير كل جهة من الوطن الذي يحتاج إلى جهود كل أبنائه"، مضيفا أن السند مطلب. وكما عرفه في كتابه "قلب أنت تملكه ومن دون السند نحن لا شيء".

وحيال الكتابة قال الفاتح: "الكتابة كهواية لازمتني منذ الصغر رغم الانقطاعات المتكررة بسبب الظروف المختلفة، لكن التأليف فكرة حديثة راودتني قبل سنوات قليلة، لكني لم أجد من يشجعني وقتها، أو خفت في حقيقة الأمر من طرح الفكرة؛ خوفا من رد فعل المجتمع، الذي يعمد البعض فيه لكسر كل جميل حتى لا يزهر ولا يثمر، بل أكثر من هذا، يقتل فيك الأمل، ويمر في جنازتك مستكبرا؛ لذا بقيت هذه الفكرة حبيسة نفسي مدة من الزمن، إلى أن رأيت أن أقراني ينتجون، ويبدعون ويخطون طريقا نحو النجاح، قلت حينها أين أنا منهم؟ وفي نفس اللحظة التقيت مع الأستاذة وهيبة قطوش، التي أبهرتني بطريقة تعليمها.. علمتني الثقة في النفس، وشجعتني على العمل والإبداع، وحاولت إشراكي في كل الموضوع؛ إيمانا منها بقدراتي. طرحت عليها فكرة التأليف، فشجعتني، وكانت كل السند لي. والحمد لله بفضله ثم بأشخاص سخّرهم لي، أنهيت أول عمل أدبي، على أمل أن يتعداه إلى أعمال أخرى. وكما أقول دائما، لسنا فاشلين ولم نكن يوما.. نحن ضحايا اختياراتنا الخاطئة". وأوضح محدث "المساء" قائلا: "أمور الطبع كنت أجهلها، لكن الله تعالى سخّر لي أشخاصا لم أكن أعرفهم، أزالوا الغموض عني، وأرشدوني للأحسن. راسلت العديد من دُور النشر، وفي الأخير اتفقت مع واحدة، والحمد لله لم أعان ما عاناه من سبقني". وفي ما يخص الأمر الذي يثقل كاهله قال محمد الفاتح: "هاجسي الوحيد إلى حد اللحظة هو عزوف المجتمع عن المطالعة؛ فتلك الهواتف الصغيرة وعالم الأنترنت حالت دون ذلك. ورغم هذا وذاك جميل جدا أن تكون مع العقول الراقية في الساحة الأدبية، وتسعى جاهدا لترك بصمتك، وتكون أحد المؤثرين في هذا المجال".