الكاتب عـزوز بـقاق لـ"المساء":

العلاقات الجزائرية - الفرنسية رهينة أطماع سياسية وانتخابية

العلاقات الجزائرية - الفرنسية رهينة أطماع سياسية وانتخابية
الكاتب والوزير الفرنسي الأسبق عزوز بقاق
  • 150
لطيفة داريب لطيفة داريب

 أكّد الكاتب والوزير الفرنسي الأسبق عزوز بقاق، مسؤولية اليمين الفرنسي المتطرف في تأجيج الخلافات الجزائرية الفرنسية؛ بغية اكتساب مزيد من الأصوات في الانتخابات. وأضاف خلال حوار أجرته معه "المساء" على هامش تقديمه روايته الجديدة "عيون في الظهر" بسيلا 2025، أن بعض الأطراف الفرنسية ماتزال تحنّ الى الجزائر المستعمَرة.

❊  كيف استقبل الإعلام والساحة الأدبية الفرنسية، روايتك الأخيرة "عيون في الظهر" التي تناولتَ فيها الأمير عبد القادر؟

❊ صفر، أو كما نقول باللهجة الجزائرية.."والو" . مقال واحد فقط نُشر عن روايتي الجديدة منذ أن صدرت بفرنسا؛ أي قبل عام. فرنسا لا تهتمّ بما يتعلق بالعالم العربي والإسلامي، أو بالمواضيع التي تتناول الشخصيات التاريخية المهمة في تاريخ العلاقات الجزائرية الفرنسية. 

العيش في المجتمع الفرنسي صعب وسط كمّ هائل من الانتقادات التي تطال الذين قدموا من المستعمرات القديمة، وأولهم الجزائر. فهذا الهجوم الذي يتبناه تيارا اليمين المتطرف واليمين ضد الجزائر ويستخدمانه في السياسة، عقّد العلاقات بين البلدين.

❊ كيف تفسر هذا "الحقد" على كل ما يمتّ بصلة للجزائر؟

❊ يعود الى 132 سنة من الاستعمار الفرنسي للجزائر، ومن بينها لثماني سنوات حربا؛ هذا ليس بالشيء الهيّن، بل هو سبب مهم جدا، ربما يلزمنا 132 سنة أخرى لمداواة الجروح، والوصول الى مجال محايد بين الجزائر وفرنسا. لكنّ هناك أطرافا سياسية تستغل هذا الأمر، وتغرز أصابعها في هذه الجروح للفوز بالانتخابات دون تردد، فتتخذ كل الوسائل الممكنة من أجل تحقيق غايتها.

❊ ما هي ردة فعل الفرنسي من أصول جزائرية وحتى الجزائري المهاجر الذي يساهم في اقتصاد فرنسا، وفي تطوير مجالاتها الأخرى أمام اتهامات باطلة تمسّه يوميا؟

❊ نحن ندفع ثمن تردي العلاقات بين الجزائر وفرنسا، قلتها منذ خمسين سنة "ما يحبوناش" . عدد كبير جدا من الفرنسيين مايزالون إلى حد الآن يرفضون فكرة التخلي عن البلد الذي وُلدوا فيه؛ أي الجزائر، والعيش في فرنسا، بل يرون أنفسهم قد طُردوا، وأُجبروا على الرحيل، فاشتياقهم للجزائر هائل، ومتجذر في أعماقهم. أعتقد أن الأمور ستهدأ لكن بعد سنوات طوال، ربما 50 سنة، أو 80 سنة، أو أكثر.

❊ كيف تفسر العلاقة الوطيدة بين الفرنسيين من أصول جزائرية والجزائر؟

❊ يعود ذلك الى فريق "الأفناك" ؛ أي الفريق الجزائري لكرة القدم الذي يناصره هؤلاء الشباب ويتابعون مبارياته؛ لأن معظم لاعبي الفريق مزدوجو الجنسية.تعرفين مدة تأثير كرة القدم على الناس في مسألة تحديد الهوية. وفي نفس الوقت يحب هؤلاء الشباب الفريق الفرنسي لكرة القدم؛ لأنه يضم اللاعب كيليان مبامبي من أم جزائرية، وقبله زين الدين زيدان، وكريم بن زيمة.

❊ كيف تقرأ صمت العالم أمام ما يحدث في فلسطين؟

❊ لديّ إجابة مجهزة لهذا السؤال. يعود ذلك الى العالم العربي والإسلامي الصامت أمام ما يجري في فلسطين؛ فلا يمكن أي صحفي أن يدخل غزة وكأن هذه الأخيرة قطعة من إسرائيل. عيب أن لا يتمكن العالم العربي والإسلامي من فرض السلم في المنطقة، وهو ما يحطم حلم إنشاء اتحاد إسلامي أو عربي.

❊ لو اقتُرح عليك أن تكون وزيرا مجددا في الحكومة الفرنسية، هل تقبل؟

❊❊لا أبدا. لقد توقفت عن ممارسة السياسة حتى إن الساسة فقدوا مصداقيتهم وحب الناس في فرنسا.  أفضّل أن أكون كاتبا، وأتواصل مع الأطفال والشباب، أن أكون مبدعا في المجال الثقافي، أن أكون حرا ومؤثرا، وهكذا يمكنني أن أؤثر على الناس خاصة أنني لا أبتغي من الكتابة مالا، فحينما ألتقي بأشخاص يخبرونني أنهم تأثروا بكتاباتي ويشكرونني عليها، أشعر بسعادة كبيرة.

❊ كلمة عن معرض الجزائر الدولي للكتاب؟

❊ أنوّه بتنظيم معرض الجزائر الدولي للكتاب كل عام. وأؤكد أنّ أكبر خطر يواجهه الشباب هو استعمال الشاشات.صحيح أن استعمالها سهل، لكن قراءة الكتب تجعلنا أكثر ذكاء؛ فلنقرأ الكتب، ولنتركها مفتوحة أمامنا دائما.