الفنان عبد النور شلوش لـ«المساء":
العمل الميداني والتكوين من أسرار النجاح

- 577

أكد الفنان عبد النور شلوش لـ«المساء"، بأن الأوضاع الصعبة التي تمر بها الأمة العربية، وراء الانتكاسة في مختلف المجالات التنموية والإبداعية بما فيها عالم السينما. كما تحسر على الوضع المزري الذي تعرفه الكثير من البلدان في مجال البحث عن الذات، معترفا بان الاقتصادية العالمية وراء الكثير من الركود الذي تعرفه الساحة الثقافية على العموم.
وطالب شلوش على هامش تنظيم مهرجان وهران الدولي للفيلم العربي، بعدم تبرير حالة الجمود الفكري بالأزمات التي يمر بها العالم العربي، لأن-حسبه – الأزمة هي التي تلد الهمة، وبالتالي فمن غير المعقول أن نبرر الانتكاسات المتتالية والفشل الذريع في مختلف المجالات إلى انعدام الأموال وكأنها هي من تحرك آليات التنمية.
واعترف السيد شلوش بدور المال في تحريك مختلف المجالات بما فيها الفكرية منها، ولكن لا بد من حسن التدبير أيضا، إذ لا ينبغي الاعتماد الكلي على المال دون الإبداع الذي هو المحرك الفعلي لكل عمليات الانتقال نحو الأحسن.
وعن الغلاف المالي المخصص للطبعة التاسعة لمهرجان وهران في هذا العام، قال السيد عبد النور شلوش بأنه مهم ولكن الأهم في مثل هذه الحالات هو العمل على إنجاح التظاهرة والوصول بها إلى العالمية المنشودة. ليطالب بضرورة ترشيد النفقات التي تمكننا من الاستثمار وتحقيق الربح الكثير، كما يمكن أيضا لأمور أخرى من المساهمة في إعادة العلاقات بين الفنانين وإنجاز أعمال مشتركة تكون فائدتها أكبر وأهم من الأموال التي تم إنفاقها.
كما أكد الفنان أن الكثير من المهرجانات الكبيرة تعرف أزمات تسيير رغم أنها تملك من الإمكانيات المالية أضعاف ما يتم إنفاقه في مهرجان وهران الذي يجب علينا كلنا دون تمييز، العمل على إنجاحه وإبقائه في الريادة، وكذا محاولة إيصاله إلى العالمية مثله مثل مهرجان "كان" أو "برلين" أو غيرها من المهرجانات التي يحضرّ لها في الغالب مباشرة بعد الانتهاء من طبعتها المقامة.
وفي مجال الاستثمار، أكد السيد شلوش بأن أهم استثمار تقوم به إدارة المهرجان، يتعلق بمجال التكوين بمختلف أنواعه، إذ لا يجب أن يعتمد فقط على الفنانين الذين يفترض أن يحسنوا الوقوف أمام الكاميرا، بل يجب الاهتمام أيضا بالجانب الفني كالإخراج والتركيب ومزج الصوت والتقاط الصورة التي تعتبر أهم بكثير من الوقوف أمام الكاميرا.
وتطرق شلوش إلى وضعية قاعات السينما المأساوية وانعدامها في الكثير من الأماكن، حيث دعا مسيريّ قطاع الثقافة، إلى الاهتمام بهذا الجانب، بحكم أن الهياكل القاعدية أساسية في محال العمل، فلا يعقل أن نصرف الكثير من الأموال لإنجاز عمل ما دون أن نجد المكان اللائق والمناسب لعرضه.
وفي هذا الإطار، أبى السيد شلوش إلا أن يحيي إطارات الدولة الجزائرية الذين أهدوا للجزائر يومين قبل انطلاق الطبعة التاسعة لمهرجان وهران الدولي دار الأوبرا التي تعتبر فعلا مفخرة تمتلكها الجزائر متمنيا أن تعمم الظاهرة على بقية جهات الوطن.