يواصل حصد الألقاب

"الطيّارة الصفراء" يتوّج بثلاث جوائز في كندا

"الطيّارة الصفراء" يتوّج بثلاث جوائز في كندا
  • 199
دليلة مالك دليلة مالك

حصد الفيلم الجزائري "الطيّارة الصفراء" للمخرجة هاجر سباطة، أوّل أمس، ثلاث جوائز جديدة في مهرجان Mix Film  Festival  بمدينة لافال الكندية، ليرتفع بذلك رصيده إلى عشر جوائز متميزة، من بينها ثماني جوائز دولية وجائزتان وطنيتان.

نال الفيلم في هذه الدورة تكريمًا خاصًا من لجنة التحكيم الدولية التي منحت صنّاع العمل جوائز أفضل إخراج، وأفضل إدارة فنية، وأفضل أزياء وملابس، تقديرًا لجودته الفنية وفرادته في تجسيد الهوية الجزائرية على الشاشة. بهذا الإنجاز، يواصل "الطيّارة الصفراء" رحلته المضيئة في المهرجانات العالمية، مجسّدًا حضور السينما الجزائرية كصوت فني يحمل الذاكرة والوفاء والهوية، ويهدي نجاحاته لروح الشهداء وللنساء الجزائريات اللواتي يستمد منهن صانعوه الإلهام والعزم على مواصلة الإبداع.

هذا التتويج الجديد يعكس استمرار حضور السينما الجزائرية في المحافل الدولية، ويؤكّد قدرة المبدعين الجزائريين على منافسة أعمال من مختلف أنحاء العالم بفضل إخلاصهم للفن وللذاكرة الجماعية. كما عبرت مخرجة الفيلم عن سعادتها البالغة بهذا التقدير، مؤكّدة أن هذه الجائزة تشكّل حافزا إضافيا لمواصلة العمل بإصرار وشغف من أجل نقل صورة الجزائر الأصيلة بكلّ تنوّعها وثرائها الإنساني والثقافي. خصّت بالشكر فريق العمل من فنانين وتقنيين أسهموا بحبّ واحترافية في إنجاز الفيلم، كما عبّرت عن امتنانها لوزارة الثقافة والفنون والمركز الجزائري لتطوير السينما على دعمهما وثقتهما، مشيدة في الوقت نفسه بالمصمّمة ياسف التي أبدعت في تصميم الأزياء التقليدية التي شكّلت عنصرا جماليا بارزا في العمل.

يروي فيلم "الطيارة الصفراء" الذي سبق عرضه لأوّل مرة بقاعة "ابن زيدون" في الجزائر العاصمة، قصة الشابة جميلة التي وجدت نفسها وسط أتون الثورة الجزائرية بعد أن غيّرت حادثة مأساوية مسار حياتها. فبعد مقتل أخيها على يد ضابط فرنسي أثناء خدمته في الجيش الاستعماري، قررت جميلة أن تنتقم لدمه، حاملة مسدس والدها الشرطي الذي كان يعمل في صفوف البوليس الفرنسي.

في تلك اللحظة، تحول الألم إلى فعل، والغضب إلى مقاومة، إذ لاحقتها مشاعر الاتهام والخذلان تجاه والدها المريض والمنهار نفسياً، قبل أن تدفعها الصدفة للالتحاق بصفوف جبهة التحرير الوطني بعد أن أنقذها مجاهدان من موقع تنفيذ عمليتها. من خلال هذه القصة التي كتبتها هاجر سباطة وكريم خديم، جسّد الفيلم حكاية إنسانية عن التحوّل من الفقد إلى الوعي الوطني، وعن دور المرأة الجزائرية في زمن الثورة.