الدكتور بوشوشة يؤكد دور الصورة في العمل الإعلامي

الصورة الحقيقية تخدم القضايا العادلة

الصورة الحقيقية تخدم القضايا العادلة
  • القراءات: 807
زبير. ز زبير. ز

قدّم الدكتور عبد الحميد بوشوشة من كلية الإعلام والاتصال بجامعة قسنطينة 3 "صالح بوبنيدر"، أول أمس، مداخلة حول أهمية الصورة في العمل الإعلامي، ألقيت على هامش اختتام الدورة التكوينية في التصوير الفوتوغرافي، الذي نظمته جمعية "جسور الخير" في إطار دعم الشباب لولوج هذا العالم الواسع والفضاء الكبير.

أكد الدكتور بوشوشة أن الصورة أضحت محور أي عمل صحفي في ظل التطور الكبير الذي تعرفه الساحة الإعلامية؛ من توفر لوسائل تقنية حديثة وسرعة إرسال المعلومة في وقتها، مضيفا أن الراهن أضحى يعتمد على السرعة، وأن الصورة أضحت خير وسيلة لإيصال المعلومة حتى بدون تقرير أو تعليق، وهو الأمر ـ حسبه ـ الذي تفطنت له كبريات الشركات العالمية، والتي وضعت أموالا كبيرة من أجل الاستثمار في هذا المجال.

وتطرق الأستاذ المحاضر لتاريخ استعمال الصورة في وسائل الإعلام العالمية، معتبرا أن الصحافة المكتوبة في بدايتها، لم تول اهتماما للصورة قبل أن تتطور الأمور ويصبح لها حيز من صفحات الإعلام. وعرّج على القيمة التي أعطاها الصينيون للصورة في وسائل الإعلام عندهم، ومقولة الصيني الشهير "كونفيسيوش"، الذي كان يرى أن الصورة أبلغ من 1000 خبر.

وحسب الدكتور عبد الحميد بوشوشة، فإن الصورة في السنوات الأخيرة، غيّرت الكثير من السياسات الدولية، وغيرت حتى نظرة الرأي العام العالمي لأمهات القضايا، حيث تحدّث عن أول صورة كان لها تأثير كبير في مجريات الأحداث العالمية، والتي أصدرتها جريدة "واشنطن بوست" الأمريكية حول معاناة الجنود الأمريكيين بالفيتنام، لتدحض زعم الحكومة الأمريكية بشأن سيطرتها على هذه الحرب، وهو الأمر الذي ألّب الرأي العام الأمريكي على الحكومة، التي اضطرت للانسحاب من الحرب وهي تجر أذيال الهزيمة.

وأكد الدكتور بوشوشة على ضرورة تحلي المصور بالحس الصحفي، الذي يسمح له بالتواجد في المكان المناسب وفي الوقت المناسب، مضيفا أن مثل هذه التكوينات تساهم في تكوين مصورين قادرين على العمل في الميدان وفق المقاييس المعمول بها لدى وسائل الإعلام، حاثا المتكونين والمهتمين بهذا المجال على بذل مجهودات كبيرة والتحلي بالجرأة من أجل القيام بعمل محترم. وأشار المتحدث إلى أن الصورة لها استعمالاتها الإيجابية كما لها استعمالات سلبية، حيث قدّم العديد من الأمثلة التي تم استعمال فيها الصورة من أجل تضليل الرأي العام العالمي، على غرار ما قامت به قناة "سي أن أن" الأمريكية في حرب الخليج الأولى. وهنا أشاد الدكتور بالعمل الذي قام به التلفزيون الجزائري آنذاك، ومراسلاته من بغداد، عندما نقل الصورة الحقيقية للمدينة، وبات مصدر معلومة للعديد من وسائل الإعلام الغربية.

واعتبر الدكتور بوشوشة أن استعمال الصورة في الجزائر لم يرق بعد إلى الجانب الاحترافي المعمول به في الدول المتقدمة، مشيرا إلى ظاهرة القرصنة، واستعمال صور بدون ذكر أصحابها، مضيفا أن عالم التصوير في الدول الغربية أخذ منحى آخرا، وأصبح محل اهتمام كبير، ونال قسطه من المؤلفات، ليتطرق إلى جانب دخول وسائل التواصل الاجتماعي على الخط، وإشكالية اعتبراها كامتداد لوسائل الإعلام أم كوسائل إعلام بديلة.