الروائي أمين الزاوي في منبر صالون الكتاب:

الشهرة آخر اهتمامات الكاتب الحقيقيّ

الشهرة آخر اهتمامات الكاتب الحقيقيّ
  • القراءات: 887
د. مالك د. مالك

ضمن سلسلة "المنابر" التي تنظمها محافظة الصالون الدولي للكتاب، صعد الروائي أمين الزاوي من منبره، أول أمس، ليسرد مسيرته الأدبية، وتحدّث عن تصوره بشأن الرواية وعناصرها؛ إذ أكد أن الكاتب الكبير هو نتاج عوامل معيّنة دفعته إلى الإبداع وبروز أعماله. أفضى أمين الزاوي أن ولوجه عالم الكتابة ثم شهرته التي أخذها بعد ذلك، راجع لنشأته في بيت يضم العديد من الكتب؛ ما جعله يخلق صلة وطيدة مع الكتاب منذ صغره، فضلا عما كانت تقوم به أمه؛ إذ كانت تحكي له كل ليلة قصة قبل نومه، مؤكدا أن نبراتها الدافئة تتجلى له في كل سانحة يحمل فيها القلم، مؤكدا أنها مصدر إلهامه الأول.

وتحدّث صاحب رواية "الملكة" عن الجرأة التي تميزه، وقال: "نعم أنا جريئ، وأثور على ما أحسه خطأ، جرأتي ليست اعتباطا، بل مدروسة ومبررة، دافعت ومازلت وسأبقى أدافع عن المرأة التي هي قضيتي الأولى؛ لأن المرأة هي النواة الأساسية في المجتمع التي تدور في فلكها الشرائح الأخرى، مثلما أدافع عن الحرية الشخصية". وأضاف صاحب رواية "عسل القيلولة" أنه مع فكرة كسر التابوهات بغية تقديم عمل هادف، موضحا أنه يعرف المجتمع الجزائري الذي هو فرد منه، وعلى دراية كاملة بأعرافه وتقاليده التي يحترمها. وقال: "يجب التفريق بين أجيال الكتاب؛ كل جيل وقضيته، زمني يدفعنا إلى الكتابة عن الحريات الشخصية، المرأة وانشغالات مجتمعاتنا، كما كان للجيل السابق قضاياه، على غرار كاتب ياسين ومحمد ديب، اللذين كتبا للثورة وكسرا قيود المستعمر".

وأبدى الزاوي تفاؤلا بالأقلام الصاعدة، مؤكدا أنه يقرأ لهم بحب وعمق، سواء ممن يكتبون بالعربية أو الفرنسية. وعبّر عن إحساسه بالسعادة في كل مرة يرى الأسماء الرائدة في الأدب الجزائري حاضرة في المحافل الدولية. وأضاف أن "الكتابة ليست شهرة ونجومية الشلة التي يصنعها الأصحاب والأحباب؛ سواء إعلاميين أو متابعين للمشهد الأدبي..."، موضحا أن الشهرة هي ثمرة طريق طويل، وجهد مرير من الجهد الصادق؛ فالأضواء هي آخر اهتمام الكاتب. وأضاف: "الموهبة لا تكفي؛ فهي خمسة وعشرون بالمائة من ثمن النجاح، أما الحصة الكبيرة المتبقية؛ فهي سهر، إتقان وتفاني". وفي فكرة أخرى قال أمين زاوي إن القارئ الجيد من شأنه أن يصبح كاتبا كبيرا في أغلب الأحيان، وأن من نهل من روافد الكلمة والأدب والرواية سيكون، بلا شك، قلما خلاقا.