الشاعرة رواند الجزائرية لـ”المساء”:

الشعر جنون في المقام الأول

الشعر جنون في المقام الأول
  • القراءات: 702
حاورتها لطيفة داريب حاورتها لطيفة داريب

رواند الجزائرية، شاعرة شابة، في جعبتها ديواني شعر هما الآن قيد الطبع، تحت عنواني ”فلسفة الحياة” و«2020”.. اتصلت بها ”المساء”، للحديث عن مسيرتها الحديثة في الشعر وبالأخص عن ديوانها الأخير، الذي لخصت فيه ما مر به العالم من تغيرات بفعل جائحة ”كورونا”، فكان هذا الحوار.

خصصت ديوانا شعريا كاملا لسنة 2020، السنة التي عرفت جائحة ”كورونا”، إلى ما يعود ذلك؟

❊❊ إذا تكلمنا عن 2020، فهي السنة التي شهدت جائحة ”كورونا”، وكثيرا من الأحداث التي أثرت على الجميع من كل النواحي. من جانبي أخذتُ نصيبا منها، إذ فقدتُ الكثير من الأحباب، لهذا كنت حاقدة عليها نوعا ما وديواني ”2020” كان طريقة للانتقام بشكل غير مباشر، لكن رغم كل هذا الأحداث، أتمسك بالأمل وأتحلى بالإيمان وأتسلح بالآية الكريمة ”لا تقنطوا من رحمة الله”، فما يحدث لنا إلا درس لا أكثر، والله غفور رحيم.

هل لخص ديوانك الأول ”فلسفة الحياة”، فلسفتك في الحياة؟

❊❊ بالطبع، فالشعر‏ مرآة عاكسة لما يختلج الشاعر من عواطف متدفقة وفياضة وإحساسات مرهفة وأفكار متنوعة، فكثير من التجارب الشخصية وغير الشخصية طفت على هذا الديوان، لذا  كان هذا الديوان مولدا لنفس مُحبة لكتابة شعر.

ماهي المواضيع التي تناولتها في قصائدك؟

❊❊ بالنسبة لديوان ”فلسفة حياة”، يحتوى على ثلاث قصائد، بالإضافة إلى مسرحية من أربعة فصول، يطغى عليها حديث النفس وهذه طبيعة الإنسان، فداخل كل واحد منا شخص أصغر منه؛ فرواند الذي يعرفها الجميع هي غير رواند التي بداخلي، إضافة إلى ذلك، أشركت في هذا الديوان، أدوات الطبيعة؛ طبعا لا أقول إن هذا لون جديد أو مبتكر، فكثير من الشعراء قد أشركوا أدوات الطبيعة، لكن أنا أدخلتها ‏بمحادثة مباشرة مع شخصيتي.

لماذا قررت نشر ديوانين في وقت واحد؟

❊❊ أنهيت ديوان ”فلسفة الحياة”، ومن ثمة جاءت أحداث سنة 2020 وجائحة ”كورونا”، فكانت لدي قصائد لونها وقالبها وبناؤها الشعري يختلف اختلافا كليا عن ديوان ”فلسفة حياة”؛ لذلك كان لابد من الفصل بين ديوانين، وللتوضيح فديوان ”2020”، يحمل في ثناياه كل معاني الحزن واليأس والألم وقلة الحيلة عكس ديواني الأول ”فلسفة الحياة” الذي جاء عميقا في طرحه للفلسفة حياة .

منذ متى بدأت كتابة القصائد؟ وهل وجدت في هذا، متنفسا ووسيلة للتعبير عن خوالجك؟

❊❊ منذ فترة، كنت أهتم بالأغاني الأجنبية، وشد انتباهي ما تحمله معاني الأغاني من تأثير رغم  قصر جملها، بالإضافة إلى شغفي بكتابة الخواطر بالإنجليزية، علاوة على وجود دافع قوي في مسيرتي الحديثة في عالم الكتابة، وهو عائلتي التي لعبت  دورا كبيرا في صقل موهبتي، وهذا في جو من العلم والفقه والأدب، أذكر جدي العلامة الراحل قاسمي الحسني شيخ، ‏كل ذلك جعلني أتفاعل مع هذا الإرث الثقافي. أما بالنسبة للشق الثاني من سؤالك، أقول نعم، لقد وجدت في كتابة قصائد وسيلة للتعبير عن نفسي وما أحمله من أفكار ومشاعر وأحاسيس .

هل تنوين مستقبلا، كتابة القصة أو الرواية، أم أنك تكتفين بكتابة الشعر؟

❊❊ تضم قصائدي حوارات لشخصيات وأحداث متكاملة، بالإضافة إلى عنصري الزمان والمكان، فهي أشبه بمقومات القصة أو الرواية، وهو ما يسمى بقصيدة النثر ولا شك في أنه لون جديد فرض نفسه على المشهد الثقافي والأدبي واكتسح العالم وحتى أمريكا، وهو أشبه بقصة قصيرة أو أقصوصة، لهذا جاءت قصائدي قريبة جدا من قصة مكتوبة بلغة شاعرية.

هل تؤمنين بتراجع الشعر في الجزائر أمام طغيان الرواية بالدرجة الأولى؟ أم أنك مناصرة للشعر كيفما كان حاله؟

❊❊ لا، ربما حظيت الرواية باهتمام النقاد أكثر من الشعر في عصرنا الحالي، وهذا لا يعد عيبا يخص الشعر، إنما نعيش في واقع رأسمالي لا مجال فيه للعواطف، لكن يظل الشعر حاضرا، وما ينطبق على شعر في العالم ينطبق على الشعر في الجزائر.

هل تمزج رواند الإلهام بالعقلانية حينما تكتب شعرها؟

❊❊ لا شك في أن الشعر جنون في المقام الأول، فنحن لا نكتب القصيدة، إنما القصيدة هي من تكتبنا، فالقصيدة وليدة لحظة وهذا هو الفرق بين الشاعر والإنسان العادي؛ فالشاعر يتأثر بالمواقف ويتفاعل مع الأحداث بعاطفة جياشة. أما بالنسبة إلى الجزء الثاني من سؤالك؛ فأنا مع الذين يتريثون في كتابة قصائدهم، ومع الذين ينقحون ويدققون ويراجعون قصائدهم قبل نشرها. فكل شاعر يكتب بغضب في كتابته الأولى، ثم سرعان ما تهدأ نفسه، فيحاول أن يهذب قصيدته قبل أن ينشرها.