بوخريصة في محاضرة حول اللغة العربية وعلاقتها بالتنمية:

العيب ليس في العربية.. كل العيب في مستعمليها

العيب ليس في العربية.. كل العيب في مستعمليها
  • القراءات: 707
   ص/ محمديوة ص/ محمديوة

قالت الباحثة والدكتورة بالمدرسة الوطنية للعلوم، عائشة بوخريصة دكتورة بالمدرسة الوطنية، أن اللغة العربية بخير ولا تعاني من أي وعكة، لكنها تقاسي كثيرا في الجزائر من باب الممارسة والتوظيف وليس من الجانب اللغوي.

وأضافت الأستاذة بوخريصة في محاضرة تحت عنوان "اللغة العربية والتنمية في الجزائر بين تشخيص الواقع وأفاق المستقبل" ألقتها مؤخرا بالمجلس الأعلى للغة العربية، أن اللغة العربية ليست بحاجة الى الإثراء أو التطور بل بحاجة الى التوظيف والممارسة وترقية استعمالها، باعتبار أن اللغة هي أساس التنمية في أي مجتمع. 

وأضافت الدكتورة، أن العيب ليس في اللغة العربية في حد ذاتها وإنما في عدم وجود عمل وجهد يجعلها تواكب مختلف التطورات والمتغيرات التي يشهدها العالم والاكتفاء فقط باستهلاك ما يأتي من عند الآخر. 

وربطت الدكتورة بين التنمية في أي بلد ومستوى تقدم لغتها وفرض نفسها على باقي اللغات الأخرى مما جعلها تؤكد على ضرورة تضافر جهود الجميع من مسؤولين ونخبة ومجتمع مدني وغيرهم، لتمكين اللغة العربية من أخذ المكانة التي تستحقها في مجتمعنا الجزائري. كما أكدت أيضا أن العربية ليست في صراع مع اللغة الأمازيغية، بل أنهما تكملان نفسيهما وتساعدان في بلورة مجتمع متناسق وموحد.

وأثارت بوخريصة، في هذا السياق مجموعة من النقاط التي تشكل احتياجات اللغة العربية في الجزائر، في مقدمتها الحاجة إلى تصور أولي لمشروع وطني في إطار الدراسات البينية. وكذا ضرورة تفعيل الممارسة والتعامل بها في جميع مجالات الحياة اليومية العامة، إضافة إلى توفير سلامة صحية لبيئتها كما فعل العلماء في صدر الإسلام، في نفس الوقت الذي أكدت فيه على حتمية الاستثمار البشري في البحث العلمي الذي اعتبرت أنه مريض في الجزائر ولا يؤخذ به. 

وقالت إن "المصيبة الأكبر في أن يتم الاعتماد على خبرات من غير أياد جزائرية رغم ما يتم صرفه من مبالغ ضخمة في هذا المجال". وأضافت أننا بحاجة إلى عمل علمي يرتكز على استراتيجية منهجية قائمة على قواعد لغوية، تركز على تقنيات جديدة ومتجددة قابلة للإبداع بما يلبي احتياجات الفرد الجزائري اجتماعيا.

وأكدت أيضا على الحاجة إلى برنامج بمنهج جديد يلبي احتياجات الميدان لضمان استمرارية حضور اللغة العربية كنظيراتها باسم "عربية الاتصال والتواصل" كما جاء به القرآن الكريم.

ولدى تطرقها لآفاق اللغة العربية في الجزائر، ذكرت الدكتورة بوخريصة مجموعة من النقاط قالت إنها تعبر عن آمالها في حال تم تحقيقيها، ستجد هذه اللغة مكانتها وستتمكن من فرض نفسها على باقي اللغات الأجنبية الأخرى. 

ومن بين هذه النقاط امتلاك القدرة على مواجهة الثقافة الكونية التي قالت إنها تهدد وجودنا كأمة ومجتمع مع وضع نظام يمكن من مواجهة العولمة التي أسمتها بـ«الشيطنة" من خلال تقويم المؤهلات وتحديد المستويات بهدف تغيير السلوك والتصرف بنوع من الذكاء والتحصين الذاتي لإفراد المجتمع.

كما دعت إلى تصميم إستراتيجية عمل، تفّعل تطوير محتوى التعليم بالعربية بهدف توسيع انتشاره وتوسيع استخدامه لتحقيق التنمية والأمن الإقليمي والقومي، بما يضمن اكتساب القدرة التنافسية والاستفادة من الخبرات الدولية عن طريق التعاون الايجابي. كما دعت أيضا إلى الاهتمام بالعلم والتعليم في حياة الفرد الجزائري اليومية والحديثة والتي تطور من أدائه لارتقاء بوطنه ومواطنيه. 

وأخيرا، طالبت بدفع المجتمعات المدنية والعمالية نحو حركة دينامكية من اجل التعاون على تعزيز التنسيق إقليميا للحفاظ على هويتنا.

من جانبه، دعا علي طالب جيلالي، الأمين العام للمجلس الأعلى للغة العربية، إلى استحداث مخابر متخصصة في تحديد المصطلحات تضم اختصاصيين من لسانيين ولغويين وغيرهم، لتمكين هذه اللغة العربية من مواكبة كل التطورات الحاصلة وعدم ترك الغرب يفرض ما يناسبه من مصطلحات تخدم مصالحه.