الدكتور أحمد قريق في محاضرة بالمركز الثقافي الإسلامي:

العلامة لكبابطي ناهض الاستعمار فكان مصيره النفي

العلامة لكبابطي ناهض الاستعمار فكان مصيره النفي
  • القراءات: 3187
لطيفة داريب لطيفة داريب

مواصلة لسلسة «أعلام المدينة» التي ينظّمها المركز الثقافي الإسلامي بالعاصمة، نشّط الدكتور أحمد قريق احسن، أمس بمقر المركز، محاضرة حول سيرة العلامة المفتي مصطفى بن محمد بن لكبابطي.

قال الدكتور أحمد قريق احسن، مدير الثقافة الإسلامية بوزارة الشؤون الدينية، إنّ لكبابطي، كان مفتي المالكية، وبالتالي خطيب المسجد الكبير، كما عٌرف بمواقفه المناهضة للاستعمار الفرنسي، مما كلفه النفي نحو جزر مارغوريت التابعة لفرنسا (مرسيليا تحديدا) ومن ثم إلى الإسكندرية، حيث اشتغل في جامع تربانة، ليتوفى في هذه المدينة المصرية ويدفن فيها. وأضاف الدكتور أن لكبابطي المولود سنة 1775 والمتوفي سنة 1860، تعرض للنفي سنة 1843 مع حفيدين له، بعد أن رفض تدريس اللغة الفرنسية في الكتاتيب، مع العلم أنه حفظ القرآن الكريم في الصغر، ثم تتلمذ على علماء عصره حيث أخذ عنهم علوم النقل والعقل.

وتولى لكبابطي، التدريس في الجامع الأعظم (1824م)، ثم ولاه الداي حسين باشا القضاء على المذهب المالكي (1827م)، وعرف عنه مناهضته للاستعمار الفرنسي، حيث رفض أيضا ضم الأوقاف الإسلامية إلى أملاك الدولة الفرنسية، كما ناضل من أجل تعليم القرآن الكريم، إضافة إلى إصداره لفتوى تحريم الهجرة هروبًا من الاحتلال.

وقدم الدكتور، تفاصيل أخرى عن لكبابطي، من بينها أنه كان يسكن في مقر غرفة التجارة حاليا بساحة الشهداء، وهذا بين الجامع الكبير والجامع الجديد، كما شهد قَنبلة مدينة الجزائر سنة 1816. وقد تتلمذ على يدي بعض الشيوخ وهم محمد اخو السفار الجزائري، محمد الزرواري الفاسي، مفتي المالكية ابن الامين، محمد بن موسى والمفتي علي المنجلاتي، كما درس على يديه كل من المشايخ حميدة العمالي، مصطفى الحرار، أحمد بن الطالب بن سودة المري، ومحمد بن زاكور.

وتطرق الدكتور إلى واقع مدينة الجزائر في الفترة التي عايشها العلامة لكبابطي الذي تنحدر أصوله من الأندلس، علاوة على النسيج العمراني والمنشآت الدينية التي كانت بالمدينة، فقال إنه كانت توجد 119 مؤسسة دينية تعرض معظمها إلى الهدم لتصل إلى عشر مؤسسات في مدينة الجزائر، ما يدل على تديّن الجزائري من جهة وكذا سطوة المستعمر الفرنسي من جهة أخرى.

وذكر الدكتور بعض أشعار لكبابطي التي تغنى بها كبار المطربين الجزائريين، من بينها: صبر جميل، أيا معشر الخلان، سهام المنايا، لاح فجر السعد، سقاني ومين يبات يراعي لحباب.