الإعلاميّ اللبناني سامي كليب لـ ”المساء”:

الصحفي لا يجب أن يكون بوقا وحان الوقت لإعادة أخلقة المهنة

الصحفي لا يجب أن يكون بوقا وحان الوقت لإعادة أخلقة المهنة
الإعلامي الفرانكو لبناني سامي كليب
  • القراءات: 690
❊حاورته: لطيفة داريب ❊حاورته: لطيفة داريب

استضاف جناح المؤسسة الوطنية للاتصال، النشر والإشهار في سيلا23”، الإعلامي الفرانكو لبناني سامي كليب للتوقيع على كتابين، هما الرحالة، هكذا رأيت العالم و«الأسد، بين الرحيل والتدمير الممنهج، الحرب السورية بالوثائق السرية، وفي هذا حاورته المساء.

ما جديدك بالنسبة للطبعة الرابعة عشرة لكتابك الأسد، بين الرحيل والتدمير الممنهج، الحرب السورية بالوثائق السرية؟

فيه بعض الإضافات التي استجدت في الآونة الأخيرة، لكن الكتاب يعتمد بالأساس على مجموعة من الوثائق ومحاضر الجلسات الأساسية التي جرت في سوريا وحول سوريا من الجامعة العربية، مرورا بدمشق، ووصولا إلى تركيا والولايات المتحدة الأمريكية ودول الخليج، فهو يعبّر بالوثائق والدراسات والكتب، عن حجم المأساة التي حصلت في سوريا.

هل أنت مع مبدأ الجزائر، المتمثل في عدم التدخل في الشؤون الخارجية للدول؟

أنا مع التدخل الإيجابي للجزائر؛ بمعنى أن للجزائر مكانة كبيرة عند الشعوب والدول العربية، والناس يحبونها، ولذلك أعتقد أن دولة كالجزائر عندها تاريخ عريق، وعندها الشرعية الثورية. أتمنى أن تلعب دورا توفيقيا بين الدول العربية. وبالمقابل، إذا كان التدخل سلبيا أقول إنني مع الجزائر في هذا الموقف، لكن هناك تدخلا إيجابيا، ويجب عليها أن تلعب هذا الدور.

كيف تحلّل ما أُطلق عليه صفقة القرن؟

أعتقد أن هذه الصفقة هي أسوأ ذلّ يعيشه العرب في عصرنا الحالي بسبب مجموعة من الأنظمة العربية، التي تعتبر أن بقاءها في السلطة يفترض أن تنسق مع اللوبيات الصهيونية في الولايات المتحدة الأمريكية، وتبرّر صفقة القرن لصالح آخر نظام عنصري في العالم، اسمه إسرائيل، وضد شعب مقهور ومسحوق، ألا وهو الشعب الشقيق، شعب فلسطين.

استقلت من منصبك كمستشار إعلامي للهولدينغ الإعلامي الفرنسي الموجه للعرب، هل يعود ذلك إلى اتهامك بمعاداة السامية؟

أنا لست معاديا للسامية، نحن شعوب سامية بالأساس، نحن مثلنا مثل أيّ شعب يقول إنه شعب سام، نحن، في الأصل، الشعوب السامية، وأنا لا أقول إن اليهود ليسوا شعبا ساميا، هذه الشعوب السامية موجودة عبر التاريخ، ولكن أنا ضد صهيونية إسرائيل، ضدّ ممارسات إسرائيل، ضد الموقف الإجرامي الذي قامت به، ضد احتلالها بلادي لبنان، وضد قمعها الشعب الفلسطيني، هذا رأي آخر.

أما بالنسبة لعملي في فرنسا فأنا كنت ولاأزال أرفض استقبال أيّ إسرائيلي، وأعتبر أنّه من المعيب على شاشة عربية أو وسيلة إعلامية عربية، أن تستضيف إسرائيليا يقتل شعبنا الفلسطيني.

حسبكم، بمَ يجب أن يتحلى الصحفي كي ينجح في مسيرته المهنية؟

أوّلا يجب أن يكون إعلاميا لا بوقا.. هناك فرق بين أن تكوني إعلامية وأن تعلمي، وأن تكوني غير محايدة في القضايا المصيرية لأمتنا؛ قضايا الشعوب، قضايا القهر، قضايا الظلم، قضية فلسطين، ولكن أن تكوني موضوعية في المعالجة بمعنى أن نستمع لكلّ الآراء في الدول العربية، كما يجب أن لا يكون الصحافي عامل فتنة بين عربي وعربي، هذا معيب! يجب أن لا يكون بوقا لهذا الطرف ضد الطرف الآخر أو العكس، هذا معيب أيضا، يجب أن نعيد شرعيا أخلاق المهنة.

أ يجب توفير الحياة الكريمة للصحفي حتى لا ينساق إلى الرشوة وأن لا يكون بوقا لجهة معيّنة؟

نعم، لكن لا يجب أن يكون الهاجس المالي هو الأساس، لأنّ الصحافة هي مهنة شريفة كالطب والتعليم؛ إما أن يكون الإنسان صحفيا شريفا أو لا يكون، فلا يمكن التوفيق بين قلة الأخلاق والصحافة، هذا الأمر الأوّل، لكنني أطالب نقابات الصحفيين في الوطن العربي، بأن تعزّز وضع الصحفي، وأن تضمن له التعليم والحياة الكريمة، وتحميه كي يستطيع التصرّف في حرية أوسع.

ومن يحمي الصحفي من ضغوط داخلية وخارجية قد تؤدي إلى هلاكه؟

والله، الصحافة هي مهنة خطيرة في نهاية الأمر، ونحن في أوطاننا العربية، علينا الدفاع عن دولنا، لا أن نكون عوامل فتنة داخل دولنا وفي الإطار العربي، ولكن على الصحفي أيضا أن يكون جريئا وأن يقول ما يحصل بصراحة تامة، إن لم يكن جريئا فلماذا يمارس المهنة؟ أن يقول لأجل كسب لقمة العيش أو يقول أخاف لو أمارس مهنة الصحافة كما ينبغي، فليمارس مهنة أخرى.

هل تعتقد بصمود الصحافة الورقية أمام الصحف الرقمية والسوشيال ميديا؟

أعتقد أنّ الصحف الورقية مع الأسف في طور الانتهاء، حتى بالنسبة لوسائل الإعلام التقليدية، مثل الراديو والتلفزيون، فنحن في عصر جديد من التواصل الاجتماعي الذي فرض نفسه.

هل أنت مع البرامج العربية التي تتناول أخبار العالم بشكل جريء وفكاهي؟

هذه البرامج المسلية تسليني إذا حافظت على مستوى من الأخلاق، أما إذا دخلت مجال السب والشتم والقدح فأنا ضدها. ونفس الشيء إذا عملت على تخفيض مستوى الأخلاق في المجتمعات العربية، أما إذا كان برنامجا مسليا فلن يكون من أولوياتي، لكنني أشاهده.

لماذا أطلقت عنوان لعبة الأمم على البرنامج الذي يُعرض في قناة الميادين؟

لأن الأمم الكبيرة تلعب بنا نحن العرب، وعلينا أن نفكك هذه اللعبة كي نعرف ما الذي حل بنا.